البنتاغون يرصد مليار دولار لـ«روبوتات إرهابية»

الهدف من الخطة «ليس فقط حماية الجنود في ساحة الحرب»

صورة من شركة «بوسطن دايناميكس» عن «جنود روبوتات» («الشرق الأوسط»)
صورة من شركة «بوسطن دايناميكس» عن «جنود روبوتات» («الشرق الأوسط»)
TT

البنتاغون يرصد مليار دولار لـ«روبوتات إرهابية»

صورة من شركة «بوسطن دايناميكس» عن «جنود روبوتات» («الشرق الأوسط»)
صورة من شركة «بوسطن دايناميكس» عن «جنود روبوتات» («الشرق الأوسط»)

في الأسبوع نفسه الذي نقلت فيه مصادر إخبارية أميركية خطتين في البنتاغون للحرب ضد الإرهاب ولتوقعات حروب عالمية في المستقبل: درونات «غرملينز» الصغيرة التي تنطلق من طائرة عملاقة تحمل عشرات منها، و«درونات مضادة لدرونات»، للقضاء على الدرونات المعادية، نقلت المصادر الإخبارية الأميركية خطة ثالثة للبنتاغون في هذا المجال: «جنود روبوتات».
وقالت صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل» أول من أمس، إن البنتاغون رصد مليار دولار «لدعم الجنود الأميركيين بروبوتات عسكرية». ونقلت الصحيفة عن وكالة «بلومبيرغ»، أن الهدف من الخطة «ليس فقط حماية الجنود في ساحة الحرب، لكن، أيضاً، توفير نفقات عسكرية كثيرة». وأن تنفيذ الخطة سيستغرق سنوات عدة. وأن الهدف منه هو «تطوير روبوتات تستعمل في أغراض مختلفة جنباً إلى جنب مع الجنود».
وأضافت وكالة «بلومبيرغ» أنه، في الشهر الماضي، منح البنتاغون عقداً قيمته 430 مليون دولار لشركة «إنديفور روبوتيكس» لهذا الهدف.
وقالت صحيفة «سان فرانسيسكو كرونيكل»: «توجد مخاوف بسبب التطور السريع للتكنولوجيا الروبوتية في المجال العسكري. وبخاصة الروبوتات التي سوف تتصرف تصرفات مستقلة». وأضافت الصحيفة: «باختصار، يبدو أن كثيراً من الخبراء غير مرتاحين لفكرة الروبوتات القاتلة التي ستقرر من الذي سيعيش أو يموت في ساحة الحرب... يمكن أن تكون هي نفسها أسلحة إرهابية».
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 20 دولة تقوم بحملة مشتركة بهدف فرض حظر على «الأسلحة القاتلة المستقلة». لكن، ليست الولايات المتحدة واحدة من هذه الدول.
في أغسطس (آب) الماضي، بعث ألين موسك، مؤسس ورئيس شركة «تيسلا» الأميركية العملاقة، وناشط في مجال حقوق الإنسان والتعايش السلمي، خطاباً، مع أكثر من 100 خبير في هذا المجال، إلى الأمم المتحدة، حثها على «التحرك نحو حظر الأسلحة القاتلة المستقلة».
جاء في الخطاب: «بمجرد تطويرها، ستسمح الأسلحة القاتلة المستقلة بحروب على نطاق أكبر مما شهد العالم حتى الآن. وفي فترات زمنية أسرع من قدرة البشر على فهمها».
وأضاف الخطاب: «يمكن أن تكون هذه أسلحة إرهاباً، أسلحة يستغلها الإرهابيون والحكام الديكتاتوريون ضد السكان الأبرياء».
في الأسبوع الماضي، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» موجة احتجاجات في شركة «غوغل»، وانتقادات لها؛ لأنها عقدت اتفاقيات مع البنتاغون في مجال «تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي العسكري». وقالت الصحيفة، إن 10 من كبار المسؤولين في الشركة قدموا استقالاتهم احتجاجاً. وقالت الصحيفة، إن البرنامج يهدف إلى تطوير طائرات «درون» (من دون طيار) لتقدر على أن تفرق بين الأهداف البشرية وغيرها.
وعن «الجندي الروبوت»، قالت صحيفة ««سان فرانسيسكو كرونيكل»: «يظل استخدام أميركا للطائرات من دون طيار في عمليات مكافحة الإرهاب موضوعاً مثيراً للجدل. ويدين كثير من الناس هذا البرنامج، ويقولون إنه غير قانوني، وغير أخلاقي».
وعن طائرات الدرون، نقلت الصحيفة تصريحات بيتر سينغر، خبير بارز في هذا المجال، ومؤلف كتاب «حروب القرن الحادي والعشرين»، ومن الذين يشتركون في النقاش حول «الروبوتات القاتلة». قال سينغر: «يبدو الأمر وكأنه خيال علمي. لكنه نقاش حقيقي في العلاقات الدولية والمشروعات العسكرية».


