غارات إسرائيلية على مواقع إيران و«حزب الله» في سوريا

تل أبيب قالت إنها جاءت رداً على إطلاق صواريخ... وأنباء عن مصرع 23 مقاتلاً

TT

غارات إسرائيلية على مواقع إيران و«حزب الله» في سوريا

تصاعدت حدة التوتر بين إيران وإسرائيل في سوريا ليل الأربعاء – الخميس، حيث أعلنت تل أبيب أنها قصفت عشرات الأهداف الإيرانية ردا على هجوم مباشر ضد القوات الإسرائيلية هو الأول من نوعه نسب إلى طهران. وأسفرت الضربات الإسرائيلية على مناطق عدة في سوريا عن مقتل 23 مقاتلاً على الأقل، بينهم خمسة من قوات النظام السوري و18 عنصراً من القوات الموالية له، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس.
وقال «المرصد»: «قتل لا يقل عن 23 مقاتلا، بينهم خمسة من قوات النظام أحدهم ضابط وآخرون ما بين سوريين وغير سوريين في الغارات الإسرائيلية بعد منتصف الليل في مناطق عدة في سوريا».
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الخميس، أنه نفذ سلسلة غارات جوية ضد عشرات الأهداف «الإيرانية» في سوريا، رداً على إطلاق صواريخ ليلاً على مواقعه في هضبة الجولان المحتلة نسبه إلى إيران، فيما يشكل تصعيداً غير مسبوق بين البلدين العدوين.
وهي المرة الأولى التي تتهم فيها إسرائيل إيران باستهدافها من سوريا منذ بدء النزاع في هذا البلد قبل ثماني سنوات، في تصعيد يأتي في خضم التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني. من جانب آخر، أفاد بيان صادر عن قوات النظام السوري بأن «عدداً من صواريخ العدوان الإسرائيلي تسبب بارتقاء ثلاثة قتلى وإصابة اثنين آخرين بجراح، إضافة إلى تدمير محطة رادار ومستودع ذخيرة، وإصابة عدد من كتائب الدفاع الجوي بأضرار مادية».
وأوضح مصدر من القوات الموالية لدمشق لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «بعض الصواريخ استهدف مواقع في ريف دمشق بينها فوج الدفاع الجوي قرب الضمير» في القلمون الشرقي قرب دمشق.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن الجيش الإسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخاً خلال ضرباته الكثيفة التي نفذها ليلاً على مواقع سوريا وإيرانية في سوريا.
وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إلى أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع إيرانية عدة وتابعة لـ«حزب الله» اللبناني في جنوب البلاد ووسطها وفي محيط دمشق.
وأضاف: إن «الاستهداف خلف خسائر بشرية في عدد من المواقع المستهدفة». وقال، إن «الصواريخ طالت مواقع عدة في محيط دمشق، بينها في بلدة معضمية الشام حيث يتواجد (حزب الله) والإيرانيون»، كما استهدفت «مواقع يعتقد أنها تابعة (حزب الله) جنوب غربي مدينة حمص (وسط)، وأخرى تابعة للحزب ذاته في المثلث الواصل بين ريف دمشق الجنوبي ومحافظتي درعا والقنيطرة» جنوباً.
ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش النظامي أو أخرى لـ«حزب الله» في سوريا، لكن الاستهداف طال مؤخراً مواقع يتواجد فيها إيرانيون.
ويقاتل في سوريا منذ سنوات مقاتلون إيرانيون ومن «حزب الله» اللبناني إلى جانب قوات النظام، وساهموا في معارك عدة في تغيير المعادلة على الأرض لصالحه.
وكثيراً ما كررت إسرائيل أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا. ويأتي التصعيد الجديد غداة مقتل 15 مقاتلاً موالياً للنظام، نصفهم إيرانيون في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت مستودع ذخيرة تابعاً لـ«الحرس الثوري الإيراني» في منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي، وفق ما أفاد «المرصد السوري».
وقال الإعلام الرسمي في حينه، إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصاروخين إسرائيليين.
وكانت إسرائيل اتهمت إيران ببدء التصعيد عبر قصف مواقعها في الجولان المحتل بنحو 20 صاروخاً وقذيفة، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرلمان في مؤتمر أمني الخميس، أن الجيش ضرب «كل البنى التحتية لإيرانية تقريباً في سوريا».
وقال ليبرمان في مؤتمر أمني الخميس: «ضربنا كل البنى التحتية الإيرانية تقريباً في سوريا». وأضاف أمام اجتماع أمني «عليهم أن يتذكروا المثل القائل (إذا أمطرت علينا، فستهب العاصفة عليهم)».
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الثلاثاء، أنه طلب من السلطات المحلية في هضبة الجولان المحتلة أن تفتح وتحضّر الملاجئ المضادة للصواريخ بسبب «أنشطة غير مألوفة للقوات الإيرانية في سوريا» في الجهة الأخرى من خط التماس.
وقال، إنه «تم نشر منظومات دفاعية، كما أن القوات الإسرائيلية في حالة استنفار قصوى في مواجهة خطر هجوم». ولا تزال سوريا وإسرائيل رسمياً في حالة حرب، رغم أن خط الهدنة في الجولان بقي هادئاً بالمجمل طوال عقود حتى اندلاع النزاع في سوريا في عام 2011. وتشهد الجبهة السورية توتراً شديداً بين إيران و«حزب الله» من جهة وإسرائيل من جهة ثانية.
ويتزامن التصعيد الجديد وغير المسبوق بعد إعلان ترمب في الثامن من الشهر الحالي انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، الذي وقّع مع القوى الكبرى العام 2015، وإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.
وكانت إسرائيل أول الداعمين للقرار الذي وصفته بـ«الشجاع»، وأثار في المقابل خشية المجتمع الدولي، وعلى رأسها الدول الموقّعة على الاتفاق وهي فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، بالإضافة إلى ألمانيا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.