جدد رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة دعوته إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية العام الجاري، فيما زعمت قوة موالية لحكومة «الوفاق الوطني» في طرابلس أنها أحبطت مخططاً إرهابياً قرب العاصمة الليبية، واعتقلت محسوبين على نظام العقيد الراحل معمر القذافي، بينهم عدد من الضباط السابقين.
ورسم سلامة مجدداً صورة قاتمة للوضع السياسي والعسكري في ليبيا، ودعا خلال إحاطة تلفزيونية قدمها أمس لمجلس الأمن الدولي، إلى وقف القتال في مدينة درنة (شرق ليبيا) ولوّح باحتمال التدخل، إذ اعتبر أن كل الخيارات مطروحة، ومحذراً من تعرض المدنيين لمزيد من الخطر «جراء الحرب التي تدور في ضواحي المدينة»، على حد قوله. وتتعرض درنة منذ أيام لهجوم يشنه الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر بهدف طرد جماعات متشددة متحصنة فيها.
كما حذّر سلامة من تحوّل الاشتباكات القبلية في جنوب ليبيا إلى نزاع إقليمي، وأعرب عن «استعداده لرعاية مفاوضات تجريها ليبيا مع دول جوارها الجغرافي لبحث الوضع الحدودي ووقف تدفق المهاجرين والاتجار في البشر».
وعلى الرغم من أن سلامة شدد على وجوب إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن، لكنه أضاف أنه «لا بد من تأمين الظروف المناسبة لإجرائها، جولة جديدة من تسجيل الناخبين، والالتزام المسبق بقبول النتائج، تأمين التمويل اللازم، وهناك حاجة إلى ترتيبات أمنية».
وعبّر سلامة عن أسفه لأن «وجهات النظر الليبية تتباعد بشكل جذري» حيال مشروع الدستور الجديد «ففي حين يدعو البعض إلى تنظيم استفتاء مباشر، فإن آخرين لا يوافقون على النص ويطالبون بتعديلات»، كما أن البعض يدفع باتجاه «العودة إلى الدستور السابق أو المطالبة بضمانات محددة، مؤكدين أنهم سيعارضون بشكل قاطع تنظيم استفتاء»، بحسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، قال السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر إن «الوضع الراهن غير مقبول، واحترام الإرادة الشعبية المؤيدة للانتخابات أمر يعود إلى السياسيين الليبيين»، بحسب الوكالة الفرنسية التي نقلت كذلك عن السفيرة الأميركية نيكي هيلي قولها إنه «يجب على القادة الليبيين المشاركة في العملية الانتخابية واحترام إرادة الشعب الليبي»، مضيفة أنه «منذ عام 2012 تبرعت الولايات المتحدة بأكثر من 32 مليون دولار للتحضير للانتخابات وكتابة دستور جديد»، وحضت المانحين الآخرين على تقديم مال لمنظمي الانتخابات.
في غضون ذلك، قالت قوة الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة التي يرأسها فائز السراج، إنها اعتقلت خلية كانت تخطط لعمليات عسكرية بالتنسيق مع خلايا أخرى تابعة لما يـعرف بـ«الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا». وقالت إن معلومات توافرت تفيد بأن هناك تنظيماً مسلحاً يسعى إلى إحداث الفوضى في العاصمة وضواحيها وإن هذا التنظيم أنشأ غرفة عمليات بجنوب طرابلس بدعم من «الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا» وحدد ساعة صفر للتحرك، مشيرة إلى أنه «إثر ذلك تم التنسيق مع كل من الكتيبة 301 وكذلك الكتيبة 12 مشاة وتم جمع المعلومات ورصد الأشخاص المشتبه في تحركهم وتحديد مكان غرفة العمليات التي كانوا مستعدين لانطلاق العمل المسلح منها». وكشفت أن من بين المعتقلين ثلاثة ضباط من ذوي المستوى الرفيع في الجيش الليبي، هم لواء وعميدان، بالإضافة إلى أربعة مدنيين قالت إن أحدهم منسق المجموعة.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن «الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا» تصف نفسها بأنها كيان سياسي جديد يضم المؤيدين للنظام الليبي السابق ومن يعتبرون ما حدث في فبراير (شباط) 2011 مجرد مؤامرة على ليبيا. وأضافت أن الجبهة تأسست في 26 ديسمبر (كانون الأول) 2016 ويقول مؤسسوها عبر موقعها الرسمي إن نجل القذافي سيف الإسلام هو من يقودها، وإنها تهدف إلى تحرير ليبيا من الميليشيات المسلحة بدعم من القبائل الليبية المؤيدة للنظام السابق. ولم يصدر عن سيف الإسلام موقف علني مباشر من هذا الزعم.
بدوره، أكد الناطق باسم حكومة السراج أن آمري المناطق العسكرية الغربية والوسطى وطرابلس بدأوا التنسيق فيما بينهم للعمل على تشكيل قوة عسكرية قوامها لواء يتولى حماية منطقة الجنوب وتأمينها. واعتبر أن مهام القوة تتمثل في فض النزاعات وتأمين حماية المنطقة، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب وشبكات التهريب والعناصر الأجنبية التي تتسلل عبر الحدود، بغية زعزعة أمن المنطقة واستقرارها.
وجددت حكومة السراج معارضتها للعمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش الوطني في درنة، حيث أعاد الناطق باسمها مطالبة رئيسها مؤخراً بالتدخل العاجل للحكماء والشيوخ والأعيان من درنة والمناطق المحيطة، بغية الوصول إلى حل سلمي يحقن الدماء ويجنّب المدينة ويلات الحروب وما تخلفه من قتل ودمار. كما دعا إلى إيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية وتوفير الاحتياجات الأساسية للمدينة، مؤكداً رفض الحكومة القاطع للإرهاب بكافة صوره وتسمياته وأشكاله.
وأفيد أمس بمقتل خمسة جنود في انفجار ألغام أرضية غرب المدينة درنة. وقال مسؤول بغرفة عمليات عمر المختار، المكلفة عملية تحرير درنة، إن «خمسة جنود تابعين للكتيبة 212 مشاة قتلوا جراء الألغام الأرضية خلال عمليات استطلاع كانت تقوم بها قوة عسكرية إثر انسحاب عناصر الجماعات الإرهابية غرب المدينة».
من جهة أخرى، قال مسؤولون في قطاع النفط الليبي ومسؤولون أمنيون إن مجموعة من الشبان العاطلين في مدينة مرادة بشرق ليبيا، التي تقع بالقرب من حقول نفطية وخط أنابيب رئيسي، نظموا، مساء أول من أمس، احتجاجات مطالبين بوظائف في المؤسسة الوطنية للنفط الحكومية.
سلامة يدعو إلى وقف القتال في درنة وإجراء الانتخابات قبل نهاية العام
«قوة الردع» تعلن اعتقال خلية في طرابلس تضم عسكريين من نظام القذافي
سلامة يدعو إلى وقف القتال في درنة وإجراء الانتخابات قبل نهاية العام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة