تستضيف بيروت في 5 يونيو (حزيران) المقبل وبدعوة من الجامعة الأميركية في بيروت الممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني التي ستقدم عرضها المسرحي «قراءات حميمة: من دوراس إلى ديكنسون» في متحف سرسق. وفي هذه المناسبة ستقوم في تكريمها من خلال منحها دكتوراه فخرية في الإنسانيات وذلك ضمن احتفالات الدورة 149 لتخريج طلابها لهذا العام.
والمعروف أن أدجاني سبق وزارت لبنان أكثر من مرة وكان أحدثها في العام الماضي عندما رافقت الوزيرة الفرنسية ياسمينا بنجيجي ملبية دعوة السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون في مركز إقامته في قصر الصنوبر في بيروت. وارتدت أدجاني يومها ثوبا من الدانتيل الأسود من تصميم اللبناني العالمي ايلي صعب فيما تزينت بمجوهرات من تصميم اللبناني سليم مزنر. فخطفت الأنفاس بإطلالتها الجميلة هي التي تبلغ من العمر 63 عاما. وفي العرض المسرحي الذي سيقدم في الهواء الطلق في متحف سرسق ستقرأ أدجاني بصوتها الدافئ مقاطع نثر كتبتها المؤلفة مارغريت دوراس كتحية للشاعرة الأميركية اميلي ديكنسون المشهورة في القرن الثامن عشر. وكذلك مقاطع لمؤلفين آخرين كفرنسواز ساغان وكميل لوران وفريد فارغاس وغيرهم.
ويجري هذا العرض المسرحي الذي سبق وقدمته أدجاني في باريس في إطار استعراض سمعي موسيقي يمتزج فيه صوت أدجاني بمقاطع موسيقى كلاسيكية. وكانت أدجاني قد وصفت تجربتها الجديدة هذه على المسرح بـ«العالم الآخر» الذي زودها بمتعة لا تشبه غيرها هي القارئة النهمة للفيلسوف الفرنسي راسين. وتتناول في هذه القراءات مواضيع مختلفة حول الحياة والحب والوحدة والحاضر والماضي والذكريات، وإلى ما هناك من معانٍ وجدانية كتبها هؤلاء الشعراء والفلاسفة بريشة أقلامهم لتنقلها أدجاني إلى جمهور المسرح بتأن وكأنها خيوطا تحيك فيها قصصا من التاريخ.
والمعروف أن إيزابيل أدجاني هي من أصول عربية فوالدها جزائري ووالدتها ألمانية وتعرف باسم ياسمينا بين أفراد عائلتها. طبعت السينما والموسيقى بمساهمات فنّية غير عادية طوال عقود، وهو ما يجعلها واحدة من أشهر الممثلين في الزمن المعاصر. شاركت في أفلام ومسرحيات إنجليزية وفرنسية وألمانية وحائزة على جائزة سيزار خمس مرات. كما تنادي بفن التمثيل كفعل إيمان بالإنسانية يسبغ على الشخصيات التي تلعبها الشغف والأصالة. وكانت دائماً مُناصرة جهورة لحقوق الإنسان وتمثّل الدور الأساسي للفنون والإنسانيات في تصوير وتكريم الحياة البشرية.
وستقف أدجاني إلى جانب 5 شخصيات مرموقة تكرمهم الجامعة الأميركية وهم الطبيب والكاتب والمفكر السياسي علي فخرو، وعالم الفيزياء الفلكية جورج حلو، وواضع سياسات الصحة العامة والطبيب هوارد كوه، والباحثة والخبيرة الاقتصادية نعمت شفيق. وقد وصفهم رئيس الجامعة دكتور فضلو خوري بأنهم يمثّلون جوهر الريادة المؤسساتية الإنسانية والسعي البحثي والفنون والعلوم والعلاج. وبأنهم كذلك يجسّدون إيماننا بقوة المعرفة والفكر الثاقب والاكتشاف للنهوض بالصالح العام.
وتقارب أدجاني القراءات إلى عمل مسرحي تجول به من بلد إلى آخر وتقول: «أجد متعة في التوجه إلى جمهور من بلدان مختلفة وينضم بشكل أو بآخر تحت لواء تقليد من النوع الشفهي. فهذا الجمهور هو سبب وجودي والأهم يكمن في أن وجوده مستمر ودائم ولو حتى من دوني».
إيزابيل أدجاني تقدم عرضها المسرحي «قراءات حميمة» في متحف سرسق ببيروت
إيزابيل أدجاني تقدم عرضها المسرحي «قراءات حميمة» في متحف سرسق ببيروت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة