الدوري الإنجليزي الممتاز لا يزال يحتفظ ببريقه رغم تراجع المنافسة

حسم مانشستر سيتي للبطولة مبكراً واكتفاء الكبار بمراكز الشرف لم يحرم الجماهير من المتعة

لاعبو مانشستر سيتي يحملون مدربهم غوارديولا احتفالا باللقب بعد موسم رائع (رويترز)
لاعبو مانشستر سيتي يحملون مدربهم غوارديولا احتفالا باللقب بعد موسم رائع (رويترز)
TT

الدوري الإنجليزي الممتاز لا يزال يحتفظ ببريقه رغم تراجع المنافسة

لاعبو مانشستر سيتي يحملون مدربهم غوارديولا احتفالا باللقب بعد موسم رائع (رويترز)
لاعبو مانشستر سيتي يحملون مدربهم غوارديولا احتفالا باللقب بعد موسم رائع (رويترز)

أسدل الستار على الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز الذي وصل لمحطته الأخيرة بمباريات أقيمت بعيدة تماما عن التوتر بعدما حسمت الأمور قبل فترة طويلة بالنسبة لمعظم أندية القمة في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقد أقيمت مباريات الجولة الأخيرة للموسم بطريقة تقليدية في نفس التوقيت من أجل إضفاء مزيد من الإثارة والدراما.
لكن الأمور كانت مختلفة خلال هذا العام، وأظهرت المباريات التي أقيمت في نفس التوقيت وبالتحديد في تمام الساعة الثالثة بتوقيت بريطانيا أن هذا الموسم لم يشهد الإثارة التي كنا نراها في الجولة الأخيرة من كل موسم.
وربما كانت الإثارة الوحيدة في هذه الجولة تتعلق بهوية الفريق الذي سيحتل المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز والذي سيضمن بدوره التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وكان الصراع على المقعد الأخير في المراكز الأربعة الأولى بين ليفربول وتشيلسي بعد أن ضمن مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبر المراكز الثلاثة الأولى.
وكان نادي تشيسلي يمني النفس بأن يخسر ليفربول على ملعبه أمام برايتون في حين يفوز هو على نيوكاسل خارج ملعبه من أجل احتلال المركز الرابع، بمعنى أن يفوز برايتون الذي كان سيلعب هذه المباراة من دون أي هدف على نادي ليفربول الذي لم يخسر أي مباراة على ملعبه هذا الموسم! ويعني هذا أن الأمور كانت محسومة تماما لصالح ليفربول، الذي فاز بالفعل بأربعة أهداف نظيفة وضمن المركز الرابع في حين خسر تشيلسي أمام نيوكاسل بثلاثية نظيفة.
وفيما يتعلق بالمراكز الأدنى من المراكز الأربعة الأولى كانت الأمور قد حسمت تماما بالنسبة للفرق التي ستشارك في الدوري الأوروبي. وكان مصدر الإثارة الوحيد خلال الأسابيع القليلة الماضية يتعلق بالصراع على الهبوط، لكن سوانزي سيتي، الذي لا يستطيع تسجيل الأهداف، كان بحاجة للفوز بفارق عشرة أهداف ليتجاوز ساوثهامبتون ويتجنب الهبوط، إلى جانب وست بروميتش ألبيون وستوك سيتي اللذين كانا قد تأكد هبوطهما بالفعل.
ورغم هذا الإحساس بما يمكن أن نطلق عليه «الركود»، فقد شهد الموسم على مدى تسعة أشهر مزيجا غريبا من الطاقة والجهد واللعب بكل قوة، وهو ما يعني أن الآلة الترويجية للدوري الإنجليزي الممتاز لا يجب أن تشعر بالقلق لأن مباريات الجولة الأخيرة من البطولة لم تشهد الإثارة المعتادة. بل على العكس يمكن القول إن ما حدث قد أضفى نوعا آخر من المتعة على البطولة التي كانت ناجحة بشكل كبير لكن كان ينقصها بعض الإثارة في الجولات الأخيرة كما كان معتادا.
