مصادر تركية لـ {الشرق الأوسط}: لا نعتد بتصريحات دمشق عن عودة العلاقات

TT

مصادر تركية لـ {الشرق الأوسط}: لا نعتد بتصريحات دمشق عن عودة العلاقات

تحتل الأزمة السورية مرتبة متقدمة بين القضايا المطروحة على أجندة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المبكرة التي تشهدها تركيا في 24 يونيو (حزيران) المقبل، سواء فيما يتعلق بشكل العلاقة مع النظام السوري أو بالنسبة لقضية اللاجئين السوريين الذين تستضيف تركيا منهم نحو 3.5 مليون لاجئ.
وتعهد رئيس حزب الوطن التركي المعارض دوغو برنتشيك المرشح للرئاسة التركية منافسا للرئيس رجب طيب إردوغان في تصريحات، أمس، بأن يستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد رسميا في أنقرة وإقامة تحالف مع إيران حال الفوز بالانتخابات الرئاسية.
تصريحات برنتشيك، الذي أرسل حزبه من قبل وفدا للقاء الأسد ومسؤولين بحكومته لمناقشة العلاقات مع تركيا، تزامنت مع تصريحات لنائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، عبر فيها عن أمله في عودة العلاقات السورية التركية إلى سابق ذروتها مثلما كانت عليه قبل العام 2011. متهما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتدميرها بسبب «ارتباطه بالإخوان المسلمين».
ونقلت وكالة «تاس» الروسية، أمس، تصريحات المقداد التي رد فيها على سؤال بشأن ما إذا كانت العلاقات السورية التركية ستتغير حال خسارة إردوغان الانتخابات المقبلة، حيث قال: «أعتقد أن إرادة الشعب التركي هي بناء أفضل العلاقات مع سوريا». واعتبر أن العملية الانتخابية في تركيا معقدة.
وأشار إلى أن إردوغان لم يحافظ على سياسة حسن الجوار بين البلدين وقام بتدميرها، قائلا إن الوجود التركي، الذي وصفه بالاحتلال، الآن في مدينة عفرين دليل على ذلك.
وفي تعليق لـ«الشرق الأوسط» على تصريحات المقداد، قالت مصادر دبلوماسية تركية، إن أنقرة لا تعير اهتماما لما يصدر من تصريحات عن النظام السوري الذي قتل مئات الآلاف من شعبه، وأن موقفها الثابت يتلخص في أن بقاء الأسد لن يؤدي إلى حل الأزمة السورية.
ورفضت المصادر وصف المقداد للوجود التركي في شمال سوريا، بأنه «احتلال»، قائلة إن تركيا تعمل على تأمين حدودها من التنظيمات الإرهابية وتمكين السوريين من العودة إلى المناطق التي يتم تطهيرها من هذه التنظيمات، مشددة على أنه لا توجد أطماع لتركيا في الأراضي السورية.
في السياق ذاته، بدا أن هناك تيارا يؤيد عودة العلاقات بين تركيا وسوريا عبر عنه المرشح الرئاسي عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، محرم إينجه أكثر من مرة في لقاءاته في إطار حملته الانتخابية، حيث أكد أنه سيعمل على حل الأزمة السورية خلال فترة قصيرة جدا من خلال الأمم المتحدة وسيعيد اللاجئين السوريين إلى بلادهم وسيعيد العلاقات مع دمشق إلى سابق عهدها، معتبرا أن ما أنفقته تركيا على اللاجئين السوريين كان كفيلا بإقامة آلاف الوحدات السكنية للشباب.
ومن جانبها، تعهدت ميرال أكشينار رئيسة «الحزب الجيد» المعارض والمرشحة للرئاسة، بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بعد تهيئة البيئة المناسبة لذلك، مشيرة إلى أن السياسة الخاطئة لتركيا أسهمت في تعقيد الأزمة السورية وتفاقم مشكلة اللاجئين.
وأحدثت تصريحات المرشحين المنافسين لإردوغان في الانتخابات الرئاسية بشأن إعادة السوريين إلى بلادهم وتحسين العلاقات مع نظام الأسد حال فوزهم في الانتخابات، حالة من القلق في أوساط السوريين في تركيا، ورأى عدد منهم التقتهم «الشرق الأوسط»، أن خسارة إردوغان للانتخابات سيكون خبرا سيئا بالنسبة لهم، وأنهم يخشون فوز أي مرشح آخر بالانتخابات الرئاسية، خاصة أن حكومة حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه إردوغان فتحت أبوابها لهم واستقبلتهم وهيأت لهم فرص التعليم والإقامة والعمل دون مشكلات.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.