الأمم المتحدة تصوّت على إرسال بعثة تحقيق في أحداث غزة

TT

الأمم المتحدة تصوّت على إرسال بعثة تحقيق في أحداث غزة

صوّت مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أمس الجمعة، على قرار يدعو إلى إرسال فريق دولي متخصص في جرائم الحرب للتحقيق في أحداث غزة.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن المجلس تبنى بتأييد 29 صوتاً ومعارضة اثنين وامتناع 14 عن التصويت قراراً يدعو إلى «أن ترسل بشكل طارئ لجنة دولية مستقلة» للتحقيق في الانتهاكات وحالات سوء المعاملة المفترضة «في إطار الهجمات العسكرية التي نفذت خلال المظاهرات المدنية الكبرى التي بدأت في 30 مارس (آذار) 2018» في غزة.
وقال الأمير زيد رعد بن الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان خلال اجتماع المجلس في جنيف أمس: «لم يتم تحقيق المزيد من الأمن لأي شخص عن طريق الأحداث المروعة التي وقعت الأسبوع الماضي». وأوضح أن استخدام إسرائيل غير المبرر للقوة المميتة يمكن اعتباره انتهاكاً خطيراً لقواعد الحرب الدولية، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وأضاف زيد أن الفلسطينيين «يتم إذلالهم من قبل السلطات الإسرائيلية إلى درجة أنه يبدو أن المسؤولين لا يعتبرون حتى أن هؤلاء الرجال والنساء لهم الحق، وكذلك كل الأسباب، للاحتجاج».
وقال مندوب فلسطين لدى مجلس حقوق الإنسان إبراهيم خريشة: «يجب أن يقدم هذا المجلس المساعدة ويجب أن يتخذ قراراً بشأن بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق». ودفعت مندوبة إسرائيل أفيفا راز شيشتر بأن على بلادها أن تدافع عن نفسها ضد الأسلحة البسيطة التي استخدمها بعض المتظاهرين، وضد مقاتلي «حماس»، بحسب الوكالة الألمانية.
وأدانت السعودية في كلمتها أمام المجلس ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان. وأكد السفير الدكتور عبد العزيز بن محمد الواصل «موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ودعمها للأشقاء الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المشروعة وفقا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية»، ودعا المجتمع الدولي إلى القيام بما يجب القيام به وبذل كافة الجهود للوقف الفوري للعنف والقتل ضد الشعب الفلسطيني، ومطالبة قوة الاحتلال الإسرائيلية بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والعمل على إنهاء الاحتلال، ووقف الانتهاكات وعمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية. وأضاف السفير الواصل أن السعودية أعربت بكل وضوح عن رفضها لقرار الإدارة الأميركية نقل سفارتها إلى القدس وأن هذه الخطوة تمثل انحيازاً كبيراً ضد حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والثابتة في القدس. وتابع: «حذّرت المملكة من العواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة غير المبررة لما تشكله من استفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم».
من جهتها أدانت مجموعة الدول العربية في الأمم المتحدة بشدة القمع الإسرائيلي المتكرر للشعب الفلسطيني، مطالبة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في أحداث غزة. وأكدت كلمة ألقتها دولة الإمارات العربية المتحدة نيابة عن الدول العربية أن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 10 سنوات يمثل عقاباً جماعياً غير مشروع حوّل القطاع إلى سجن مفتوح. وطالبت الدول العربية المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف المجزرة المستمرة ومحاسبة منتهكي القانون الدولي، واتخاذ الإجراءات الفورية لوقف العنف الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين.
وبعد تصويت مجلس حقوق الإنسان على قرار إرسال فريق دولي متخصص في جرائم الحرب للتحقيق في أحداث غزة، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن «إسرائيل ترفض تماماً قرار مجلس حقوق الإنسان الذي يؤكد مرة أخرى أنه منظمة ذات غالبية معادية لإسرائيل بشكل تلقائي، ويسيطر عليها النفاق والسخافة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.