طارق صالح يتعهد تحرير «كل قرية ومدينة»... وقواته تقترب من زبيد

الجيش سيطر على مواقع جديدة بالجوف... وصاروخ حوثي يقتل مواطناً في لحج

قوات الجيش الوطني اليمني لدى تقدمها في حرض أمس في صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي
قوات الجيش الوطني اليمني لدى تقدمها في حرض أمس في صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي
TT

طارق صالح يتعهد تحرير «كل قرية ومدينة»... وقواته تقترب من زبيد

قوات الجيش الوطني اليمني لدى تقدمها في حرض أمس في صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي
قوات الجيش الوطني اليمني لدى تقدمها في حرض أمس في صورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي

وسط استمرار المعارك التي تخوضها القوات اليمنية المشتركة جنوب محافظة الحديدة الساحلية في سياق العملية العسكرية التي أطلقت قبل أيام لتحريرها بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية، تعهد العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل بتحرير كل قرية ومدينة من الميليشيات الحوثية.
وجاء تعهد طارق صالح، الذي يقود «قوات المقاومة الوطنية» التي أطلق عليها «ألوية حراس الجمهورية» إلى جانب «قوات المقاومة الجنوبية (ألوية العمالقة)» و«المقاومة التهامية»، في معرض تهنئته أمس المدن والقرى المحررة من قبضة الميليشيات الحوثية، بحلول شهر رمضان الذي وصفه بأنه «شهر الجهاد».
وفي إشارة منه إلى اقتراب قواته من مشارف مديرية زبيد التي تضم واحدة من أهم المدن التاريخية والأثرية في اليمن، والمصنفة ضمن قوائم اليونيسكو لمدن التراث الإنساني، والمعروفة بإرثها الإسلامي ونهضتها العلمية، قال في تغريدة على «تويتر» إن «زبيد شكلت مدينة التسامح الديني والتعدد المذهبي، وكانت شاهدة على يمن يرفض جماعات الإكراه الديني والفساد الدنيوي»، وذلك في سياق تعريضه بالجماعة الحوثية التي تحتل المدينة.
وتابع طارق صالح قائلا: «شهر الجهاد... تهانينا به لكل مدينة وقرية تطهرت من صلف الحوثي، ووعدنا لكل قرية ومدينة لا تزال تنتظر».
وتعد هذه التغريدة لنجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، الأولى منذ دخول قواته على خط النار، في 19 أبريل (نيسان) الماضي، في الوقت الذي بث فيه ناشطون مقربون منه صورا لنقاط تفتيش نصبتها قواته في مديرية التحيتا، التي تواصل القوات المشتركة تطهيرها، مشيرين إلى أن هذه النقاط تبعد نحو 10 كيلومترات فقط من مديرية زبيد التي تعد الهدف المقبل للقوات.
وبينما تتواصل المعارك في هذه الجبهة، أفادت مصادر ميدانية في القوات اليمنية المشتركة، بأن طيران تحالف دعم الشرعية وبوارجه البحرية استهدفت إمدادات الحوثيين في باجل، شرق مدينة الحديدة، ودمرت مخابئها تحت مزارع النخيل، كما استهدفت مواقع وثكنات الميليشيات المتبقية في مديرية التحيتا الواقعة إلى الشمال من حيس.
وكانت القوات المشتركة حررت ميناء الحيمة المحلي في التحيتا قبل 3 أيام، كما تمكنت من تطهير عشرات المواقع والقرى، وقامت بتأمين السكان، بالتزامن مع حملة إغاثة بدأها الهلال الأحمر الإماراتي، في منطقة الحيمة.
وبحسب تصريحات رسمية لمنسق الهلال الأحمر الإماراتي في الساحل الغربي لليمن سفيان العامري، فإن حملة المساعدات العاجلة تستهدف إغاثة 700 أسرة فقيرة في منطقة الحيمة، بينهم نازحون من مناطق مجاورة.
إلى ذلك، أفادت المصادر العسكرية التابعة للقوات اليمنية بأن ضربات التحالف الجوية استهدفت التعزيزات الحوثية في منطقة العرج التابعة لمديرية باجل، كما طالت تعزيزات وتجمعات للميليشيات الحوثية في منطقة السويق بمديرية التحيتا، في الوقت الذي لاذ فيه كثير من قيادات الجماعة الحوثية بالفرار، على أثر التقدم المستمر للقوات المشتركة باتجاه الحديدة شمالا.
وذكرت المصادر أن المشرف الحوثي في مديرية الجراحي ويدعى جبران القديمي فر مع مرافقيه، ما اضطر الجماعة إلى تعيين مشرف آخر يدعى هاني الأشول، وبحسب المصادر ذاتها، لاذ مشرف الأمن الحوثي في التحيتا ويدعى فهد الشرفي بالفرار، إلى جانب المشرف العام في الحديدة المدعو أبو إدريس، ما جعل الجماعة تسارع إلى تعيين القيادي أحمد البشري، خلفا للأخير.
وفي سياق عمليات القوات في مديرية التحيتا، أفاد الإعلام الحربي لقوات طارق صالح، بأن القوات المشتركة عثرت على صواريخ حوثية وكميات مهولة من الألغام، في محيط مديرية التحيتا، كانت مخبأة تحت الأشجار، قبل أن تباشر القوات عمليات نزع الألغام المتنوعة التي زرعها عناصر التمرد الحوثي قبل فرارهم.
وكانت قوات طارق صالح، مع «ألوية العمالقة (المقاومة الجنوبية)» وقوات «المقاومة التهامية»، تمكنت من تأمين ظهرها في الريف الغربي والجنوب الغربي لمحافظة تعز، قبل التقدم شمالا نحو الحديدة، وأدت العملية العسكرية إلى قطع إمدادات الميليشيا في مفرق المخا ومفرق الوازعية، مما أدى انهيار جيوب الميليشيات كافة واستسلام العشرات منهم.
وبموازاة هذا التقدم في الساحل الغربي، أفادت مصادر رسمية يمنية بأن قوات الجيش التابعة لـ«لواء الحسم» و«اللواء التاسع - حرس حدود» تمكنت من تحرير 3 مواقع جديدة في مديرية برط العنان شمال غربي محافظة الجوف، وتعد ذات أهمية استراتيجية لجهة أنها تطل على خطوط إمداد الميليشيات الحوثية الآتية من جهة حرف سفيان باتجاه مديرية برط.
وبحسب المصادر الرسمية للجيش اليمني، فقد واكب طيران تحالف دعم الشرعية المعارك التي دارت، ودمر إمدادات للميليشيات وعربات عسكرية، ما أسفر عن قتل وجرح العشرات ممن لا تزال جثثهم ملقاة في الجبال المحيطة بـ«عقبة قرن الظهرة».
وفي سياق ميداني آخر، شنت قوات الجيش الوطني من «اللواء الأول - حرس حدود»، هجوما مباغتا على مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة الجوف (شمالا) في الوقت الذي أطلقت فيه اللجان الأمنية في محافظتي مأرب وتعز خططا أمنية استثنائية خلال شهر رمضان المبارك.
وفي إطار العملية العسكرية الكبيرة التي أطلقتها قوات الجيش الوطني لاستكمال تحرير برط العنان، شمال غربي الجوف، كبدت قوات الجيش الوطني، خلال اليومين الماضيين، ميليشيات الحوثي الانقلابية خسائر بشرية كبيرة؛ منها مقتل اثنين من أبرز قيادات الحوثي، إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى وفرار آخرين.
وأوضح أن «قيادات وعناصر الميليشيات قتلوا في المعارك التي تشهدها مديرية برط العنان ضمن العمليات العسكرية الكبيرة التي أطلقها الجيش الوطني لاستكمال تحريرها من الميليشيات الانقلابية». وقال إن «قوات الجيش الوطني تمكنت من تحرير عدد من السلاسل الجبلية، أهمها جبال برم ورأس الخور ساهر وجبل القاهرة المطل على خط برم، في برط العنان»، وإن «مقاتلات التحالف العربي استهدفت بعدة غارات تجمعات وتعزيزات للميليشيا، وسط تقدم ميداني لقوات الجيش الوطني وانهيارات متسارعة للميليشيات الانقلابية».
وفي محافظة لحج، قال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية أطلقت صاروخاً باليستياً سقط في قرية الدكيم وتسبب في مقتل بائع ماشية يدعى عبود الخوربي، كما أدى إلى نفوق عدد من الماشية، إضافة إلى إصابة آخر»، موضحين أن «الصاروخ سقط في طريق تقع بين الخط الرئيسي وقرية الدكيم، بالتزامن مع مرور المواطنين».
من جهة أخرى، عقد المفتش العام القائم بأعمال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن عادل هاشم القميري، اجتماعا بقيادة المنطقة العسكرية السابعة بحضور قائد المنطقة اللواء الركن ناصر الذيباني وعدد من قادة الوحدات، لمناقشة سير العمليات العسكرية وكثير من القضايا التي تهم المقاتلين وأحوالهم.
جاء ذلك خلال زيارة له أجراها للخطوط الأمامية في جبهة نهم؛ البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، للاطلاع على سير العمليات العسكرية وتفقد الجاهزية القتالية لقوات الجيش المرابطين في الجبهة.


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.