يعتبر انتظار سيارة «كونتيننتال جي تي» جديدة من «بنتلي» حدثاً فريداً في الشركة وفي الصناعة حيث لم تنتج «بنتلي» سوى ثلاثة أجيال من السيارة منذ عام 2003. وتطورت الفكرة من سيارة قدمتها «بنتلي» باسم «آر - تايب» كونتننتال في عام 1952 كانت أسرع سيارة بأربعة أبواب في وقتها إلى أحدث طراز كشفت عنه في النمسا أخيراً. ومنذ 2003 باعت الشركة نحو 70 ألف سيارة من جيلين كان آخرهما في عام 2012.
وكشفت الشركة عن الجيل الثالث، وهو أحدث أجيال «كونتننتال جي تي» لعام 2019، الذي سيصل إلى الأسواق في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وقدمته لتجربة الإعلام الدولي بين النمسا وشمال إيطاليا عبر مناطق طبيعية خلابة ومسالك جبلية متعرجة ضمن سلسلة جبال الألب، التي ما زال يغطيها الجليد رغم اقتراب فصل الصيف.
الجيل الثالث من «كونتيننتال جي تي» جديد تماماً من حيث أسلوب التصنيع والمواد المستخدمة والمحرك والدوائر الكهربائية والشاسيه. وكانت المعادلة التي التزم بها فريق العمل هي إنتاج أفضل سيارة «جي تي» أو «غراند تورر» في العالم. وكان العامل الصعب هو تحقيق التوازن بين الفخامة الداخلية والإنجاز القوي.وعبر تاريخها كانت هذه السيارات متخصصة في الرحلات الطويلة عبر الدول. وفي أوروبا يصطحب الأثرياء سياراتهم «كونتيننتال جي تي» في رحلات إلى منتجعات التزلج على الجليد في فرنسا وسويسرا وإيطاليا أو إلى شواطئ البحر المتوسط الدافئة في جنوب القارة. وفي منطقة الخليج تصلح السيارة في رحلات عبر المدن السعودية أو منها إلى دبي.
الانطباعات الأولية عن السيارة هي أنها أعرض قليلا وأكثر انخفاضا عن الجيل السابق وهي أيضاً أكثر رشاقة في التصميم حيث تأتي بانخفاض في الوزن قدره 85 كيلوغراما رغم أنها أطول بنحو بوصة عن سابقتها.
وكانت الشركة قد قدمتها للعرض أمام نخبة من الإعلام الدولي في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي. وكانت «الشرق الأوسط» المطبوعة العربية الوحيدة الحاضرة، وذلك في مصنع الشركة في مدينة كرو البريطانية. وشرح الخبراء وقتها كل المواصفات الفنية للجيل الجديد مع حظر للنشر حتى الكشف عنها في معرض فرانكفورت بعد ذلك بشهر واحد. ولكنها هذه المرة قدمتها للقيادة العملية بين النمسا وشمال إيطاليا في رحلة استغرقت يوما كاملا.
التصميم الخارجي
حافظت الشركة على المعالم التقليدية للسيارة «كونتننتال جي تي» مثل الخط الجانبي المنحوت في الجسم طوليا إلى جانب الأكتاف العريضة فوق العجلات الخلفية. ولكنها مع ذلك أدخلت الكثير من التجديدات التقنية على التصميم الخارجي مثل المصابيح الأمامية المستعارة من شكل الكريستال. وهي تعتمد على القوة الناعمة مثل طائرات ثلاثينات القرن الماضي.
وهي الشركة الوحيدة في العالم التي تستخدم أسلوب تسخين الألمنيوم وتشكيله بضغط الهواء على القوالب الجاهزة ثم قطع الشكل النهائي بأشعة الليزر. وأزاحت الشركة العجلات الأمامية إلى الأركان بنسبة 135 ملليمتراً لتعزيز الاستقرار والشكل الرياضي للسيارة. وكانت النتيجة سيارة رياضية متأهبة تقل في وزنها عن سيارات الجيل السابق بنسبة 85 كيلوغراماً.
فخامة داخلية
واعتمدت الشركة على شعارها المجنَّح في تحقيق التوازن البصري بين جانبي السيارة في خطين يتفرعان من «الكونسول الوسطي». وكانت المواد الثلاثة الظاهرة للعيان في التصميم الداخلي هي الأخشاب المصقولة والجلود والكروم.
ولجأت الشركة إلى نوع جديد من الحياكة الداخلية في شكل ماسي مزدوج باستخدام الغرز، بعدد 712 غرزة لكل مربع ماسي، بالإضافة إلى النقش المشغول داخل كل شكل ماسي.
أما أهم معالم التصميم الداخلي فكانت تصميم ثلاثي متحرك بضغطة زر لجزء من لوحة القيادة يختار من بينها السائق شاشة فعالة بقطر 12.3 بوصة أو عرض ثلاثة عدادات دائرية من بينها ساعة توقيت، أو الاكتفاء بمساحة من الخشب المصقول تندمج مع بقية التصميم للوحة القيادة.
ويعم على المقصورة ضوء خافت يمكن الاختيار من بين 12 لونا مختلفا له وفق مزاج السائق.
المحرك والتقنيات
تعتمد «كونتيننتال جي تي» على محرك بترولي معدل سعته ستة لترات مكون من 12 أسطوانة على شكل «W» بشاحن توربيني مزدوج. وهو يرتبط بناقل أوتوماتيكي بثماني سرعات يمكن تشغيله يدويا أيضاً يدفع كل عجلات السيارة ويصل بها إلى سرعة قصوى تبلغ 207 أميال في الساعة. وتقطع السيارة في المتوسط 23.2 ميلا لكل غالون من الوقود.
وتزخر السيارة بالتقنيات الجديدة مثل الحفاظ على حارة السير ونظام «كروز» الفعال متغير السرعة وملاحة دقيقة بالأقمار الصناعية، والتعرف على علامات الطريق، وعرض المعلومات على زجاج النافذة الأمامية ونظام الرؤية الليلية ومكابح الطوارئ.
وهي تستخدم أضواء أمامية من نوع «ماتريكس» غير مبهرة، ويمكن الاختيار من بين ثلاثة أنظمة سمعية. وتنطلق السيارة على إطارات مخمّدة لضوضاء الطريق بقطر 21 بوصة.
تجربة القيادة كانت مفاجأة سارة في دقة وخفة توجيه السيارة على رغم حجمها الكبير خصوصاً على الطرق الجبلية. وتفاعل السيارة الفوري مع أنظمة القيادة من الرياضي إلى المريح وأخيرا إلى نظام «بنتلي» الذي يمكن التحكم في ضبطه بما يوافق ظروف القيادة.