تصديق اعترافات مغربي يجند «دواعش» بـ«سكايب»

بغداد تواصل مطاردة عناصر التنظيم استخبارياً وتصدر أحكاماً بحقهم

TT

تصديق اعترافات مغربي يجند «دواعش» بـ«سكايب»

بعد أقل من أسبوعين من نجاح الأجهزة الاستخباراتية العراقية في إلقاء القبض على 5 من أبرز قيادات «داعش» بعملية جرت بين الأراضي العراقية والسورية، لكن خيوطها بدأت من تركيا، أعلنت السلطة القضائية العراقية أنه تم تصديق اعترافات إرهابي مطلوب للشرطة الدولية «الإنتربول» يحمل الجنسية المغربية، كانت مهمته في تنظيم داعش تجنيد الأجانب عن طريق «سكايب».
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى في العراق القاضي عبد الستار بيرقدار، في بيان له أمس الاثنين، إن «محكمة التحقيق المركزية صدَّقت اعترافات إرهابي مطلوب للإنتربول الدولي يحمل الجنسية المغربية». وأضاف بيرقدار، طبقاً للبيان، أن «محكمة التحقيق المركزية دوَّنت اعترافات المتهم بالانتماء إلى (داعش) الإرهابي كاشفاً عن عمله في التنظيم وهو التواصل وتجنيد الأجانب من خلال برنامج (سكايب)، كونه يتقن اللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، إضافة إلى العربية». وأوضح بيرقدار أن «المتهم تسلم عدداً من المناصب المهمة الأخرى في (داعش)، بينها إدارة حدود إدلب ومنفذ التل الأبيض في سوريا، وعمل في مكتب العلاقات الخارجية للتنظيم الإرهابي، إضافة إلى قيامه بتجهيز الأسلحة وشرائها من (الجيش الحر) إلى التنظيم»، مبيناً أن «الاعترافات تضمنت سعي (داعش) لاستيراد أسلحة كيماوية من إحدى الدول إلا أن هذه الصفقة لم تتم». وتابع البيرقدار أن «المتهم اعترف بدخوله الأراضي السورية من خلال تركيا، وبصورة غير شرعية، وعند دخوله الأراضي العراقية ألقي عليه القبض بتنسيق مشترك بين الأجهزة الأمنية، وبإشراف محكمة التحقيق المركزية». وكانت السلطات العراقية واصلت بعد إعلان الانتصار العسكري على تنظيم داعش أواخر عام 2017 إلقاء القبض على العديد من عناصره، أو إصدار الأحكام المتباينة، التي تتراوح بين الإعدام والمؤبد لمن تم إلقاء القبض عليهم من عناصر التنظيم نساءً ورجالاً، حيث أعلنت السلطات العراقية الشهر الماضي عن إصدار أحكام بالإعدام والسجن المؤبد بحق 9 أجنبيات ينتمين إلى تنظيم داعش، وهن من جنسيات مختلفة، بمن فيها الجنسية الروسية والفرنسية والأذربيجانية والقيرغستانية.
وفي هذا السياق يقول الخبير المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأجهزة الأمنية العراقية نجحت في الواقع خلال الفترة الماضية وعبر مختلف أقسامها في اختراق منصات ومواقع تنظيم داعش»، مشيراً إلى «وجود قسم خاص بالتقنيات يتبع عمليات جهاز المخابرات الوطني العراقي، إضافة إلى وحدة متخصصة داخل استخبارات الداخلية». ويضيف الهاشمي أن «هزيمة (داعش) العسكرية ليست نهاية المطاف، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المناطق في الصحراء وبين الأراضي العراقية والسورية لا تزال مكاناً مناسباً لوجود عناصر (داعش)، وهو ما يجعل مهمة مطاردتهم تحتاج إلى وقت وإلى مزيد من الجهود الاستخباراتية والمعلوماتية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.