حفتر يعلن قرب تحرير درنة... وبرلمان طبرق يبحث نقل مقره إلى بنغازي

باريس تتحدث عن ترتيبات لقمة سلام حول ليبيا

جانب من تدريبات الجيش الليبي قبل أيام من إعلان حفتر انطلاق عملية تحرير درنة (أ.ف.ب)
جانب من تدريبات الجيش الليبي قبل أيام من إعلان حفتر انطلاق عملية تحرير درنة (أ.ف.ب)
TT

حفتر يعلن قرب تحرير درنة... وبرلمان طبرق يبحث نقل مقره إلى بنغازي

جانب من تدريبات الجيش الليبي قبل أيام من إعلان حفتر انطلاق عملية تحرير درنة (أ.ف.ب)
جانب من تدريبات الجيش الليبي قبل أيام من إعلان حفتر انطلاق عملية تحرير درنة (أ.ف.ب)

أعلن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، اقتراب إعلان تحرير مدينة درنة، آخر معاقل الجماعات المتطرفة في منطقة ساحل شرق ليبيا، بينما دعت فرنسا إلى عقد قمة لبحث الأزمة الليبية بحضور فرقائها البارزين نهاية الشهر الجاري في العاصمة باريس.
وقال مسؤول ليبي على صلة بالتحركات الفرنسية، الرامية إلى إحياء جهود الوساطة لحلحلة الأزمة الليبية، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وجه دعوة إلى عقد قمة ليبية جامعة، تضم رئيسي مجلسي النواب والدولة، بالإضافة إلى حفتر، وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، المدعومة من بعثة الأمم المتحدة.
وأوضح المسؤول ذاته أن الموعد المقترح للقمة هو التاسع والعشرين من الشهر الجاري، بمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحادين الأوروبي والأفريقي والجامعة العربية.
من جهة ثانية، استغل عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، عدم اكتمال النصاب القانوني لعقد جلسة كانت مقرره للمجلس أول من أمس لمناقشة الوضع السياسي، وشن هجوما عنيفا على المجلس، الذي قال إنه لم يقدم شيئا للبلاد.
ورأى صالح أن الأعضاء المتغيبين يتحملون مسؤولية عدم إصدار قانون الاستفتاء على مشروع الدستور، قبل أن يعلن تأجيل مناقشة مقر المجلس من مقره الحالي في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي إلى مدينة بنغازي.
ودعا صالح إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، والاستجابة لمقترحات غسان سلامة، المبعوث الأممي إلى ليبيا، بإصدار التشريعات الانتخابية المطلوبة، وذلك بالتشاور مع المجلس الأعلى للدولة.
ميدانيا، قال حفتر في كلمة متلفزة وجهها فجر أمس إلى قواته وسكان درنة: «بتنا على مقربة من إعلان تحرير بلادنا من آخر معقل للإرهاب في أرض ليبيا الطاهرة، استكمالا وتتويجا لنضالنا وتضحياتنا على مدى أربع سنوات متتالية من الكفاح المقدس».
وأضاف حفتر «نحن نمر بمرحلة مفصلية حاسمة في حربنا ضد الإرهاب»، لافتا إلى أن «الإرهابيين رفضوا كل المساعي السلمية لتجنب المواجهة المسلحة، وأصروا على فصل درنة عن جسد الوطن الواحد... والإرهاب لم يترك لنا خيارا إلا المواجهة والقتال»، قبل أن يحذر سكان المدينة من تقديم أي دعم للمتطرفين.
كما حث حفتر قوات الجيش على الحفاظ على أرواح المدنيين، بقوله: «احرصوا على حماية أهلكم، وتجنب إلحاق أي ضرر بهم، أو بممتلكاتهم، أو بأي مرفق من مرافق المدينة، إلا حيث يختبئ الإرهابيون ويتحصنون».
وأضاف حفتر موضحا «لا تهنوا في وجه العدو، واحذروا الكمائن والخديعة في الحرب، وعاملوا بالحسنى كل من يعلن تسليم نفسه لكم، أو يقع أسيرا في أيديكم، وصوبوا ببنادقكم وفوهات مدافعكم نحو زمر الإرهاب دون سواهم».
وتابع حفتر موجها كلامه لسكان درنة: «نطمئنكم يا أهل درنة بأن من هو قادم إليكم هم ضباط الجيش النظاميون، الذين يعرفون واجباتهم، وهم إخوتكم تَرَكُوا أبناءهم وأهلهم لتحريركم، فكونوا لهم سندا وعونا»، داعيا العائلات إلى تسليم أبنائهم المتورطين حالا لمحاكمتهم محاكمة عادلة.
وجاءت كلمة حفتر بينما تخوض قوات الجيش معارك عنيفة في مدينة درنة، حيث اعتبر العقيد ميلاد الزاوي، المتحدث باسم القوات الخاصة، أن القتال الذي اندلع جنوب غربي درنة كان هو الأعنف منذ أن صعد الجيش الوطني الليبي حملته للسيطرة على درنة، مؤكدا مقتل قائد، وإصابة جنديين.
من جهتها، قالت مصادر طبية وبيانات إن قوات الجيش الوطني الليبي فقدت نحو تسعة رجال، كما قُتل 14 من مجلس شورى مجاهدي درنة خلال الاشتباكات، التي وقعت في الآونة الأخيرة حول درنة، التي تخضع لتحالف يضم إسلاميين متشددين، وفصيل مقاتلين آخرين يعرف باسم مجلس شورى مجاهدي درنة.
وشكل الجيش لجنة عسكرية خاصة لإتاحة الفرصة لاستسلام مقاتلي الجماعات المتطرفة داخل درنة، فيما قال مسؤول أمنى إن عدد من سلموا أنفسهم للجيش بلغ نحو 40 شخصا حتى أول من أمس، لافتا إلى أن الجيش تعهد بإطلاق سراحهم وتوفير الحماية لهم، إذا ما أثبتت التحقيقات الأمنية والعسكرية أنهم تخلوا عن حمل السلاح وانشقوا عن المتطرفين.
في سياق ذلك، أعلن اللواء سالم الرفادي، قائد غرفة عمليات عمر المختار لتحرير درنة، أن اللجنة التي تضم مسؤولين أمنيين وعسكريين، ستكون مهمتها تسلم المشتبه بهم ومعاملتهم معاملة إنسانية طبقا لتعليمات المشير حفتر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.