وفي الحقيقة، لم يكن هذا مفاجئا، نظرا لأن الفجوة بين الأندية الغنية والأندية الفقيرة لم تكن بهذا الاتساع من قبل. صحيح أنه قد تم التكريس لهذه الفجوة على مدار الربع قرن الأخير، لكن هذا الموسم يبدو كأنه نقطة انطلاق مهمة اتسعت فيها الفجوة بين الأندية الغنية والفقيرة إلى عنان السماء.
وقد يحمل هذا في حد ذاته نوعا من الإثارة. لقد أصبح من المعتاد أن نأسف على الحال الذي وصل إليه كأس الاتحاد الإنجليزي، الذي كان دائما مصدر إثارة كبيرة ويشهد مفاجآت غير متوقعة بالمرة بخروج أندية كبيرة وصعود أندية صغيرة، لكن الدوري الإنجليزي الممتاز يمكنه أن يقدم هذه الإثارة بمفرده الآن، فقد رأينا كيف نجح نادي مثل هيدرسفيلد تاون في تجنب الهبوط، بشكل يذكرنا بالمفاجآت التي كان يشهدها كأس الاتحاد الإنجليزي في الجولة الثالثة مثلا في السابق. كما رأينا المدير الفني لنادي هيدرسفيلد تاون، ديفيد فاغنر، وهو يحتفل بعد إطلاق صافرة نهاية مباراة الجولة قبل الأخيرة التي تعادل فريقه فيها أمام تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج».
لقد أثبت نادي هيدرسفيلد تاون أنه يمكن بالمجهود الكبير والعزيمة أن تتفوق على الأندية الغنية التي تضخ أموالا طائلة وتتعاقد مع لاعبين بارزين، وأظهر أن كرة القدم سوف تواصل إبهارنا بجمالها وسحرها رغم تغير الظروف الخاصة بها بشكل جذري. ويمكن القول إن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز قد انتهت تماما منذ شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وبالتحديد في اليوم الذي ذهب فيه المدير الفني لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو إلى ملعب آنفيلد لمواجهة ليفربول ليلعب بشكل دفاعي بحت للحصول على نقطة من المباراة التي انتهت بالفعل بالتعادل السلبي والتي سدد فيها مانشستر يونايتد كرة واحدة فقط على مرمى ليفربول!. ودافع المدير الفني البرتغالي عن الطريقة التي لعب بها بكل قوة، مشيراً إلى كثير من التقلبات القادمة ومؤكدا على أن طبيعة الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز تشبه حروب الاستنزاف.
لكن اتضح بما لا يدع مجالا للشك أن مورينيو كان مخطئا، لأن السبيل الوحيد للحاق بمانشستر سيتي ومنافسته هو أن تحاول تحقيق الفوز بنفس الطريقة التي يلعب بها صاحب الصدارة، الذي يسعى دائما لتسجيل الأهداف وحرمان الفرق المنافسة له من الحصول على الكرة للدرجة التي جعلته مرشحا للفوز على أي فريق حتى قبل أن تبدأ المباراة.
وقدم مانشستر سيتي موسما استثنائيا وكان الأفضل بفارق كبير عن باقي المنافسين من حيث طريقة اللعب وامتلاكه لمدير فني عبقري ولاعبين موهوبين للغاية، فضلا عن الإمكانيات المالية التي تمكنه من تدعيم صفوفه بصورة مستمرة. وبالإضافة إلى ذلك، كان الفريق يقدم كرة قدم ممتعة ومثيرة، كما وصل الفريق لعدد قياسي من النقاط وسجل عددا قياسيا من الأهداف، وسحق منافسيه وهو يلعب كرة قدم ممتعة في نفس الوقت وبطريقة لم نعهدها في الدوري الإنجليزي الممتاز من قبل.
ويمكن القول بكل تأكيد إن الدوري الإنجليزي الممتاز لم يشهد صراعا قويا على اللقب منذ عام 2014. وحتى الموسم الذي شهد معجزة كروية بفوز ليستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لم يشهد منافسة حقيقية في ظل تدني مستوى كل الفرق الكبرى في ذلك الموسم.
