اليابان تدرس فرض رسوم جمركية ضد أميركا

توقعات في طوكيو بانتعاشة اقتصادية بعد الانكماش المؤقت

اليابان تدرس فرض رسوم جمركية ضد أميركا
TT

اليابان تدرس فرض رسوم جمركية ضد أميركا

اليابان تدرس فرض رسوم جمركية ضد أميركا

قالت هيئة الإذاعة اليابانية أول من أمس إن اليابان تدرس فرض رسوم على صادرات أميركية قيمتها 409 ملايين دولار، ردا على رسوم على واردات الصلب والألومنيوم فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقالت الهيئة إن الحكومة تستعد لإخطار منظمة التجارة العالمية بالخطة، وهو إجراء ضروري بموجب قواعد التجارة العالمية.
ومن المرجح أن يكون التحرك جزءا من جهود لدفع واشنطن لإضافة اليابان إلى قائمة الدول المعفاة من الرسوم الأميركية.
والرسوم التي تعتزم طوكيو فرضها على الصادرات الأميركية مكافئة من حيث القيمة للرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن.
وقال مسؤول حكومي إنه في الوقت الذي تدرس فيه طوكيو اتخاذ إجراء ما استنادا إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، فإن قرارا نهائيا لم يتخذ بعد بشأن رد بالمثل.
وقال المسؤول الذي تحدث لـ«رويترز» بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث علنا: «لم يصدر قرار بعد بشأن أي رد فعل معين يجب أن نتخذه. نفحص أثر الرسوم الأميركية على الشركات اليابانية، وندعو واشنطن إلى عرض إعفاء على اليابان».
واليابان هي الحليف الوحيد الكبير لواشنطن الذي لم يحصل على إعفاء من قرار الرسوم الذي أصدره ترمب، ما أحدث صدمة للكثير من صانعي السياسات بالنظر إلى العلاقات الوثيقة بين رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الأميركي.
وتأتي تلك الأنباء بالتزامن مع إعلان بيانات رسمية مؤخرا أظهرت انكماش الاقتصاد الياباني للمرة الأولى منذ سنتين في الربع الأول للعام جراء ضعف الاستهلاك الخاص.
وانكمش ثالث أكبر اقتصاد في العالم بواقع 0.2 في المائة في الربع الأول من العام 2018، مقارنة بنفس الفترة العام الفائت، بعد أن حقق نموا مقداره 0.1 في المائة في نهاية العام 2017، حسب ما أعلنت الحكومة.
وظل الاستهلاك الخاص ثابتا بعد أن حقق طفرة 0.2 في المائة في الربع الأخير للعام الفائت، وتراجع الاستثمار العقاري الخاص بواقعة 2.1 في المائة بعد أن كان هبط 2.7 في المائة في الربع الماضي.
وقال كبير المحللين الاقتصاديين في «إس إم بي سي» للأوراق المالية يوشيماسا ماروياما: «من المؤكد أن هطول الثلوج بكثافة في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط)، وارتفاع أسعار الخضراوات قلل من الدخل المتاح للاستخدام، لكن (الاستهلاك الخاص) لا يزال ضعيفا».
وأوضح في تعليق نُشر قبل نشر البيانات الرسمية أن المستهلكين سيواصلون تبني سياسة تقشفية «إلا إذا أظهرت وتيرة زيادة الأجور تسارعا واضحا».
لكن الاقتصاديين يعتقدون أن الانخفاض سيكون مؤقتا.
وقال كبير المحللين الاستراتيجيين في مجموعة سوميتومو ميتسوي كاتسونوري كيتاكورا إن «ضعف النمو في الربع الأول حدث يحصل لمرة واحدة بسبب تزامن ضعف الاستهلاك الخاص مع عوامل أخرى خاصة».
وتابع في تحليل مطلع الأسبوع بأن «الاقتصاد الياباني سيشهد انتعاشه بسيطة مدعوما من الاقتصاد العالمي، مع استفادة الصادرات على وجه الخصوص من ذلك، ما يساعد الناتج المحلي الإجمالي على العودة للاتجاه التصاعدي بداية من الربع الثاني للعام 2018 فصاعدا».
كما أظهرت البيانات النهائية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية الأربعاء نمو الناتج الصناعي لليابان خلال مارس (آذار) الماضي بمعدل أعلى من التقديرات الأولية الصادرة في وقت سابق.
وبحسب البيانات المعدلة، بلغ معدل نمو الناتج الصناعي لليابان خلال مارس الماضي 1.4 في المائة شهريا، في حين كانت التقديرات الأولية تشير إلى نموه بنسبة 1.2 في المائة فقط.
في الوقت نفسه بلغ معدل نمو حجم تسليمات القطاع خلال مارس 1.2 في المائة، وليس 1 في المائة وفقا للتقديرات الأولية، وارتفع المخزون بنسبة 3.3 في المائة وفقا للتقديرات النهائية، وليس بنسبة 3.5 في المائة وفقا للتقديرات السابقة.
وبحسب البيانات المعدلة بلغ معدل النمو السنوي للناتج الصناعي اليابان خلال مارس الماضي 2.4 في المائة.
كما أظهرت البيانات ارتفاع معدل استغلال الطاقات التشغيلية في اليابان بنسبة 0.5 في المائة خلال مارس الماضي مقارنة بالشهر السابق، وبنسبة 0.6 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».