الدينار التونسي يتراجع لمستوى قياسي

سيناريو التعويم يلوح في الأفق

TT

الدينار التونسي يتراجع لمستوى قياسي

سجل الدينار التونسي تراجعاً قياسياً أمام العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، وتجاوز للمرة الثانية منذ بداية السنة الحالية عتبة 3 دنانير تونسية لكل وحدة نقدية أوروبية.
وقدر سعر بيع اليورو، أمس، في معظم البنوك العمومية والخاصة في تونس بنحو 3.0002 دينار تونسي، وهو ما أعاد الحديث محلياً عن إمكانية تعويم العملة المحلية، واحتكامها للعرض والطلب في السوق. واستقر سعر الدولار الأميركي في حدود 2.4559 دينار تونسي، مسجلاً بدوره بعض الأرباح على حساب العملة المحلية، دون أن يتخطى عتبة دينارين ونصف الدينار المتوقعة منذ فترة.
ولم يتأثر الدينار التونسي إيجابياً بما أعلنته الحكومة التونسية منذ بداية السنة الحالية من تحسن على مستوى الميزان التجاري، وزيادة الصادرات بنسبة 43 في المائة.
وفي هذا الشأن، قال وليد بن صالح، الخبير المالي، إنه لا خوف من تعويم الدينار التونسي، على غرار ما حدث للجنيه المصري. ورغم ذلك، أبدى تخوفه من صعوبة توقع المسار الذي سيتخذه الدينار التونسي، مضيفاً: «إلا أن الوضعية مختلفة عما عرفته العملة المصرية، التي وضع صندوق النقد الدولي شروطاً محددة لتعويمها. أما الدينار التونسي، فقد طلب الصندوق نفسه عدم التدخل في السوق المالية إلا في حدود 150 مليون دينار تونسي (نحو 50 مليون يورو)، والخضوع فيما تبقى لأحكام السوق».
وتراجع الدينار التونسي أمام اليورو خلال سنة 2017 بنسبة 19 في المائة، فيما تقلّص عجز الميزان التجاري بنحو الربع خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2018، مقارنة بالفترة نفسها من 2017.
وكان محافظ البنك المركزي، مروان العبّاسي، قد اعترف بدوره، في تصريح إعلامي سابق، بالتدهور الحاد لقيمة الدينار، وقال إن من شأنه أنّ يغذّي التضخّم والاحتجاجات الاجتماعيّة في بلد شهد تعاقب 8 حكومات منذ ثورة 2011.
ومن النتائج الأولية لما بلغه الدينار من تراجع، سجلت الأسعار ارتفاعاً نتيجة زيادة الموردين لتعريفاتهم، مما سيكون لها الأثر البالغ على التضخم هذه السنة 2018، الذي قد يصل إلى مستويات قياسية، وبالتالي ضرب القدرة الشرائية للمواطن.
وبمتابعة أسعار الصرف المعروضة أمس بالبنوك التونسية، فقد عرض البنك التونسي الكويتي بيع اليورو بـ3.015 دنانير، فيما عرض بنك تونس العربي سعر 3 دنانير عن اليورو الواحد.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.