المفاوضات الأميركية ـ الصينية «بناءة وصريحة»... لكنها لم تحسم الخلافات

ترمب قال إن بكين «تستفيد كثيراً» من مكاسبها التجارية مع واشنطن

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

المفاوضات الأميركية ـ الصينية «بناءة وصريحة»... لكنها لم تحسم الخلافات

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

فشل يومان من المفاوضات التي أجراها وفد أميركي رفيع المستوى مع مسؤولين صينيين في بكين، في حل الخلافات التجارية بين الجانبين قبل أقل من 3 أسابيع على دخول رسوم جمركية أميركية حيز التنفيذ.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت متأخر الجمعة، أن الصين «تستفيد كثيراً» من المكاسب التجارية التي تحققها إزاء الولايات المتحدة، وذلك بعد عودة وفد اقتصادي أميركي رفيع من محادثات في بكين.
وكتب ترمب في تغريدة: «وفدنا الرفيع في طريق عودته من الصين، حيث عقد اجتماعات طويلة مع مسؤولين صينيين وممثلين لقطاع الأعمال».
وأضاف: «سنلتقي لتحديد النتائج، لكن الوضع صعب بالنسبة إلى الصين التي باتت تستفيد كثيراً من مكاسبها التجارية».
وكان ترمب اتهم الصين بممارسات «غير نزيهة» أدت إلى عجز ضخم في الميزان التجاري الأميركي مع بكين، كما ندد بـ«سرقة» الملكية الفكرية الأميركية.
وتواجه الصين تهديد رسوم جمركية جديدة قد تفرض اعتباراً من 22 مايو (أيار) وتطول نحو 50 مليار دولار من المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة.
وتلوح بكين بالرد من خلال فرض ضرائب بقيمة 50 مليار دولار على وارداتها من منتجات أميركية مثل الصويا والسيارات ولحوم الأبقار وغيرها.
من جهتها، أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية في بيان، أن «الجانبين أقرا بوجود خلافات كبيرة حول بعض المسائل، وأن عليهما مواصلة العمل لتحقيق تقدم».
وتابع البيان: «تبادل الجانبان الآراء حول زيادة الصادرات إلى الصين وتبادل الخدمات والاستثمار الثنائي وحماية حقوق الملكية الفكرية وحل مسائل الرسوم الجمركية». وأضاف أن الجانبين «اتفقا في بعض النواحي» من دون إعطاء تفاصيل وأنهما قررا إنشاء «آلية عمل» لمواصلة المحادثات.
وكانت بكين تعهدت إجراء إصلاحات على عدة مستويات في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك رفع القيود على ملكية الأجانب لشركات تصنيع السيارات والسماح للمستثمرين الأجانب بامتلاك حصص كبيرة في شركات مالية.
إلا أن لائحة المطالب التي تقدمت بها واشنطن أظهرت أن هذه الإجراءات لا تزال أقل بكثير من التوقعات الأميركية.
واعتبر البيت الأبيض أن المحادثات «صريحة» من دون الإشارة إلى أنها ستستكمل.
ونقلت «رويترز» عن مصدرين مطلعين على المحادثات قولهما إن الولايات المتحدة طلبت من الصين خفض فائضها في التجارة مع الولايات المتحدة بواقع 200 مليار دولار، ووقف الدعم لصناعات التكنولوجيا المتطورة وخفض حاد للرسوم الجمركية على الواردات إلى المستويات المطبقة في الولايات المتحدة.
وسجلت الصين فائضاً في تجارة السلع بقيمة 375 مليار دولار مع الولايات المتحدة في 2017.
وجرى تقديم القائمة الطويلة من المطالب إلى بكين قبل بدء محادثات يومي الخميس والجمعة بين مسؤولين على مستوى عالٍ من إدارة ترمب ونظرائهم الصينيين، في مسعى لتسوية خلافات يهدد بحرب تجارية مدمرة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وانتهت المحادثات التي وصفتها وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء بأنها «بناءة وصريحة وفعالة»، لكن ما زالت هناك خلافات «كبيرة نسبياً».
ولم يقدم الجانب الأميركي بعد رؤيته للمحادثات، ولا يوجد مؤشر على أن الرئيس دونالد ترمب سيتراجع عن تهديده لفرض رسوم على بضائع صينية تصل قيمتها إلى 150 مليار دولار، بسبب اتهامات بسرقة حقوق الملكية الفكرية.
وقال ترمب في تصريحات للصحافيين في واشنطن، إنه عازم على تحقيق النزاهة في العلاقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأضاف: «سنقوم بالإعلان عن بعض الصفقات التجارية الرائعة»، مضيفاً أن لديه «احتراماً كبيراً» للرئيس الصيني شي جينبينغ. وقال: «هذا هو السبب في أننا كنا لطفاء جداً، لأن لدينا علاقة رائعة».


مقالات ذات صلة

هل بدأ الانفصال بين أكبر اقتصادين؟ وما تبعاته على البلدين والعالم؟

الاقتصاد امرأة تسير نحو مدخل مصنع أحذية في منطقة صناعية بدونغقوان مقاطعة قوانغدونغ الجنوبية في الصين (أ.ف.ب) play-circle

هل بدأ الانفصال بين أكبر اقتصادين؟ وما تبعاته على البلدين والعالم؟

مع الرسوم الجمركية الجديدة التي طرحها دونالد ترمب على الصين، يُطرح كثير من التساؤلات عمّا إذا كان «فك الارتباط» بين أكبر اقتصادين في العالم قد بدأ بالفعل.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد متسوّق ينظر إلى الأطعمة المجمدة في سوبر ماركت «ألبرتسونز» في سياتل بواشنطن (رويترز)

تراجع غير متوقع في إنفاق المستهلكين الأميركيين

سجّل إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة تراجعاً غير متوقع في يناير، إلا أن ارتفاع التضخم قد يمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي مبرراً لتأجيل خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

المستثمرون يعززون مراكزهم في صناديق الأسهم الأميركية

زاد المستثمرون حيازاتهم في صناديق الأسهم الأميركية خلال الأسبوع المنتهي في 26 فبراير بدعم من الثقة في مرونة الاقتصاد الأميركي وتوقعات بخفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شاشة تعرض أخباراً مالية عن «إنفيديا» في بورصة نيويورك (أ.ب)

«إنفيديا» تدعم ارتفاع سوق الأسهم الأميركية بعد فترة من التراجع

ساعدت شركة «إنفيديا» في دعم سوق الأسهم الأميركية، يوم الخميس، حيث ارتفعت المؤشرات بعد فترة صعبة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لافتة «نوظف الآن» لغسيل السيارات على طول أحد شوارع ميامي بولاية فلوريدا (رويترز)

ارتفاع طلبات إعانات البطالة في الولايات المتحدة

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«منشآت» السعودية ترصد زيادة عدد السجلات التجارية إلى 67 %

مبنى الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (الشرق الأوسط)
مبنى الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (الشرق الأوسط)
TT

«منشآت» السعودية ترصد زيادة عدد السجلات التجارية إلى 67 %

مبنى الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (الشرق الأوسط)
مبنى الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (الشرق الأوسط)

بلغ عدد السجلات التجارية في السعودية 1.6 مليون سجل، في الربع الأخير من العام الماضي، بزيادة نسبتها 67 في المائة على أساس ربع سنوي.

وفق تقرير مرصد المنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية للربع الأخير من 2024، الذي أصدرته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، تَركَّز معظمها في العاصمة الرياض بنسبة 39 في المائة، تليها منطقة مكة المكرمة بنسبة 17 في المائة، ومنطقة الشرقية بنسبة 16 في المائة، ثم منطقة القصيم بنسبة 6 في المائة، ومنطقة عسير بنسبة 5 في المائة، بينما جرى توزيع بقية السجلات التجارية على بقية المناطق بنسبة 17 في المائة.

ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس»، تُركز النسخة الحالية من التقرير على الاستدامة وأبرز الاتجاهات التي تتبناها المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والاقتصاد الدائري والطاقة المتجددة، وإعادة التشجير، والمشاريع البيئية الكبرى، وتطوير السياحة البيئية، واعتماد السيارات الكهربائية، إلى جانب التعاون مع المبادرات الحكومية، والمساهمة في تقارير الاستدامة.

واستهلَّ التقرير بكلمةٍ افتتاحية لوكيل الوزارة للسياسات والتخطيط الاقتصادي بوزارة الاقتصاد والتخطيط، راكان آل الشيخ، أشار فيها إلى برنامج «رواد الاستدامة» الذي أطلقته الوزارة، بهدف تعزيز تبادل المعرفة وأفضل الممارسات بين الشركات الكبرى والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بما يضمن استفادة المشاريع الصغيرة من خبرات الشركات الرائدة في مجال الاستدامة، مؤكداً أهمية تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الاستفادة من الفرص الواعدة بمجال الطاقة المتجددة، وحلول التقنية الخضراء، ومبادرات الاقتصاد الدائري.

وسلّط التقرير الضوء على رؤى الخبراء وقصص النجاح في مجال الاستدامة، بما في ذلك مقابلات مع المسؤولين في عدد من الشركات، وغيرهم من الخبراء والمختصين في مجال ريادة الأعمال.

ويشير التقرير إلى أرقام المستفيدين حتى نهاية الربع الأخير من عام 2024، من البرامج والخدمات التي تقدمها «منشآت»، تجسّدت في استفادة أكثر من 51 ألفاً من أكاديمية منشآت، ونحو 41 ألف منشأة صغيرة ومتوسطة من مراكز الدعم، التابعة للهيئة، وما يقارب 6.1 ألف مستفيد من منصة «مزايا»، في حين تأهلت 2100 منشأة صغيرة ومتوسطة للحصول على خدمة «جدير»، و4258 مستفيداً من مراكز الابتكار، وإدراج 205 علامات تجارية على منصة «مركز الامتياز التجاري»، التابعة للهيئة.

يُذكر أن تقرير مرصد المنشآت الصغيرة والمتوسطة يأتي ضمن سلسلة تقارير ربعية تصدرها «منشآت»، تستعرض خلالها أحدث مستجدّات بيئة ريادة الأعمال وآخر الأرقام والإحصائيات، إلى جانب سلسلة تقارير متخصصة تصدرها «منشآت» دورياً حول مواضيع تهمُّ رواد الأعمال في المملكة؛ وذلك بهدف توفير مرجع موثوق للمعلومات والأرقام أمام رواد الأعمال والمستثمرين والمهتمين.