القاهرة تحتضن معرضاً لأعمال الفنان الكفيف أحمد ناجي

افتتحته وزيرة الثقافة المصرية ضمن فعاليات عام أبطال الإرادة

الفنان أحمد ناجي أمام أحد أعماله في معرضه  في القاهرة - جانب من الأعمال الفنية المعروضة
الفنان أحمد ناجي أمام أحد أعماله في معرضه في القاهرة - جانب من الأعمال الفنية المعروضة
TT

القاهرة تحتضن معرضاً لأعمال الفنان الكفيف أحمد ناجي

الفنان أحمد ناجي أمام أحد أعماله في معرضه  في القاهرة - جانب من الأعمال الفنية المعروضة
الفنان أحمد ناجي أمام أحد أعماله في معرضه في القاهرة - جانب من الأعمال الفنية المعروضة

تأكيداً على مواصلة رحلته لاختراق حواجز الظلام؛ تحتضن القاهرة في الوقت الحالي معرضاً لأعمال الفنان فاقد البصر أحمد ناجي، الذي يعد أول فنان تشكيلي كفيف في مصر.
المعرض يعد الثاني للفنان ناجي، بعد أن أقيم له معرضا خاصا في عام 2013 تضمن 12 لوحة، نال استقبالاً كبيراً من جانب الجمهور والفنانين والنقاد وقتها.
ويأتي افتتاح المعرض الجديد، الذي يضم 7 أعمالا جديدة، على هامش افتتاح عروض فرقة الشمس المسرحية لذوي القدرات الخاصة، التابعة للبيت الفني للمسرح.
يقول الفنان ناجي: «منذ المولد وأنا أعاني كف البصر ولدي فقط إبصار جزئي، أما عن الموهبة الفنية فقد كنت بداية أمارس النحت والتشكيل مثل أي كفيف، حيث تهتم مدارس المكفوفين بحصص الرسم والموسيقى، وكان اتجاهي للرسم قبل عدة سنوات بعد نصائح المتخصصين، الذين قالوا لي إنه يمكنني التعامل مع اللون من خلال الملمس، حيث أتحسس بعض المجسمات وألمسها بإتقان وتركيز، ثم أترجم ذلك على اللوحات من خلال الألوان الزيتية عبر استخدام الأصابع وليس الفرشاة أو الريشة، بعد أن وجدت صعوبة في الرسم بهما».
وخلال الأعوام الماضية حصد ناجي عدداً من الجوائز على أعماله، كما شارك في معارض خارجية، منها أرمينيا وتونس.
يذكر أن المعرض افتتحته وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، بقاعة كبار الزوار بالحديقة الدولية بالقاهرة، التي أشادت بالمعرض قائلة إن منذ إعلان عام 2018 عاما لأبطال الإرادة، شرعت مؤسسات الدولة في تنفيذ المشروعات الهادفة إلى دعم ورعاية متحدي الإعاقة.
وأضافت أن مبادرة وزارة الثقافة جاءت ممثلة في البيت الفني للمسرح لتأسيس فرقة الشمس كخطوة مهمة تؤكد قيم المواطنة، وتلقي الضوء على قضاياهم كما تهدف إلى تحقيق دمج أفرادها بشكل طبيعي مع المجتمع من خلال الأعمال الفنية، وتم اختيار هذا الاسم «الشمس» تعبيراً عن الطاقة الإيجابية التي نتبادلها معهم.
وأكدت وزيرة الثقافة أن تقديم الدعم والرعاية لهؤلاء الأبطال رسالة سامية ذات أبعاد إنسانية نبيلة والاهتمام بهم أحد المعايير المهمة والمعاصرة لقياس تقدم وتحضر المجتمعات، مشيرة إلى أن قطاعات الوزارة المختلفة نفذت الكثير من البرامج التي ترعى ذوي القدرات الخاصة، منها استحداث فصلين بمركز تنمية المواهب بالأوبرا للأطفال والشباب إلى جانب برامج التمكين الثقافي بالهيئة العامة لقصور الثقافة التي تقدم ألواناً من الفنون والثقافة والآداب المختلفة لهم، كما وجهت التحية لكل من شارك في تأسيس الفرقة، متمنية لهم النجاح والتوفيق.



التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».