مقتل 6 فلسطينيين بعد محاولة اجتياز الحدود... و«القسام» تتوعد بالانتقام

«حماس»: أفشلوا منظومة تجسس إسرائيلية... وتل أبيب تنفي

فلسطينيات يبكين خلال مراسم تشييع جثامين عناصر القسام الذين قتلوا في انفجار مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيات يبكين خلال مراسم تشييع جثامين عناصر القسام الذين قتلوا في انفجار مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل 6 فلسطينيين بعد محاولة اجتياز الحدود... و«القسام» تتوعد بالانتقام

فلسطينيات يبكين خلال مراسم تشييع جثامين عناصر القسام الذين قتلوا في انفجار مساء أول من أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيات يبكين خلال مراسم تشييع جثامين عناصر القسام الذين قتلوا في انفجار مساء أول من أمس (أ.ف.ب)

قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أمس إن الشبان الستة الذين قتلوا في انفجار داخلي في غزة مساء أول من أمس، وجميعهم من كتائب القسام التابعة لحركة حماس، قضوا أثناء متابعتهم حدثا أمنيا خطيرا أعدته إسرائيل، موضحا أنهم أحبطوا عملية أمنية، لكن دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأضاف هنية أثناء تشييع جثامين عناصر القسام أن «المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام تخوض معركة عقول مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي على جبهات عدة، منها المسلح والأمني والسياسي والإعلامي... «القسام» أحبطت مئات العمليات الأمنية والاستخبارية بفضل الله، وفضل هذه الثلة المؤمنة من الشهداء».
وتابع هنية موضحا «أن ما قاموا به من عملية أمنية معقدة حفظ العمق الأمني للمقاومة الفلسطينية... وهذه المعركة المفتوحة مع الاحتلال، والتي هي محطة على محطات الصراع، ستزيدنا ثباتا وثقة وعنفوانا وقوة».
ووصف هنية قتلى «القسام» الستة بأنهم «البنية الصلبة لعمل خاص في كتائب القسام... ونحن نشيعهم اليوم ونستشعر إرهاصات النصر رغم وجع الفراق».
وتعهد هنية بأن المقاومة «ستسدد الضربات واللكمات للاحتلال، وصولا للحظة التي نرفع فيها رايات النصر والتحرير على أرض فلسطين».
وكان ستة من عناصر «القسام» قتلوا في انفجار داخلي في دير البلح وسط قطاع غزة.
وأعلن أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في القطاع، عن وصول «ستة شهداء أشلاء، وثلاث إصابات بجراح مختلفة إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح».
وفي الوقت الذي قالت فيه «القسام» إن «عناصرها الستة الذين ارتقوا في تفجيرٍ مساء أول من أمس أفشلوا أكبر منظومة تجسس فنية زرعها الاحتلال في قطاع غزة خلال العقد الأخير للنيل من الشعب الفلسطيني ومقاومته»، نفت إسرائيل أي علاقة لها بالانفجار.
وجاء في بيان للقسام «لقد نجح شهداؤنا في الوصول إلى تلك المنظومة الخطيرة، وتمكنوا من حماية شعبنا ومقاومته من مخاطر غاية في الصعوبة، وأفشلوا هذا المخطط الاستخباري التجسسي الكبير، الذي كان يعول عليه الاحتلال وأجهزة مخابراته».
وأبرزت «القسام» أن هناك جوانب مهمة في هذا الحدث الكبير «سنكشفها أمام شعبنا الفلسطيني، وسنضعه في تفاصيلها خلال مرحلة لاحقة». محمّلة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة وعن جرائم أخرى سابقة، وقالت إنه «سيدفع الثمن غالياً، وتسديد فاتورة الحساب قادمٌ لا محالة، والنتائج ستكون مؤلمة». مضيفة أن «الشهداء قدموا أرواحهم الطاهرة فداءً لشعبهم، وهم يتعاملون مع هذه المنظومة الخطيرة، التي كانت تحمل في تركيبتها التفجير الآلي (التفخيخ) كما أعدها العدو».
وأضاف بيان القسام موضحا «نقف اليوم بكل شموخ وإباء أمام هذه الثلة من المجاهدين الأطهار، الذين أنجزوا على مدار سنين عملهم مهمات حساسة في إطار حرب العقول مع الاحتلال، وحققوا إنجازات مهمة في حماية مشروع المقاومة، كان آخرها وأخطرها حدث السبت الذي قضوا فيه شهداء».
ونعت القسام كلا من «القائد الميداني محمود وليد حسن الأستاذ، والقائد الميداني وسام أحمد محمد أبو محروق، والقائد الميداني طاهر عصام سلامة شاهين، والقائد الميداني موسى إبراهيم محمود سلمان، والمجاهد محمود محمد عبد الرحمن الطواشي، والمجاهد محمود سعيد حلمي القيشاوي».
لكن إسرائيل رفضت رواية «حماس»، إذ قال متحدث عسكري إسرائيلي إن «الجيش ليس له دور في هذا الحادث بأي شكل». فيما ذكرت القناة العاشرة العبرية أن الانفجار وقع في قطاع غزة نتيجة محاولة نشطاء من «حماس» تفكيك صاروخ عثر عليه في المنطقة من مخلفات الحرب الأخيرة عام 2014.
وفي أحداث لاحقة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل اثنين من المتظاهرين برصاص الاحتلال شرق خزاعة شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مجموعة من الشبان قاموا باجتياز الحدود.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنه تم «إحباط محاولة تسلل مخربين إلى داخل إسرائيل، والمساس ببنية تحتية أمنية على الحدود مع قطاع غزة».



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».