غارات إسرائيلية على مواقع لـ«حماس» في غزة

غارات إسرائيلية على مواقع لـ«حماس» في غزة
TT

غارات إسرائيلية على مواقع لـ«حماس» في غزة

غارات إسرائيلية على مواقع لـ«حماس» في غزة

شن الطيران الحربي الإسرائيلي فجر اليوم (الخميس)، عدة غارات جوية استهدفت مواقع لحركة حماس في قطاع غزة وأسفرت عن جرح فلسطيني واحد وإلحاق أضرار، على ما أفادت مصادر أمنية فلسطينية وإسرائيلية.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة إن «مواطنا فلسطينيا أصيب بشظايا في قصف على بيت لاهيا ونقل إلى المستشفى الإندونيسي»، موضحا أن «حالته متوسطة» الخطورة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه شنّ ليل الأربعاء - الخميس غارة جوية على منشآت لحماس في قطاع غزة، ردا على إطلاق نار على جنود وعلى مدينة سديروت.
وتابع البيان أن الجيش ضرب أهدافا لحركة حماس في شمال قطاع غزة وخصوصا البنى تحتية وورشات تصنيع الأسلحة.
وقال مصدر أمني في غزة إن القصف الجوي استهدف بـ«سبعة صواريخ، ثلاثة مواقع للمقاومة» تتبع لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، اثنان منها في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع وآخر في منطقة السودانية شمال مدينة غزة.
من جهتها، قالت حماس في بيان إن «حركات المقاومة (...) قادرة على الرد وبكل قوة على هذه الجرائم».
وأكدت حماس أن «كل يوم يمضي دون إنهاء هذه الأزمة وإنقاذ غزة يقربنا وبشكل متسارع من الانفجار الأكبر الذي سيطال الجميع».
وكانت دبابات إسرائيلية قصفت مساء أمس (الأربعاء) عدة مواقع لحماس في القطاع ردا على إطلاق نار باتجاهها.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن منزلا في مدينة سديروت أصيب بأضرار الأربعاء بنيران سلاح رشاش ثقيل أطلقت من قطاع غزة دون وقوع ضحايا.
وتأتي الغارة بعد أسابيع من المظاهرات الحاشدة والمواجهات الدامية على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل بلغت ذروتها الاثنين مع مقتل 60 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس.
وتشهد غزة منذ 30 مارس (آذار) مسيرات «العودة» التي يشارك فيها آلاف الفلسطينيين الذين يتجمعون على الحدود.
وتهدف «مسيرة العودة» أيضا إلى التنديد بالحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الفقير منذ أكثر من عشر سنوات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.