طهران تجدد دعمها النظام السوري

اتهمت تل أبيب بالقصف بناء على «ذرائع مفبركة»

TT

طهران تجدد دعمها النظام السوري

في أول تعليق رسمي إيراني على الضربات الإسرائيلية في الأراضي السورية، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن طهران «تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية وانتهاك السيادة ووحدة الأراضي السورية تحت ذرائع واهية» مشيرا إلى حق النظام السوري «في الدفاع عن نفسه».
ونسبت وكالات أنباء رسمية للمتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي القول: «تدين إيران بشدة... هجمات (إسرائيل) على سوريا. صمت المجتمع الدولي يشجع العدوان الإسرائيلي. لسوريا كل الحق في الدفاع عن نفسها».
وجاء تعليق قاسمي بعد 24 ساعة على إعلان إسرائيل استهداف قواعد ومقرات تابعة للقوات الإيرانية في سوريا.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي أن «الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الأراضي السورية التي جرت بذرائع مفبركة ولا أساس لها، وتعد انتهاكا للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية وعملا يتعارض مع جميع القوانين والقرارات والمعايير الدولية» مضيفا أن إسرائيل «ترى أمنها في انعدام الأمن ومزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة».
وقال قاسمي في هذا الصدد بأن «الاعتداءات المتكررة للكيان الصهيوني على الأراضي السورية والتي تشن بذرائع مصطنعة وواهية ولا أساس لها، هي انتهاك للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية وإجراء يتعارض مع جميع القوانين والأنظمة والأعراف الدولية، وأن صمت الدول والمنظمات الدولية حيال الممارسات والأعمال العدوانية التي يقوم بها الكيان الصهيوني يعد تشجيعا وضوءا أخضر لهذا الكيان في التمادي في ممارساته العدوانية».
وقالت إسرائيل إنها هاجمت كل البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا تقريبا أمس الخميس بعد أن أطلقت قوات إيرانية صواريخ على أراض تسيطر عليها إسرائيل للمرة الأولى في أعنف مواجهة عسكرية بين البلدين.
وقال قاسمي بأن «الدفاع المشروع والرد بالمثل على ممارسات المعتدين هو حق للحكومة والشعب السوري».
من جهته قال خطيب جمعة طهران أحمد خاتمي بأن إيران «لا تفكر بالقنبلة النووية لكنها في المجالات الأخرى ستزيد من قدرتها الصاروخية لتخطف النوم من عيون الكيان الصهيوني ولنسوي تل أبيب وحيفا بالأرض إذا أقدم على أي حماقة».
وقبل قاسمي رفض اثنان من أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني الاتهامات الموجهة إلى إيران بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
ولم يعلق «الحرس الثوري» بعد على تلك الهجمات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.