كلام كبير

كلام كبير
TT

كلام كبير

كلام كبير

لا شك أن الكلام الذي نسمعه مؤخراً من المستشار تركي آل الشيخ، المسؤول الأول عن الرياضة السعودية حالياً، هو كلام كبير لم نتعود أن نسمعه في السابق، وهو يعكس بكل وضوح المرحلة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في عهد «رؤية 2030»، أي عهد الشفافية والمكاشفة والصراحة والأهم «المحاسبة»؛ إذ لا فائدة من الشفافية والمصارحة إذا لم يكن هناك محاسبة تضع النقاط على الحروف وتحمّل المسؤوليات لأصحابها، وبالتأكيد سيكون هناك آراء مختلفة وربما معاكسة، لكن الحراك الفكري والنقاش الحضاري هما أساس أي تقدم في أي مجتمع كان.
المستشار يقول بالحرف: «سبب كارثة الديون رؤساء همهم كان (الشو) فقط على حساب أنديتهم، والهلال والأهلي مثل الجميع في الديون، لكن الفارق أنهما تحت الغطاء بينما بقية الأندية، ومنها النصر والاتحاد، مكشوفة للجميع».
كلام نسمعه بهذه الصيغة وهذا الوضوح لأول مرة مع وعد بأنه لن يخفي أي معلومة عن الناس، وسيلجأ إلى الجهات المعنية لمحاسبة المتسببين بالديون، وهنا بالتأكيد قد تنشأ نقاشات مطولة حول مدى أهلية خضوع المتسببين بالديون للقانون؛ لأنهم كانوا غير جديرين بالقيادة، أو فضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة الكيان الذي يقودونه، حسب تعبيره.
ما يحدث في الرياضة السعودية هو ثورة تصحيحية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ ثورة في المفاهيم والأساليب والتطبيق، وهو لا يحدث من فراغ، فمن يقرأ المشهد السعودي في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، سيلمس التغيير الجذري على أسلوب القيادة وليس على أساسياتها وثوابتها، ومن الأساسيات هم فئة الشباب الذين يشكلون السواد الأعظم من سكان المملكة وينضوون تحت الهيئة العامة للرياضة أو كل الجهات التي تعتني بالشباب، مثل هيئة الترفيه التي تحاول أن تحتضن وتحتوي مواهبهم وطموحاتهم واهتماماتهم، وأن توفرها في الداخل بدلاً من أن يسافروا ويدفعوا المليارات ليتابعوها في الخارج؛ لهذا كانت بطولة المصارعة، والغولف، والشطرنج، والسيارات، والبلوت، وستكون هناك بطولات ونشاطات تنافسية ترفيهية تجعل كل طاقات الشباب تحت سقف واحد... هو سقف الوطن.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».