عقدت مجموعة العمل التركية الأميركية المشتركة لمناقشة القضايا العالقة في سوريا جولة مشاورات جديدة في أنقرة أمس، ركزت بشكل خاص على وضع مدينة منبج، التي تطالب أنقرة واشنطن بسحب عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية منها إلى شرق الفرات.
وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أكصوي، في مؤتمر صحافي، إن وفداً أميركياً بدأ أمس مشاورات في تركيا بخصوص منبج، في شمال سوريا، مشيراً إلى أن إنشاء آلية بين البلدين جاء عقب زيارة وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون إلى تركيا في فبراير (شباط) الماضي، وعقد الاجتماع الأول للمجموعة في واشنطن يومي 8 و9 مارس (آذار) الماضي.
وأكد أكصوي أن وضع مدينة منبج جاء على رأس المواضيع التي يتم بحثها خلال الاجتماع الثاني للجنة في أنقرة، مشيراً إلى أن البيان النهائي الذي يتم العمل حوله بين البلدين سيعلن عنه عقب لقاء وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والأميركي مايك بومبيو في واشنطن في 4 يونيو (حزيران) المقبل.
وسيلتقي جاويش أوغلو وبومبيو في واشنطن في 4 يونيو لبحث عدد من القضايا، في مقدمتها الملف السوري، ووضع مدينة منبج، وهو اللقاء الذي كان مقرراً أن يعقد خلال مايو (أيار) الحالي، وتأجل بسبب تعارض جدول ارتباطات الوزيرين.
وكان جاويش أوغلو قد أعلن، عقب لقاء نظيره الأميركي في بروكسل في 27 أبريل الماضي، على هامش اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أنه أقر مع نظيره الأميركي خريطة طريق بشأن منبج، وأن التعاون بينهما في المدينة السورية سيكون نموذجاً لباقي المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وذراعه العسكرية «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي يثير وجود عناصرها في منبج توتراً بين أنقرة وواشنطن، وأشار إلى أن الاتفاق سينهي أحد ملفات التوتر بين البلدين، وسيعزز تعاونهما في مناطق أخرى خاضعة لسيطرة الميليشيات الكردية، خصوصاً في شرق الفرات.
وطالبت تركيا واشنطن، مراراً، بإخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية من منبج، ملوحة بالتدخل فيها على غرار تدخلها في عفرين من خلال عملية «غصن الزيتون» التي انطلقت في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقال جاويش أوغلو إن تركيا ستتحرك مع الولايات المتحدة في منبج، لافتاً إلى أن هناك خريطة طريق بين أنقرة وواشنطن، بشأن سوريا، وأنه في حال تطبيقها، ستنسحب «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينة منبج، وأنه تم خلال لقائه مع نظيره الأميركي التأكيد على موافقة الجانبين على خريطة الطريق التي أقرتها مجموعة العمل التركية الأميركية المشتركة حول سوريا. وقال الوزير التركي: «سنطبق نموذج منبج في بقية المناطق السورية، خصوصاً شرق نهر الفرات. وبهذه الطريقة، سنتخذ مع الولايات المتحدة خطوات حول موضوع تسبب بتوتر علاقاتنا الثنائية».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد قال أمام اجتماع لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي إنه يعلق الآمال على الاجتماع مع نظيره التركي لحل المشكلات المتعلقة بشمال سوريا.
وفي سياق متصل، رصدت تقارير إعلامية تركية عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي أقام فيها الجيش التركي نقاط المراقبة، في إطار منطقة خفض التصعيد في إدلب، بعد إتمام تركيا تشكيل جميع نقاط المراقبة، وعددها 12 نقطة مراقبة، في 16 مايو الحالي.
ويقوم سكان بلدة مورك، التابعة لمحافظة حماة (غرب)، التي شكلت فيها تركيا تاسع نقاط مراقبتها، في 7 أبريل (نيسان) الماضي، بترميم منازلهم ومزارعهم، بعدما غادروها هرباً من هجمات النظام السوري.
ونقلت وسائل الإعلام عن رئيس المجلس المحلي في مورك، أسامة أبو جناد، أن المنطقة تقع على الخط الفاصل بين النظام السوري ومناطق سيطرة المعارضة، ومع تشكيلها، وهي التي تعد أبعد نقطة مراقبة عن الحدود التركية، بلغ عدد السكان العائدين إلى المنطقة 4 آلاف شخص، بدأوا يعودون إلى منازلهم التي هجروها.
من جانبه، قال مدير الدفاع المدني «الخوذ البيضاء» واصل حلبي: «بدأنا، في إطار أعمال التنظيف في مورك، بنقل الركام الذي تكون بسبب الحرب إلى خارج البلدة. ونعمل على إعادة فتح الطرق المغلقة لجعل المنطقة قابلة للعيش».
وكان يعيش في مورك نحو 25 ألف نسمة قبل الحرب، وانخفض هذا العدد إلى 800 شخص، تحت وطأة هجمات النظام على البلدة.
محادثات أميركية ـ تركية في أنقرة حول منبج
تمهيداً للقاء بومبيو ـ جاويش أوغلو
محادثات أميركية ـ تركية في أنقرة حول منبج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة