مصر والسودان وإثيوبيا توقع وثيقة مشتركة لـ«سد النهضة»

TT

مصر والسودان وإثيوبيا توقع وثيقة مشتركة لـ«سد النهضة»

في حين أعلنت مصر «نجاح» الاجتماع التساعي بشأن «سد النهضة» الإثيوبي، اتفقت الدولتان ومعهما السودان على تشكيل لجنة علمية بحثية جديدة تتولى سبل دعم مستوى التفاهم والتعاون، بما في ذلك مناقشة وتطوير سيناريوهات عدة تتعلق بقواعد الملء والتشغيل للسد طبقاً لمبدأ الاستخدام العادل والمنصف للموارد المائية المشتركة مع اتخاذ كافة الإجراءات الملائمة لمنع وقوع أي أضرار.
واتفق المسؤولون التسعة (رؤساء المخابرات، ووزراء الخارجية والري، في مصر والسودان وإثيوبيا) خلال اجتماع الذي استضافته العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على إمهال اللجنة العلمية البحثية لمدة 3 أشهر، وبحد أقصى يوم 15 أغسطس (آب) المقبل لتقديم نتائج مشاوراتها للنظر فيها من قِبل وزراء الري بالدول الثلاث قبل رفع تقرير عنها إلى «الاجتماع التساعي».
وتخوض مصر والسودان وإثيوبيا، منذ نحو 3 سنوات مفاوضات متعثرة بشأن «سد النهضة» الذي تقول القاهرة إنه سيؤثر على حصتها من مياه النيل التي تقدر بـ56 مليار متر مكعب من المياه، وتدافع إثيوبيا بأن السد لن يمثل عقبة أمام تدفق المياه، وتحتكم الدول الثلاث المعنية إلى مكتب استشاري فني هندسي دولي لدراسة الآثار المترتبة على الأمر. وأكد الاجتماع التساعي، أمس، التزام الدول الثلاث بالاتفاق على إعلان المبادئ حول سد النهضة الذي تم توقيعه بالخرطوم عام 2015، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي السابق هايلي ماريام ديسالين.
وبحسب بيان رسمي صادر عن الاجتماع، فقد تم الاتفاق بين المسؤولين في الدول الثلاث على عقد «قمم دورية بين قادة دولهم كل 6 أشهر بالتناوب بين عواصم الدول الثلاث، وذلك وفقاً لتوجيهات رؤساء الدول والحكومات، وفي إطار من روح الوحدة بين دولهم على تلبية آمال شعوبهم في العيش بسلام وأمن ورفاهية، بناءً على التعاون بينهم».
وكذلك توصل الاجتماع إلى استضافة القاهرة للقاء في يوليو (تموز) المقبل، لمناقشة السُبل المناسبة لإنشاء «الصندوق الثلاثي للبنية التحتية» لرفعها لقادة الدول الثلاث عبر الوزراء المعنيين. وفيما يتعلق بالمسار الفني، تم الاتفاق على أن يقوم الرئيس الحالي للجنة الفنية الثلاثية (بصورة استثنائية خروجاً على أسلوب عمل اللجنة وقواعد عملها) بموافاة المكتب الاستشاري بجمع كافة الاستفسارات والملاحظات الخاصة بمشروع التقرير الاستهلالي، والتي لم تحظ بالتوافق داخل اللجنة الفنية الثلاثية، على ألا تمثل تلك الرسالة أي توجيه للمكتب الاستشاري، وتكون بمثابة وسيلة للحصول على رد من جانب المكتب خلال 3 أسابيع.
من جهته، قال الخبير بالشؤون الأفريقية والمياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية، الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، لـ«الشرق الأوسط»، إن ما أثمره الاجتماع التساعي «لا يمكن اعتباره جديداً على مستوى الملفات الخلافية الأساسية مثل طريقة ملء السد أو تأجيلها»، وقال: «مخرجات هذا الاجتماع لم تخرج عن تأكيد حسن النوايا ومحاولة دفع المسار الفني، دون أن يتم التوصل لبلورة الأمر إلى ممارسات في إدارة المياه في حوض النيل».
وعدّ عبد الوهاب أن «المشكلة الأساسية في المفاوضات المتعلقة بسد النهضة، ليست فنية، وإنما سياسية؛ وهو ما أنعكس على نتائج مخرجات الاجتماع التساعي التي أحالت الأمر إلى آلية الرؤساء». وقال عبد الوهاب، إن «الأسئلة الواقعة والحاكمة في مفاوضات (سد النهضة) يمكن تلخيصها في مراعاة الرؤية المصرية فيما يتعلق بتأجيل الملء الأول للسد، والاتفاق على معدلات التخزين، وبخاصة أن الوقت لم يعد في صالح القاهرة».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».