تكريم بابوي لمي شدياق

منح البابا فرنسيس، الإعلامية مي شدياق، ميدالية القديس غريغوار الكبير، تقديراً للمثال الذي تقدمه في مجتمعها.
منح البابا فرنسيس، الإعلامية مي شدياق، ميدالية القديس غريغوار الكبير، تقديراً للمثال الذي تقدمه في مجتمعها.
TT

تكريم بابوي لمي شدياق

منح البابا فرنسيس، الإعلامية مي شدياق، ميدالية القديس غريغوار الكبير، تقديراً للمثال الذي تقدمه في مجتمعها.
منح البابا فرنسيس، الإعلامية مي شدياق، ميدالية القديس غريغوار الكبير، تقديراً للمثال الذي تقدمه في مجتمعها.

منح البابا فرنسيس، الإعلامية مي شدياق، ميدالية القديس غريغوار الكبير، تقديراً للمثال الذي تقدمه في مجتمعها. وقد قلّدها إياها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال احتفال رسمي في الصرح البطريركي في بكركي، أمس.
وألقت شدياق كلمة عبّرت فيها عن اعتزازها بالانضمام إلى مجموعة الشخصيات العالمية التي تحمل وسام البابا غريغوار الكبير، شاكرة الحَبر الأعظم على «هذا الشرف الذي منحه لها»، والذي رأت فيه «رسالة أكثر منها مكافأة». وقالت إنها «ستظل صوتاً صارخاً في وجه الظلم والباطل وستواصل النضال من أجل الحق من أي موقع وُجدت فيه».
وأضافت: «كما لم ترهبني محاولة الاغتيال وظل صوتي مرتفعاً في مواجهة الاستبداد والقمع، هكذا سأظل صوتاً صارخاً في وجه الظلم والباطل».
شدياق تسلمت الوسام البابوي في حضور وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون ممثلاً لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور إيفان سانتوس ممثلاً للبابا فرنسيس، والرئيس العماد ميشال سليمان وعقيلته، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني، وسفراء الولايات المتحدة إليزابيث ريتشارد، وفرنسا برونو فوشيه، وإيطاليا ماسيمو ماروتي، والقائم بالأعمال السعودي الوزير المفوض وليد بخاري، والنائبة ستريدا جعجع، والنائب فادي كرم، والنائب المنتخب آدي أبي اللمع، ومنى الهراوي، وصولانج الجميل، وعدد من الوزراء والسفراء والنواب ورجال الدين.
يذكر أن تقليد منح وسام القديس غريغوار الكبير اعتمده الفاتيكان عام 1831، وهو يُمنح بصفة مدنية أو عسكرية لشخصيات استثنائية، تقديراً لخدمات مميزة للفاتيكان، أو تقديراً للمثال الذي تعطيه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.