وزير مغربي رداً على حملة المقاطعة: الغلاء موجود في العالم كله

TT

وزير مغربي رداً على حملة المقاطعة: الغلاء موجود في العالم كله

عزا لحسن الداودي، الوزير المنتدب المكلف الشؤون العامة والحكامة المغربي، ارتفاع أسعار المحروقات إلى ارتفاع سعر البترول في السوق الدولية، مشيراً إلى أن سعره فاق 75 دولاراً اليوم، بعدما كان السعر 45 دولاراً فقط.
وقال الداودي، الذي كان يتحدث أمس بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، رداً على أسئلة أربعة فرق نيابية من الغالبية والمعارضة، تمثل أحزاب الحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي، والاستقلال، والأصالة والمعاصرة، حول ارتفاع سعر المحروقات وغلاء الأسعار، وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، ودور مجلس المنافسة، وذلك تفاعلاً من النواب مع حملة مقاطعة 3 منتجات، إن الحكومة «تقوم بعملها وتراقب المنافسة»، مقراً بأن سعر البنزين مرتفع. إلا أنه دعا النواب إلى عدم الخلط بين الطاقة الشرائية للمواطنين وبين ارتفاع الأسعار، موضحاً أن سعر البنزين مرتفع بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود فقط، أما من يملك الإمكانات فيجد الثمن مناسباً، حسب تعبيره.
وأوضح الداودي أن المطلوب تجاه ارتفاع الأسعار هو تحسين القدرة الشرائية للمواطنين «لأن الغلاء في العالم كله». وخاطب النواب الذين انتقدوا سياسة الحكومة بشأن تحرير قطاع المحروقات، بقوله هل «تريدون الرجوع إلى الدعم. إذا كان الأمر كذلك فلتتقدموا بمقترح قانون بهذا الخصوص».
وشدد الداودي على أن حل ارتفاع الأسعار هو جلب الاستثمارات الأجنبية والوطنية، وتوفير الشغل «لأن ندرة المواد هي التي تسبب ارتفاع الأسعار، ولذلك علينا مراجعة النمط الاقتصادي لتحسين وضعية المواطن المغربي».
ورداً على تعليقات النواب التي حملت الحكومة مسؤولية عدم قدرتها على التحكم في أسعار المحروقات، وعجزها عن مراقبة أسعار المواد الاستهلاكية، قال الداودي إن الفقر تراجع في المغرب من 15 في المائة إلى 4.5 في المائة، وذلك باعتراف المؤسسات الدولية، ودعا النواب لأن «يفرحوا» بهذا الإنجاز الذي حققته البلاد، بدل جلد الذات، مشيراً إلى أن المغرب يتجه نحو القضاء على الفقر المدقع في أفق 2022، أما بخصوص عدم تفعيل مجلس المنافسة، فقد اكتفى الداودي بالقول إن المجلس ينتظر تعيين رئيس جديد وأعضاء جدد.
من جهة أخرى، طالب الداودي، الذي لم يشر في أجوبته إلى حملة المقاطعة، النواب، بتحمل مسؤوليتهم أيضاً، بدل إلقاء اللوم على الحكومة فقط، وسألهم عن مصير التقرير الذي أنجزوه حول قطاع المحروقات، داعياً إياهم إلى الكشف عن نتائجه لتستفيد منه الحكومة.
من جهته، وجه النائب عبد اللطيف وهبي، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، سؤالاً إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني حول «تزايد الاحتقان الاجتماعي بسبب غلاء الأسعار واستفزازات بعض أعضاء الحكومة»، الأمر الذي دفع بشرائح واسعة من المواطنين إلى الانخراط بشكل تلقائي في حملة مقاطعة عدد من المنتجات والشركات.
وسأل وهبي، العثماني، عن الإجراءات والتدابير التي يعتزم اتخاذها «بهدف إيقاف نزيف هذه الأزمة المرتبطة بغلاء الأسعار»، كما طلب منه توضيح ملابسات ما صدر من تصريحات عن عضو في حكومته. وتستمر في المغرب حملة مقاطعة 3 منتجات تخص 3 شركات محددة، هي حليب «سنترال»، والماء المعدني «سيدي علي» ومحطات «أفريقيا» لتوزيع الوقود. وأطلقت الحملة من قبل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي منذ 20 أبريل (نيسان) الماضي، وقد تسببت تصريحات لمحمد بوسعيد، وزير الاقتصاد والمالية المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، التي وصف فيها المقاطعين بـ«المداويخ» في تفاقم الحملة. كما أن نعتَ المدير التجاري لشركة الحليب، المقاطعين، بأنهم «خونة الوطن»، جعل الحملة تتوسع وينضم إليها كثيرون.
ولم ينفع الاعتذار الذي قدمته الشركة عن «التصريحات الحادة»، التي صدرت عن مسؤولها، في إقناع المقاطعين بتعليق الحملة، رغم تأكيد الشركة أن تلك التصريحات لا تعكس الموقف الرسمي للشركة، التي أعربت عن «احترامها العميق لجميع المستهلكين المغاربة، وتبذل قصارى جهدها للإنصات إليهم وتفهمهم». كما اتخذت الحملة أبعاداً سياسية بعد أن رأى البعض أنها تستهدف عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يشغل منصب وزير الفلاحة والصيد البحري، ومالك شركة «أفريقيا» لتوزيع الوقود، الذي سبق أن هاجمه عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية السابق، بشدة، محذراً من خطر «الجمع بين المال وبين السلطة» على البلاد، خصوصاً بعد أن أصبح أخنوش يتصدر المشهد السياسي في المغرب منذ إعفاء ابن كيران من رئاسة الحكومة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.