مقالات ذات صلة

ترمب: اعتقال مخطط هجوم كابول الانتحاري ونقله إلى الولايات المتحدة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء إلقائه خطابه أمام الكونغرس (رويترز)

ترمب: اعتقال مخطط هجوم كابول الانتحاري ونقله إلى الولايات المتحدة

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء الثلاثاء عن اعتقال أحد المشتبه بهم الرئيسيين في الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطار كابول، وأسفر عن مقتل 13 جنديا أميركيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إردوغان متحدثاً أمام السفراء الأجانب في تركيا (الرئاسة التركية)

إردوغان يلوح لأوروبا بالأمن... وحزب كردي يطالب بحرية «أوجلان»

دعا حزب تركي مؤيد للأكراد إلى تخفيف ظروف سجن زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان حتى يتمكن من القيام بمهامه في الدعوة التي أطلقها لحلّ الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم العربي مقاتلون حوثيون يستعرضون قوتهم في صنعاء باليمن... 21 سبتمبر 2024 (رويترز) play-circle

الخارجية الأميركية تصنّف جماعة الحوثي اليمنية «منظمة إرهابية أجنبية»

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم (الثلاثاء)، أنها صنّفت جماعة الحوثي في ​​اليمن، المعروفة رسمياً باسم «أنصار الله»، «منظمة إرهابية أجنبية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي جانب من المباحثات التركية - البريطانية في أنقرة (الخارجية التركية)

تركيا طالبت خلال محادثات مع بريطانيا برفع كامل للعقوبات الغربية

أكدت تركيا ضرورة رفع جميع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا ودعم شعبها في المرحلة التي تسعى فيها إلى استعادة عافيتها

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا أفغان ينتظرون عبور معبر تورخام المغلق مع باكستان، حيث تبادلت القوات الباكستانية والأفغانية إطلاق النار بين عشية وضحاها في تورخام بأفغانستان يوم الاثنين 3 مارس آذار 2025 (أ.ب)

تراجع الاشتباكات بين باكستان وأفغانستان وآلاف يبحثون عن مأوى

قال سكان ومسؤولون إن اشتباكات اندلعت خلال الليل بين قوات الأمن الباكستانية والأفغانية عند معبر الحدود الرئيسي بين البلدين تسببت في فرار آلاف السكان من منازلهم

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان))

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
TT

أميركا وأوكرانيا تستعدان من جديد لتوقيع صفقة المعادن

صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)
صورة ملتقطة في 28 فبراير 2025 في العاصمة الأميركية واشنطن تظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب يرحب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل اجتماعهما في البيت الأبيض (د.ب.أ)

قال 4 أشخاص مطلعين، الثلاثاء، إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأوكرانيا تخططان لتوقيع صفقة المعادن التي نوقشت كثيراً بعد اجتماع كارثي في ​​المكتب البيضاوي، يوم الجمعة، الذي تم فيه طرد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من المبنى.

وقال 3 من المصادر إن ترمب أبلغ مستشاريه بأنه يريد الإعلان عن الاتفاق في خطابه أمام الكونغرس، مساء الثلاثاء، محذرين من أن الصفقة لم يتم توقيعها بعد، وأن الوضع قد يتغير.

تم تعليق الصفقة يوم الجمعة، بعد اجتماع مثير للجدل في المكتب البيضاوي بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أسفر عن رحيل الزعيم الأوكراني السريع من البيت الأبيض. وكان زيلينسكي قد سافر إلى واشنطن لتوقيع الصفقة.

في ذلك الاجتماع، وبّخ ترمب ونائب الرئيس جي دي فانس زيلينسكي، وقالا له إن عليه أن يشكر الولايات المتحدة على دعمها بدلاً من طلب مساعدات إضافية أمام وسائل الإعلام الأميركية.

وقال ترمب: «أنت تغامر بنشوب حرب عالمية ثالثة».

وتحدث مسؤولون أميركيون في الأيام الأخيرة إلى مسؤولين في كييف بشأن توقيع صفقة المعادن على الرغم من الخلاف الذي حدث يوم الجمعة، وحثوا مستشاري زيلينسكي على إقناع الرئيس الأوكراني بالاعتذار علناً لترمب، وفقاً لأحد الأشخاص المطلعين على الأمر.

يوم الثلاثاء، نشر زيلينسكي، على موقع «إكس»، أن أوكرانيا مستعدة لتوقيع الصفقة، ووصف اجتماع المكتب البيضاوي بأنه «مؤسف».

وقال زيلينسكي، في منشوره: «اجتماعنا في واشنطن، في البيت الأبيض، يوم الجمعة، لم يسر بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن لإحلال السلام الدائم».

ولم يتضح ما إذا كانت الصفقة قد تغيرت. ولم يتضمن الاتفاق، الذي كان من المقرر توقيعه الأسبوع الماضي، أي ضمانات أمنية صريحة لأوكرانيا، لكنه أعطى الولايات المتحدة حقّ الوصول إلى عائدات الموارد الطبيعية في أوكرانيا. كما نصّ الاتفاق على مساهمة الحكومة الأوكرانية بنسبة 50 في المائة من تحويل أي موارد طبيعية مملوكة للدولة إلى صندوق استثماري لإعادة الإعمار تديره الولايات المتحدة وأوكرانيا.

يوم الاثنين، أشار ترمب إلى أن إدارته لا تزال منفتحة على توقيع الاتفاق، وقال للصحافيين إن أوكرانيا «يجب أن تكون أكثر امتناناً».

وأضاف: «وقف هذا البلد (الولايات المتحدة) إلى جانبهم في السراء والضراء... قدمنا لهم أكثر بكثير مما قدمته أوروبا لهم، وكان يجب على أوروبا أن تقدم لهم أكثر مما قدمنا».