المغرب يحتفل بالذكرى الـ62 لتأسيس الأمن الوطني

حموشي يعلن عن قرب إطلاق الجيل الجديد من بطاقات الهوية الإلكترونية

حموشي لدى ترؤسه حفل ذكرى تأسيس الأمن الوطني في حضور عدد من أعضاء الحكومة وشخصيات مدنية وعسكرية («الشرق الأوسط»)
حموشي لدى ترؤسه حفل ذكرى تأسيس الأمن الوطني في حضور عدد من أعضاء الحكومة وشخصيات مدنية وعسكرية («الشرق الأوسط»)
TT

المغرب يحتفل بالذكرى الـ62 لتأسيس الأمن الوطني

حموشي لدى ترؤسه حفل ذكرى تأسيس الأمن الوطني في حضور عدد من أعضاء الحكومة وشخصيات مدنية وعسكرية («الشرق الأوسط»)
حموشي لدى ترؤسه حفل ذكرى تأسيس الأمن الوطني في حضور عدد من أعضاء الحكومة وشخصيات مدنية وعسكرية («الشرق الأوسط»)

أعلن عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني المغربي (أمن عام)، والمدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني(استخبارات داخلية)، أن مديرية الأمن تستعد لإطلاق الجيل الجديد من البطاقة الوطنية للتعريف (الهوية) الإلكترونية، وهي نسخة متطورة ومؤمنة لسندات الهوية، تتوفر فيها تطبيقات جديدة، من شأنها تقوية معايير الأمان المدرجة في هذه الوثيقة التعريفية، وتوفير خدمات جديدة، وذلك من خلال مواكبتها للنظام الرقمي المعتمد من طرف مختلف الفاعلين العموميين والخواص.
جاء ذلك في كلمة لحموشي بمناسبة احتفال أسرة الأمن الوطني داخل المعهد الملكي للشرطة في القنيطرة بالذكرى الثانية والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، الليلة قبل الماضية، تلاها نيابة عنه مدير المعهد الملكي للشرطة عبد العزيز زكريا، في حضور وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، ووزير العدل محمد أوجار، وناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسعيد امزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والمدير العام للأمن الوطني ومدير إدارة مراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، والمدير العام للدراسات والمستندات (استخبارات خارجية) محمد ياسين المنصوري، والوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة النقض رئيس النيابة العامة محمد عبد النباوي، إلى جانب عدد من الشخصيات المغربية والأجنبية.
وقال حموشي إن ذكرى تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، التي تحل في 16 مايو (أيار) من كل سنة، هي محطة فارقة وموشومة في مسار هيئة الأمن الوطني، تتقاطع فيها أمجاد الماضي التليد ومنجزات الحاضر الزاخر.
وأوضح حموشي أنه في هذا اليوم من كل سنة تستحضر الأجيال المتعاقبة، ما قدمه الرعيل الأول من أسرة الأمن الوطني في سبيل تثبيت الأمن والأمان، وإشاعة السكينة والاستقرار، حتى أضحى المغرب بلدا آمنا ومؤمنا ضد مختلف المخاطر والتحديات، ومحصنا من كل التهديدات الإجرامية والإرهابية، وذلك بفضل القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.
وسجل حموشي أن تخليد هذه الذكرى يأتي مباشرة بعد زيارة الملك محمد السادس لمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (استخبارات داخلية)، مشيرا إلى أنها تشكل «تشريفا ملكيا للمؤسسة الأمنية، يجسد سابغ العطف وسامي الرضا، اللذين يوليهما لأطر وموظفي هذه المؤسسة، كما أنه تحفيز ملكي من أجل المزيد من التفاني والتضحية في سبيل توفير الأمن، وكسب التحديات المرتبطة بمكافحة الجريمة والمحافظة على النظام العام».
وتجسيدا لأبعاد ودلالات الزيارة الملكية لمقر الاستخبارات الداخلية، يضيف حموشي، تواصل المديرية العامة للأمن الوطني ورش تحديث هياكلها وبنياتها الأمنية، وتطوير منظومة التكوين الشرطي، والاستثمار في مواردها البشرية، وذلك على النحو الذي يضمن تنفيذ الرؤية الملكية السديدة للمفهوم الجديد والمتجدد للسلطة، ويتيح التنزيل السليم لمرتكزات الحكامة الأمنية الجيدة.
كما أشار حموشي إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني رفعت في مايو 2015 شعار «الإصلاح الشامل والعميق للمرفق العام الشرطي»، والذي تفرعت عنه وقتها مخططات عمل تروم عصرنة البنايات الأمنية، وتطوير الصورة العامة للشرطي، وتجويد الخدمات المقدمة للمرتفقين، والرفع من جاهزية الوحدات والفرق المكلفة مكافحة الجريمة، فضلا عن تدعيم فلسفة شرطة القرب. وأوضح حموشي أن مصالح الأمن الوطني تمكنت لأول مرة في تاريخها، خلال السنوات الثلاث من إحداث وتجهيز 13 فرقة جهوية للأبحاث والتدخلات، مهمتها تدبير التدخلات الأمنية في القضايا الإجرامية الكبرى، ودعم وإسناد باقي الوحدات الأمنية اللاممركزة في القضايا الموسومة بالتعقيد، كاختطاف واحتجاز الرهائن، وتفكيك الشبكات الإجرامية وغيرها من صور الجريمة المنظمة.
على صعيد آخر، قال حموشي إن المديرية العامة للأمن الوطني واصلت مسلسل تحديث المرافق الشرطية، وتيسير الولوج إلى الخدمات الأمنية، فضلا عن مواكبة الامتداد العمراني والنمو الديموغرافي بالمناطق الحضرية الجديدة.
وتابع الحاضرون خلال الحفل استعراضا لمختلف الوحدات الأمنية والوسائل والتجهيزات اللوجستية، التي تتوفر عليها عناصر المديرية العامة للأمن الوطني، ومديرية مراقبة التراب الوطني من أجل القيام بمهامهم في أفضل الظروف. وشارك في الاستعراض وحدة لمتدربي الأمن ينحدرون من جمهورية أفريقيا الوسطى، والذين استفادوا من تكوين بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة، وذلك في إطار التعاون مع البلدان الأفريقية الصديقة.
كما تابع الحضور عروضا تبرز خبرات عدد من الوحدات الأمنية (فنون الحرب، الدراجين، الحراسة المقربة، الخيالة، وحدات التدخل... إلخ).
تجدر الإشارة إلى أنه جرى خلال هذا الحفل تكريم عدد من أفراد أسرة الأمن الوطني، الذين أسلموا الروح إلى بارئها أثناء ممارسة مهامهم (شهداء الواجب). كما تم توشيح عدد من مسؤولي وموظفي ومتقاعدي الإدارة العامة للأمن الوطني بأوسمة ملكية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».