إخفاق {محافظي} الحوثيين في التجنيد يربك خليفة الصماد

أنباء عن تغيير في حكومة الانقلاب بعد إهانات «لفظية» من المشاط لبن حبتور

TT

إخفاق {محافظي} الحوثيين في التجنيد يربك خليفة الصماد

أفاد موظفون ومصادر حزبية يمنية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن الرئيس الجديد لمجلس حكم الميليشيات الحوثية وصهر زعيم الجماعة، مهدي المشاط، توعد المحافظين غير الشرعيين المعينين من قبل الجماعة بالاعتقال والإقالة من مناصبهم، على خلفية إخفاقهم في حشد الأعداد المطلوبة من المجندين الجدد، بالتزامن مع توجيه إهانات لفظية لرئيس حكومته الانقلابية عبد العزيز بن حبتور، يرجح أنها مؤشر على سعي الجماعة لإطاحته من منصبه.
وقالت المصادر إن تهديدات المشاط جاءت خلال اجتماع عقده في مكان سري مع المحافظين ورئيس حكومة الانقلاب غير المعترف بها عبد العزيز بن حبتور، قبل أيام في العاصمة صنعاء، حيث طالبهم بالتفاني في عملية استقطاب المجندين بالتنسيق مع زعماء القبائل وإغرائهم بالحصول على رواتب شهرية وأسلحة شخصية، لقبول الالتحاق بمعسكرات التدريب التي أقامتها الجماعة.
وبحسب ما أفادت به المصادر، فإن المشاط أمر محافظي جماعته، بإقالة كل القيادات المحسوبة على حزب «المؤتمر الشعبي» والرئيس الراحل علي عبد الله صالح، من الوظائف التي يتولونها في المؤسسات الخاضعة لسيطرة الجماعة، لجهة اتهامه لهم بأنهم يمارسون أدوارا مشبوهة لتشويه صورة الميليشيات وزعيمها عبد الملك الحوثي، وتحريض الموظفين على عرقلة عمل هذه المؤسسات.
وكشفت المصادر عن أن رئيس ميليشيا الانقلاب، أطلق جملة من الشتائم بحق محافظي الجماعة في المحويت وحجة وعمران، ونسب إليهم أنهم فاشلون لجهة تحشيد المقاتلين وجمع الأموال اللازمة للمجهود الحربي، كما وجه إهانات أخرى لرئيس حكومة الانقلاب بن حبتور لجهة اتهامه بعدم التطبيق العملي للخطاب الثقافي الطائفي الذي تتبناه الميليشيات في أوساط القطاعات الحكومية الخاضعة للجماعة.
ورجحت المصادر بأن القادة الحوثيين في صنعاء باتوا يتداولون في مجالسهم أنباء تفيد بأن مهدي المشاط يدرس تكليف شخصية جنوبية مقربة من جماعته خلفا لابن حبتور، على رأس حكومة انقلابية جديدة، تتضمن 19 وزيرا فقط. كما تفيد بأنه سيتم اختيار الوزراء الجدد من العناصر الأكثر ولاء للجماعة، وتحديدا من المنتمين لسلالة زعيمها، وذلك في سياق مخطط يفضي للتخلص من عدد الوزراء الحاليين الذين ترى فيهم الجماعة مصدر قلق وإزعاج لها، بسبب عدم ولائهم الخالص لها، وتصاعد هواجسها بشأن إقدامهم على الانشقاق عنها.
وعلى وقع تهديدات المشاط، كثف محافظو الجماعة في المحويت وحجة وعمران في اليومين الأخيرين من أنشطتهم في الأوساط القبلية، على مستوى المديريات والمناطق التابعة لها في مسعى لتحشيد المجندين، واستقطاب الشباب العاطلين عن العمل إلى صفوف الميليشيات، بعد إخضاعهم لدورات طائفية.
ويأتي التشديد الحوثي على استقطاب المجندين وجمع الأموال في الوقت الذي تتكبد فيه جماعتهم خسائر غير مسبوقة جراء تساقط عناصرها القياديين والمقاتلين معها في مختلف جبهات القتال، في ظل الضربات الموجعة التي يوجهها طيران تحالف دعم الشرعية وقوات الجيش اليمني، وعلى وجه الخصوص في جبهات صعدة والساحل الغربي.