والغريب أن الفارق بين مانشستر سيتي المتصدر ومانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني أكبر من الفارق بين صاحبي المركز الأول والثاني في فرنسا، التي لها توجد بها منافسة حقيقية على البطولة!. لكن هذا الأمر ينطبق أيضا على الدوري الإسباني الممتاز حيث وصل فارق النقاط بين برشلونة المتصدر وصاحب المركز الثاني إلى 15 نقطة، وفي الدوري الألماني الممتاز وصل الفارق بين بايرن ميونيخ المتصدر وصاحب المركز الثاني إلى 24 نقطة كاملة، وهو ما يعني أن الدوريات الأوروبية الكبرى تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في غياب المنافسة الحقيقية.
ولا يمكن الجزم بوجود حل فوري لهذه المشكلة. وفي ظل غياب المنافسة الحقيقية في هذه الدوريات الكبرى، أصبحت المراحل المتأخرة من دوري أبطال أوروبا هي مصدر الإثارة الحقيقية في ظل المواجهات القوية بين الفرق الكبرى.
لكن الدوري الإنجليزي الممتاز قدم على الأقل بعض الإثارة من خلال ما يمكن أن نطلق عليه «الدوريات الصغرى داخل بطولة الدوري». وفي هذا الإطار، يشعر مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبر بحالة من الارتباك فيما يتعلق بمستوى النجاح الذي يرضى الناديين وجمورهما هذه الأيام.
فعلى الرغم من أن مانشستر يونايتد قد أنهى الموسم في المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ووصل للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، فإن الأجواء المحيطة بالنادي ليست جيدة وهناك شعور بعدم الرضا بسبب الخطط الدفاعية البحتة التي يعتمد عليها مورينيو رغم أن الفريق مدجج بالنجوم لكننا نادرا ما نراهم يلعبون بحرية بسبب الواجبات الدفاعية التي يطلبها منهم المدير الفني البرتغالي. وأصبح يتعين على مورينيو أن يحسن النتائج ويطور الطريقة التي يلعب بها إذا كان يريد تحسين الأجواء المتوترة المحيطة بالنادي. وسيكون الإنجاز الذي حققه الغريم مانشستر سيتي هذا الموسم بالصول إلى النقطة 100 ضغط على أي منافس قادم وبخاصة مورينيو. ويعتقد غوارديولا مدرب مانشستر سيتي أن رصيد النقاط الذي أحرزه فريقه هذا الموسم سيصمد لعدة سنوات قبل أن ينجح أي فريق آخر في تحطيمه. ووصل مانشستر سيتي إلى مائة نقطة بعد أن أحرز هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة أمام ساوثهامبتون في الجولة الأخير لهذا الموسم.
وكان أفضل سجل باسم تشيلسي الذي حقق 95 نقطة في 38 مباراة في موسم 2004 - 2005 بالدوري الإنجليزي الممتاز. لكن غابرييل خيسوس منح فريق المدرب الإسباني تفوقا جديدا وإنجازا لا سابق له في دوري الأضواء. وفي موسم 1978 - 1979 حقق ليفربول أكبر حصيلة نقاط وهي 79 نقطة، وذلك في ظل تطبيق النظام القديم باحتساب الفوز بنقطتين. وحتى إذا تمت إعادة حساب هذا الرقم ليحصل ليفربول على ثلاث نقاط للفوز بدلا من نقطتين كما كان الوضع سابقا فإن المجموع الكلي سيكون 98 نقطة في موسم يتألف من 42 مباراة. وقال غوارديولا الذي تفوق على الرقم الذي حققه مع برشلونة في موسم 2009 - 2010 بالدوري الإسباني وهو 99 نقطة: «إنه أمر رائع. حققنا 50 نقطة على أرضنا و50 نقطة خارج ملعبنا. «عندما تحقق 100 نقطة فهو أمر استثنائي. أعتقد أنه رقم سيصمد لفترة طويلة».
وتم حصد مجموعة من هذه النقاط في الدقائق الأخيرة للمباريات، وهو ما يحدث مع أي فريق ناجح. وشدد المدرب الإسباني على أهمية هذا الأمر. وقال: «فعلنا هذا الأمر طوال الموسم لأننا لا نستسلم بل نتمسك بالمحاولة حتى اللحظة الأخيرة.كانت مباراة صعبة وقدم ساوثهامبتون مباراة دفاعية قوية، ورغم ذلك حطمنا كل الأرقام القياسية». وما حققه سيتي يبدو نتيجة طبيعية لطريقة الأداء التي قدمها الفريق، والأرقام هي الأرقام لكنها الطريقة التي لعب بها غوارديولا جعلته يتفوق على منافسيه في معظم أوقات الموسم.
