أبدى الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، تقديره للجهود الكبيرة التي يقوم بها مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات (كايسيد)، مجدداً دعمه لـ«منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي» التي أطلقت في فبراير (شباط) الماضي بفيينا.
والتقى علام في مقر دار الإفتاء بالقاهرة أمس، وفداً من مركز الملك عبد الله برئاسة فهد أبو النصر المدير العام للمركز، والدكتور محمد أبو النمر مستشار المركز، وبحضور أعضاء برنامج الزمالة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في المنطقة العربية، الذي يعقد تحت مظلة «منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي».
وأكد علام خلال اللقاء أن «الأديان جميعها تدعو إلى الحوار والتقارب والعيش المشترك مع ضمان حرية الاعتقاد؛ لأن العيش في الكون يحتاج لوجود أرضية مشتركة وتقارب وتعارف بين الناس جميعاً باختلاف معتقداتهم من أجل تحقيق الغرض الأسمى وهو عمارة الأرض». مضيفاً: أن «الله سبحانه وتعالى قد جعل التنوع بين الناس لحكمة يعلمها، ووضع أسباباً ومعايير تعين على التقارب والتعارف والتعاون فيما بينهم»، مشيراً إلى أن كل خلل يحدث نتيجة لفهم خاطئ للنصوص الدينية ويوحي بضرورة الصراع بين أتباع الأديان، هو أمر بعيد تماماً عما جاءت به الشرائع ويخالف الفطرة الإنسانية السليمة».
وكشف المفتي عن أن دار الإفتاء قامت بإعداد دراسة وصفية بعنوان «فتاوى الظلام» لرصد وتحليل أهم الفتاوى التي صدرت عن «المتشددين» حول أحكام التعامل مع المسيحيين ودور عبادتهم. لافتاً أنه تم اختيار 5500 من الفتاوى كعينة للدراسة؛ والتي تجيب عن أسئلة مثل: «ما حكم تهنئة المسيحيين بعيدهم؟ أو حكم بناء الكنائس؟»، موضحاً أن الدراسة توصلت إلى أن نسبة أحكام التحريم والكراهة في التعاملات مع غير المسلمين مجتمعة في فتاوى «المتشددين» وصلت إلى 90 في المائة من جملة الأحكام، وهو وإن كان يدل على عقلية متشددة ومتطرفة؛ فهو في الوقت نفسه يتنافى تماماً مع ما جاءت به نصوص الشريعة الإسلامية الصريحة والصحيحة، من الحث على حسن المعاملة والعيش المشترك والتعامل معهم بالبر والقسط.
وقال إن غالبية الأحكام التي خلصت إليها الدراسة تصطدم مع نصوص الشرع الشريف في التعامل مع غير المسلمين المسالمين المشاركين في الوطن، والتي جاءت تؤكد عظمة الإسلام وسماحته تجاه الآخر... كما أن ردود الفتاوى «المتشددة» تجاهلت المصلحة العامة للأمة، وكانت نظرتها قاصرة وتناست أن الدولة الإسلامية عبر تاريخها قد ضمنت لأهل الكتاب كافة حقوقهم، حتى حقهم ببناء الكنائس ودور العبادة.
في السياق نفسه، أشار الدكتور علام إلى ما تقوم به دار الإفتاء من مجهودات عبر الفضاء الإلكتروني، وخاصة عبر الصفحات الرسمية للدار على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بلغ عدد المتابعين لها ما يقرب من 7 ملايين متابع من مختلف دول العالم، وهذه الصفحات تبث بلغات مختلفة، فضلاً عن مجلة «إنسايت» (Insight) التي أطلقتها للرد على مجلة «دابق» التي يصدرها تنظم داعش الإرهابي باللغة الإنجليزية.
من جانبه، عبر المدير العام لمركز الملك عبد الله للحوار، والوفد المرافق له عن تقديرهم لما تقوم به دار الإفتاء لنشر ثقافة العيش المشترك والحوار في مصر والمنطقة العربية والعالم، مضيفاً: «إننا في المنطقة العربية خصوصاً في حاجة إلى مثل هذه القيادات الدينية والمؤسسات الوسطية الرائدة من أجل تحصين المجتمعات من الفكر المتشدد ونشر الاعتدال وبناء جسور الحوار والعيش المشترك»، مبدياً تطلعه لمزيد من التعاون والتنسيق في هذا الشأن.
مفتي مصر يُبدي تقديره لجهود مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان
علام قال إن 90 % من فتاوى «المتطرفين» تُحرم التعامل مع غير المسلمين
مفتي مصر يُبدي تقديره لجهود مركز الملك عبد الله للحوار بين الأديان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة