«التقدم والاشتراكية» المغربي يعقد مؤتمره العام العاشر اليوم

بن عبد الله يترشح لولاية ثالثة ينافسه الرئيس السابق لشبيبة الحزب

نبيل بن عبد الله
نبيل بن عبد الله
TT

«التقدم والاشتراكية» المغربي يعقد مؤتمره العام العاشر اليوم

نبيل بن عبد الله
نبيل بن عبد الله

يعقد حزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقاً) المغربي المشارك في الحكومة، اليوم، مؤتمره العام العاشر، بمنتجع بوزنيقة (جنوب الرباط).
وكانت محكمة في الرباط قد قضت، أول من أمس، برفض الدعوى الاستعجالية التي رفعها الغاضبون في اللجنة المركزية للحزب، التي طلبوا فيها الحكم بتأجيل تاريخ انعقاد المؤتمر العاشر للحزب.
في غضون ذلك، صادق الديوان السياسي على ترشيح نبيل بن عبد الله، الأمين العام للحزب، لولاية ثالثة. غير أن بن عبد الله لن يكون المرشح الوحيد لقيادة الحزب، إذ أعلن سعيد الفكاك، عضو الديوان السياسي للحزب، بدوره ترشحه للمنافسة على الأمانة العامة للحزب.
وسبق للفكاك أن تولى الأمانة العامة للتنظيم الشبابي للحزب، كما سبق أن تولى منصب مدير ديوان وزير الصحة السابق، ويشغل حالياً منصب رئيس مؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية للعاملين بالقطاع العمومي للصحة. ويراهن الفكاك على استقطاب أصوات المنتقدين لبن عبد الله.
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر العديد من التعديلات على النظام الأساسي للحزب، وعلى الخصوص في الجانب التنظيمي الذي سيتميز بإعطاء صلاحيات أكبر للفروع على المستوى الجهوي.
وقال موسى أقصبي، منسق لجنة إعداد القانون الأساسي والنظام الداخلي، لـ«الشرق الأوسط»، إن التعديلات المقترحة تهدف إلى ترسيخ الديمقراطية الداخلية وتعزيز الحياة التنظيمية للحزب. وأوضح أقصبي، أن من أبرز المستجدات التي تضمنتها التعديلات المقترحة توسيع صلاحيات الكاتب الجهوي في تدبير الفروع التابعة للجهة (المنطقة)، وتقوية آليات الرقابة من حيث الانضباط للقواعد الأخلاقية والتنظيمية للحزب من خلال توسيع وتعزيز صلاحيات الهيئة الوطنية للمراقبة والتحكيم، وهي هيئة منتخبة مباشرة من طرف المؤتمر ومستقلة عن اللجنة المركزية للحزب. كما تضمنت التعديلات اقتراحات تهم تحديد شروط التداول على المسؤوليات الحزبية وعدم الجمع بينها، بالإضافة إلى إجراءات تنظيمية تهدف إلى ضمان استمرارية نشاط الفروع على المستويات المحلية والإقليمية والجهوية.
وأوضح أقصبي أن اللجنة المكلفة تعديل القانون الأساسي للحزب هي لجنة منبثقة عن اللجنة المركزية للحزب في إطار التحضير للمؤتمر.
وأشار إلى أن هذه اللجنة اشتغلت وأعدت أرضية اقترحتها على المؤتمرات الإقليمية للحزب، التي رفعت بدورها اقتراحات إضافية سيتم دمجها في الأرضية النهائية التي ستعرض على أنظار المؤتمر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.