وهناك ملاحظة أخرى يجب الإشارة إليها هذا الموسم ويمكن أن نطلق عليها اسم «كرة القدم أصبحت أسلوب حياة»، حيث لم يطالب جمهور إيفرتون بالفوز بالبطولات أو تحقيق الانتصارات في مباريات الديربي لكنه يطالب بأن يلعب الفريق كرة قدم أكثر إثارة ومتعة.
وقد يعد توتنهام هوتسبر هو أكثر أندية القمة تقديما لكرة القدم الممتعة، لكن الفريق لا يزال يعاني من حالة ارتباك فيما يتعلق بالمستوى التالي من النجاح، نظرا لفشل الفريق في الحصول على أي بطولة. وكان المدير الفني للفريق، ماوريسيو بوكيتينو، يعطي أولوية لإنهاء الموسم الحالي ضمن المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز من أجل التأهل للنسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا حتى يشارك في البطولة الأقوى في القارة العجوز الموسم المقبل على ملعبه الجديد.
وفي أسفل جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، بدا الأمر لفترة من الوقت وكأن هذا العام هو نهاية المطاف بالنسبة للحرس القديم من المديرين الفنيين الذي أصبحوا لفترة من الفترات غير مرغوب فيهم، فرأينا ديفيد مويز وسام ألاردايس وآلان بارديو ومارك هيوز يواجهون مصاعب كبيرة ويتبادلون الأدوار فيما بينهم من أجل مساعدة هذا الفريق أو ذاك على الهروب من شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى.
لكن الحقيقة قد تكون مختلفة بعض الشيء، ويجب الإشادة بمويز لأنه نجح في الوصول بوستهام يونايتد لمنتصف جدول الترتيب بنفس اللاعبين ومن دون أية إضافات جديدة. ومن الناحية التكتيكية، هناك رغبة ملحة في اكتشاف اتجاهات وطرق جديدة، كما هو الحال دائما، حتى لو اختفت هذه الطرق الجديدة بنفس السرعة التي ظهرت بها.
وبالتأكيد كان هناك اتجاه قوي لتقديم كرة قدم هجومية دائما، وقد رأينا جميعا كيف يلعب ليفربول بقيادة مديره الفني الألماني يورغن كلوب كرة قدم هجومية وممتعة، كما قدم أفضل لاعب في الموسم، محمد صلاح، أداء مذهلا وتطور بشكل ملحوظ ليستغل موهبته في اختراق دفاعات الفرق المنافسة وهز شباكها. وفي أسفل جدول الترتيب أيضا، رأينا ما هي مكافأة اللعب بشكل هجومي، حيث قدم المدير الفني المخضرم روي هودجسون واحدة من أكثر القصص المشجعة لهذا الموسم مع كريستال بالاس، حيث منح الحرية لويلفريد زاها وأندروس تاونسند وقدم كرة قدم ممتعة ومثيرة رغم الضغوط التي كانت تواجه الفريق من أجل تجنب الهبوط.وكان هذا الموسم أيضا هو الأخير للمدير الفني الفرنسي آرسين فينغر مع آرسنال بعد 22 عاما مع المدفعجية. ربما كان يجب أن يرحل فينغر قبل عامين، أو حتى قبل ستة أو سبعة أعوام لو استمع مجلس إدارة النادي للجمهور الساخط على أداء ونتائج الفريق.
وفي يوم الوداع للبطولة ثارت التكنهات عن قرب رحيل أكثر من نصف مدربي فرق الدوري أو حول مستقبلهم، وكذلك انتهاء مسيرة كثير من اللاعبين. وقد يكون فينغر هو الوحيد الذي حسم أمره بمغادرة آرسنال، إلا أن هذا المصير يتوقعه الكثيرون للإيطالي كونتي بعد خوض تشيلسي لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الأسبوع المقبل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».