التفاؤل أمر جيد، بل هو مطلوب في الحياة، لكن أيضاً الواقعية مطلوبة، وبخاصة في الأمور التنافسية، والمثل يقول «صديقك من صدقك»، ومن وحي المثل أقول إن كمية الإطراء والتفاؤل «المفرط» الذي سمعته إن كان من بعض الزملاء الإعلاميين أو النقاد، أو حتى الجماهير بعد فوز المنتخب السعودي على شقيقه الجزائري بهدفي سلمان الفرج ويحيى الشهري وصلت حد عبور الدور الأول من نهائيات كأس العالم.
بالطبع، الطموح أمر مشروع للجميع، وبالطبع المنتخب المصري في نفس مستوى المنتخب السعودي، ولا أعتقد أن الروسي يشكل الخطورة الأكبر في المجموعة؛ فهو عملياً الأضعف بين كل المتأهلين من أوروبا، لكن لا ننس جماهيره وأرضه، وكونه يفتتح البطولة أمام الأخضر السعودي.
الخطر الأكبر هو الأوروغواي؛ لما يملكه من أدوات حالية وتاريخ وإنجازات، مع اعترافنا المسبق أن كرة القدم لا تعترف لا بالتاريخ ولا الجغرافية ولا الإنجازات، لكن تجربة نحو 40 سنة رياضة علمتني ألا أحكم أحكاماً نهائياً من خلال مباريات ودية؛ فهذه المباريات وجدت لتلافي الأخطاء ودراسة اللاعبين وتصور التشكيلة الأمثل؛ ولهذا كنت دائماً ضد ردود الأفعال الانفعالية عقب الخسارات «الودية»، كما حدث بعد التجربة البلجيكية، وفي الوقت نفسه ضد الانفعالات المفرطة بالتفاؤل بعد التجربة الجزائرية، حيث لعب المنتخب من دون أبرز عناصره المحترفة في أوروبا.
الأخضر السعودي بخير وهو يسير على الطريق الصحيحة في الاستعداد «المدروس»؛ فما زال أمامه اليونان، ثم إيطاليا والبيرو، وأخيراً الامتحان الأصعب والأقوى مع أفضل كرة في العالم، الماكينة الألمانية. وحقيقة أشد على يد من تجرأ ووضع ألمانيا في نهاية المطاف وقبل انطلاق كأس العالم بأيام؛ لأنه كان جريئاً لا يهاب النتيجة، بل يسعى لأن تكون ثقة اللاعبين في أعلى مستوياتها قبل خوض الامتحان الروسي، وبكل تأكيد من سيواجه ألمانيا المرعبة لن يخاف من روسيا بكل جماهيرها وأرضها، وحتى رئيسها الذي سيكون حاضراً إلى جانب نحو سبعين زعيماً ورئيس دولة.
يكفي الأخضر شرفاً أن عيون أكثر من أربعة مليارات إنسان ستتابعه في مباراة الافتتاح في أهم حدث رياضي في العالم... حدث تغيب عنه دول عملاقة مثل إيطاليا وهولندا وتحضر فيه السعودية في الافتتاح.
التجربة الجزائرية
التجربة الجزائرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة