قائد سلاح الجو الإسرائيلي يعترف بقصف مواقع إيرانية في سوريا

قال إن طهران أرسلت إليها صواريخ بعيدة المدى

طائرة «إف 35» المقاتلة التي استخدمتها إسرائيل في تنفيذ هجمات ضد مواقع إيرانية في سوريا (أ.ف.ب)
طائرة «إف 35» المقاتلة التي استخدمتها إسرائيل في تنفيذ هجمات ضد مواقع إيرانية في سوريا (أ.ف.ب)
TT

قائد سلاح الجو الإسرائيلي يعترف بقصف مواقع إيرانية في سوريا

طائرة «إف 35» المقاتلة التي استخدمتها إسرائيل في تنفيذ هجمات ضد مواقع إيرانية في سوريا (أ.ف.ب)
طائرة «إف 35» المقاتلة التي استخدمتها إسرائيل في تنفيذ هجمات ضد مواقع إيرانية في سوريا (أ.ف.ب)

اعترفت إسرائيل، لأول مرة بشكل رسمي، بأنها المسؤولة عن الغارات على المواقع الإيرانية في سوريا قبل أسبوعين. وقال قائد سلاح الجو في جيشها، عميكام نوركين، أمس (الثلاثاء)، إنه بهذه الهجمات كانت إسرائيل أول من استخدم طائرات «إف 35» في العالم في تنفيذ هجمات.
وكان نوركين يتكلم خلال «اجتماع استراتيجي عالمي لقادة سلاح الجو» في جيوش 20 دولة في العالم، في مدينة هرتسليا (قرب تل أبيب)، بينها سلاح الجو في الولايات المتحدة وفي إيطاليا والنمسا وبلغاريا وبلجيكا والبرازيل وألمانيا والهند وفيتنام وكندا وفرنسا وكرواتيا وبريطانيا وغيرها. وقد استهدف الاجتماع تبادل الخبرات في أسلحة الجو. لكن أبحاثه ظلت خفية، باستثناء ما تم تسريبه من تصريحات قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الذي قال إن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ في السنوات الأخيرة، سلسلة من الهجمات ضد أهداف مختلفة في دول الشرق الأوسط، بدءاً بتدمير المفاعل النووي في دير الزور في عام 2007، وحتى الغارات الأخيرة ضد أهداف إيرانية في سوريا. وعرض صورة لطائرة «إف 35»، وهي الطائرة الأميركية التي اقتنتها إسرائيل وتعتبر أحدث الطائرات في العالم، وكيف تحلق فوق بيروت من دون أن تلتقطها الرادارات. وقال إنه تم بواسطة هذه الطائرات تنفيذ هجومين في الشرق الأوسط.
ودخل نوركين في تفاصيل عن الضربة الأخيرة في سوريا، وخلافاً لما كان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قد صرح به يومها من أن الإيرانيين أطلقوا 20 صاروخاً، أعلن أن عدد الصواريخ الإيرانية التي أطلقت من الأراضي السورية قبل أسبوعين، باتجاه الجولان السوري المحتل، بلغ 32 صاروخاً. وبذلك أكد نوركين أقوال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي قال في حينه إن عدد الصواريخ زاد بكثير على ما أعلنته إسرائيل. وتحدثت مصادر لبنانية يومها عن 55 صاروخاً. وقال نوركين إن الجيش السوري أطلق أكثر من مائة صاروخ «أرض جو» مضادة للطائرات باتجاه الطائرات الإسرائيلية التي قصفت عدة مواقع داخلية سورية، بداعي أنها مواقع إيرانية. ولكن أياً منها لم يصب أي هدف إسرائيلي في سماء سوريا أو في إسرائيل نفسها. وفقط 4 منها اخترقت الأجواء الإسرائيلية وتم تدميرها في الجو، والبقية سقطت داخل الأراضي السورية ولم تصل إلى أهدافها في إسرائيل.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد قصفت، في أعقاب إطلاق الصواريخ، عدة مواقع في سوريا بذريعة أنها أهداف إيرانية، وذلك في هجوم وصفه الجيش الإسرائيلي بأنها الأوسع منذ عقود. وتحدثت وسائل إعلام سورية عن إطلاق الدفاعات الجوية السورية عشرات الصواريخ المضادة للطائرات باتجاه الطائرات الإسرائيلية، ورد الجيش الإسرائيلي باستهداف 5 بطاريات صاروخية مضادة للطائرات.
وقال نوركين إن إسرائيل هي أول دولة تنفذ هجوماً حربياً عملياً بطائرات «إف 35». وأضاف أن سلاح الطيران الإسرائيلي استخدم طائرات «إف 35» مرتين في الشرق الأوسط، ويكون بذلك أول من يستخدم هذه الطائرات. وقال أيضاً إن «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الذي تمركز في قاعدة «T4» في سوريا، على بعد 250 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل، حاول شن هجوم بواسطة طائرة دون طيار قبل عدة شهور، وإن الجيش الإسرائيلي اكتشف، لاحقاً، أنه يجري تخزين وسائل قتالية في هذه القاعدة، إضافة إلى دفاعات جوية تم استهدافها في الشهر الأخير. وأضاف: «أدركنا في الأسابيع الأخيرة أن إيران أرسلت إلى سوريا صواريخ، بينها صواريخ بعيدة المدى». وكشف أن طائراته «دمرت أكثر من 20 هدفاً إيرانياً في سوريا»، وأن الدفاعات الجوية السورية أطلقت أكثر من 100 صاروخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية. ورداً على ذلك، تم تدمير بطاريات مضادة للطائرات. وبعد وقت قصير تم تدمير نفق لحركة حماس تم حفره على عمق 20 متراً. وبحسبه، فإن المنظومات الدفاعية «حيتس» و«القبة الحديدية» و«مقلاع داود» (أو العصا السحرية) تحقق نجاحات بنسبة 85 في المائة.



التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
TT

التقى هاليفي وكاتس... كوريلا بحث في إسرائيل الوضع بسوريا والمنطقة

قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)
قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا (رويترز)

زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، من الأربعاء إلى الجمعة، حيث التقى بمسؤولين من الجيش الإسرائيلي، وناقش الوضع في سوريا وعدداً من المواضيع الأخرى المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، وفق «رويترز».

وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إن الجنرال كوريلا التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.

وحثت واشنطن إسرائيل على التشاور الوثيق مع الولايات المتحدة بشأن مستجدات الأوضاع في سوريا، بعد أن أنهى مقاتلو المعارضة بقيادة أحمد الشرع، المكنى أبو محمد الجولاني، قبل أيام، حكم عائلة الأسد الذي استمر 50 عاماً عقب فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد من البلاد.

ويراقب العالم لمعرفة ما إذا كان بمقدور حكام سوريا الجدد تحقيق الاستقرار في البلاد التي شهدت على مدى أكثر من 10 سنوات حرباً أهلية سقط فيها مئات الآلاف من القتلى، وأثارت أزمة لاجئين كبيرة.

وفي أعقاب انهيار الحكومة السورية، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته نفذت مئات الضربات في سوريا، ودمرت الجزء الأكبر من مخزونات الأسلحة الاستراتيجية لديها.

وأمر كاتس القوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة إلى أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.

وقال بيان القيادة المركزية الأميركية: «ناقش القادة مجموعة من القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك الوضع المستمر بسوريا، والاستعداد ضد التهديدات الاستراتيجية والإقليمية الأخرى».

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن كوريلا زار أيضاً الأردن وسوريا والعراق ولبنان في الأيام القليلة الماضية.

ورحبت إسرائيل بسقوط الأسد، حليف عدوتها اللدودة إيران، لكنها لا تزال متشككة إزاء الجماعات التي أطاحت به، والتي ارتبط كثير منها بتنظيمات إسلاموية.

وفي لبنان، زار كوريلا بيروت لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية الأولى بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، في حرب تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص.

وتشن إسرائيل حرباً منفصلة في قطاع غزة الفلسطيني منذ نحو 14 شهراً. وحصدت هذه الحرب أرواح عشرات الآلاف، وقادت إلى اتهامات لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب وهو ما تنفيه إسرائيل.