بلجيكا: «مكتب تحقيقات أوروبي» أمام لجنة مكافحة الإرهاب

مؤتمر أمني يبحث «صفات الانتحاري»

TT

بلجيكا: «مكتب تحقيقات أوروبي» أمام لجنة مكافحة الإرهاب

منذ تفجيرات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 وبروكسل في مارس (آذار) 2016، تعددت الأنشطة والمؤتمرات التي تشهدها المدن الأوروبية؛ ومنها بروكسل وبرلين وروما وباريس... وغيرها، للبحث في سبل مكافحة الإرهاب ومخاطره، وانعقد أمس الاثنين في مقاطعة ريجّو إيميليا الإيطالية (شمال)، مؤتمراً عن «صفات الانتحاري».
الحدث الذي نظمته قيادة شرطة ريجّو إيميليا تحت عنوان: «تقييم خطر الإرهاب وصفات المهاجم المحتمل من منظور وقائي»، بالتعاون مع جامعة مودينا للدراسات - إدارة المقاطعة، وكذلك جمعية «محللون نفسيون لأجل الشعوب» غير الربحية، يهدف إلى بحث موضوع الإرهاب من خلال نهج أمني متعدد التخصصات، من الناحية الإجرامية والنفسية، وتقديم وجهة نظر متميزة لغرض إثراء المعرفة من منظور الوقاية.
يأتي ذلك بعد مرور ما يقرب من عام على اعتماد البرلمان الأوروبي قرار إنشاء أول لجنة مختصة بملف مكافحة الإرهاب، التي بدأت عملها منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، وخلال الفترة ما بين اعتماد القرار ودخوله حيز التنفيذ، وقع هجوم إرهابي في إسبانيا، وفي ردود فعل على هذا الهجوم، طالبت شخصيات سياسية وبرلمانية أوروبية بإنشاء مكتب تحقيق فيدرالي أوروبي على غرار «إف بي آي».
وأعاد رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني الحديث عن هذا المقترح خلال مؤتمر حول «حالة الاتحاد» بمدينة فلورنسا الإيطالية قبل أيام، وكشف عن أن اللجنة الجديدة المكلفة مكافحة الإرهاب في البرلمان الأوروبي تقوم حاليا بدراسة مقترح بهذا الصدد.
وأعلن تاياني أن البرلمان والمفوضية «يقترحان زيادة قوية في الموارد المالية المخصصة للأمن، ومكافحة الإرهاب، والسيطرة على الحدود الخارجية»، كما تحدث عن الحاجة لـ«(مكتب تحقيقات فيدرالي أوروبي) حقيقي على غرار (إف بي آي) الأميركي».
وأضاف تاياني: «شخصياً، أعتقد أننا بحاجة إلى تجهيز أنفسنا بمكتب تحقيقات فيدرالي أوروبي، مع نظام لتبادل المعلومات أكثر فاعلية بين أجهزة التحقيقات الوطنية، كما أن هناك حاجة لوكالة أوروبية متخصصة في تتبع المعاملات المالية المتعلقة بالإرهاب أو الجرائم الأخرى العابرة للحدود الوطنية. هذه كلها أفكار قيد دراسة اللجان الخاصة الجديدة في برلماننا التي أنشئت لتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتطرف».
وفي أغسطس (آب) الماضي وعقب هجوم إرهابي في برشلونة الإسبانية قال نواب في كتلة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية في البرلمان الأوروبي (ثانية كبرى الكتل السياسية): «على قادة أوروبا أن يفتحوا عيونهم على الحقائق، وينبغي أن يكون الهدف المشترك هو إنشاء مكتب تحقيقات فيدرالي أوروبي قوي، يمكن أن يحدث الفارق».
ومن خلال بيان باسم رئيس الكتلة جياني بيتيلا صدر ببروكسل، جدد النواب مشاعر الحزن والسخط والغضب بسبب الأحداث الإرهابية التي وقعت في إسبانيا وقتها.
وجاء في البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «نؤكد من جديد الرغبة القوية والالتزام بمكافحة الإرهاب والتطرف دون التخلي عن القيم الأوروبية». ولكن حث النواب من خلال البيان الدول الأعضاء مرة أخرى على أن تدرك أن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه دون تعاون حقيقي وتبادل للمعلومات على الصعيد الأوروبي. وفي نهاية نوفمبر 2015؛ أي بعد أيام من هجمات باريس، دعا رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال، إلى إنشاء وكالة استخبارات أوروبية لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتكون على غرار وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وأضاف: «نواجه صعوبة اليوم، تبادل المعلومات على المستوى الأوروبي يجري على المستوى الثنائي. ليس هناك اليوم تنسيق استخباراتي على المستوى الأوروبي». وأضاف: «لو أن أجهزة الاستخبارات تعمل بشكل صحيح في تبادل المعلومات، لما حصل أي اعتداء في العالم (...) ليست هناك صيغة موحدة في تبادل المعلومات. علينا أن ننشئ وبأسرع وقت وكالة أوروبية للاستخبارات (سي آي إيه أوروبية) لتجميع المعلومات حول المشتبه بأن لديهم توجهات متطرفة والكشف عمن يبيتون نيات معادية».
واقترح المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية ديميتريس أفراموبولوس قبلها إنشاء وكالة استخبارات أوروبية. لكن هذا الأمر يستوجب تعديل بعض المعاهدات، في حين لم تخْف عدة دول في الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها ألمانيا، تحفظها على الأمر.
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيار: «لا يفترض أن نهدر طاقتنا على وكالة استخبارات أوروبية. لا يمكنني أن أتخيل أن بوسعنا التخلي عن سيادتنا الوطنية في هذا الشأن»، مقترحا «التركيز على تحسين تبادل المعلومات بين الأجهزة القائمة».


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.