وفي سياق متصل، كثف قادة الميليشيات الحوثية في صنعاء من لقاءاتهم بموظفي المنظمات الدولية العاملة في اليمن، في مسعى إلى تطويعهم لخدمة أجندة الجماعة في توجيه المساعدات الإنسانية لصالح المنظمات المحلية الشريكة التي أنشأتها الجماعة في السنوات الثلاث الماضية، لجهة الاستحواذ على الجزء الأغلب من الدعم الإنساني، وحصره على أتباعها، وتسخير القدر الأكبر منه للمجهود الحربي.
وكشفت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» عن أن رئيس حكومة الانقلاب بن حبتور، التقى المنسقة الأممية الجديدة والممثلة المقيمة في اليمن ليز غراند، وانتزع منها وعودا بتسخير الجهد الأممي بما يتوافق وأهداف الميليشيات في مناطق سيطرتها، إلى جانب إقناعها بعدم الاستجابة لمطالب الحكومة الشرعية بنقل المقرات الأممية من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن.
وفي الوقت الذي تتنصل فيه الجماعة الحوثية من دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها، وتحويل العائدات الضخمة لتمويل المجهود الحربي، إضافة إلى سعيها الحثيث للضغط من أجل إعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات الاعتيادية لتسهيل تحركات عناصرها من وإلى اليمن، إضافة إلى استقدام الخبراء العسكريين من إيران ولبنان، قالت المصادر الحوثية إن المنسقة الأممية كشفت عن إحراز تقدم في سياق تنفيذ ضغوط الجماعة.
وبحسب ما أفادت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أوضحت المنسقة الأممية، أنه تم التوصل إلى اتفاق أولي بشأن عمل جسر جوي طبي عبر مطار صنعاء الدولي، يتم بموجبه إفساح المجال أمام نقل المرضى الذين تستدعي حالتهم الصحية العلاج في الخارج، من صنعاء مباشرة إلى الدول الأخرى.
وقالت إنه تم التوصل خلال زيارتها للعاصمة الأميركية واشنطن ومشاركتها في اجتماع مجلس إدارة البنك الدولي، إلى اتفاق بشأن توفير سلال غذائية للمعلمين والمعلمات، سيبدأ توزيعها عليهم في 107 مديريات تعتبر من أكثر المديريات تضررا في الجانب الإنساني، بخلاف العمل في اتجاه توفير حوافز مالية لجميع التربويين الذين لا يتقاضون رواتبهم.
وعلى صعيد منفصل، أثار تحرك الحكومة الشرعية لجهة إصلاح المنظومة القضائية وإعادة بنائها من العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة الأخرى، حفيظة الميليشيات في صنعاء، بخاصة بعد القرارات الأخيرة التي اتخذها مجلس القضاء الأعلى بإلغاء المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء ونقلها إلى مأرب.
وبحسب المصادر الرسمية للميليشيات الحوثية، عقد القضاة الموالون للجماعة في صنعاء اجتماعا برئاسة القاضي الحوثي المعين لرئاسة النسخة الحوثية من مجلس القضاء الأعلى في اليمن، أحمد المتوكل، حيث أيد المجتمعون رئاسة مهدي المشاط لمجلس حكم الانقلاب، وأصدروا قرارا للنيابة التابعة لهم للتحقيق مع أعضاء ورئيس مجلس القضاء الأعلى الشرعي في عدن، لجهة أنهم غير شرعيين، وأن قراراتهم باطلة، وتستدعي العقوبة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.