عشائر الأنبار تهدد بفض ساحات الاعتصام في غضون يومين

غداة مقتل ابن شقيق رئيس مجلس إنقاذها برصاص مجهولين

عشائر الأنبار تهدد بفض ساحات الاعتصام في غضون يومين
TT

عشائر الأنبار تهدد بفض ساحات الاعتصام في غضون يومين

عشائر الأنبار تهدد بفض ساحات الاعتصام في غضون يومين

كشف الشيخ حميد الشوكة، رئيس مجلس شيوخ عشائر الأنبار، عن أن مؤتمرا عشائريا كان سيعقد في وقت لاحق أمس أو اليوم «لبحث قضية ساحات الاعتصام التي خرجت عن نطاقها الطبيعي والمعقول على كل المستويات».
وقال الشوكة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حصل من استهداف لنجل الشيخ محمد الهايس وقبله وربما من سيأتي بعده إنما يدل بوضوح على أن هناك طرفا يسعى لإسكات كل صوت ينادي بوحدة العراق وعدم تدخل أي طرف أو أجندات خارجية في هذا البلد»، مضيفا أن «أصحاب هذه الأصوات الوطنية هم من بات يدفع الثمن وبالتالي نحن الآن بتنا ملزمين باتخاذ قرار حازم في سبيل وقف نزيف الدم في محافظة الأنبار».
وحمل الشوكة ساحات الاعتصام في الرمادي مسؤولية ما يجري، معتبرا أن «هذه الساحات خرجت منذ وقت طويل عن الأهداف التي خرج الناس من أجلها، وكنا ندعم هذه الساحات والمطالب، لكننا رأينا الأمور وقد خرجت عن نطاق السيطرة وهناك من حاول ركوب الموجة من السياسيين الذين لا يهمهم الدفع بأي اتجاه ما دامت مصالحهم مضمونة في كل الأوقات». وأشار الشوكة إلى أن «القرار برفع الخيام أصبح حتميا، وهو لا يتعارض على الإطلاق مع المفاوضات التي تجريها الحكومة المحلية مع رئيس الوزراء نوري المالكي، لأن المطالب معروفة ولا تحتاج إلى خيام وخطب لتنفيذها، بل إن الخطب واستمرار الاعتصامات كانت ولا تزال أحد العوامل في عدم تحقيق أي تقدم في أية مفاوضات لأن هناك من يريد أن يرفض بعد أن صادر إرادة المعتصمين الحقيقيين».
وكان ليث محمد الهايس ابن شقيق رئيس مجلس إنقاذ الأنبار، حميد الهايس، قتل وأصيب مدني بهجوم مسلح وسط الرمادي مساء أول من أمس. وطبقا للمعلومات التي أفادت بها مصادر أمنية فإن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة حديثة أطلقوا النار من أسلحة كاتمة للصوت باتجاه سيارة مدنية يستقلها ليث محمد الهايس، الذي يرأس والده تنظيم «أبناء العراق»، لدى مرورها في الحي الصناعي وسط الرمادي، «ما أسفر عن مقتله وإصابة مدني كان برفقته بجروح متفاوتة».
وإثر التوتر الحاصل بين تنظيم «أبناء العراق»، الذي تأسس قبل شهور بدعم من الحكومة العراقية، وساحات الاعتصام، فقد قررت شرطة الأنبار فرض حظر شامل على تجوال الأشخاص والمركبات والدراجات النارية في مدينة الفلوجة وحتى إشعار آخر، بعد الحصول على معلومات استخبارية تفيد بنية الجماعات المسلحة استهداف المؤسسات الحكومية والمدنيين. من جهته، حمل فارس إبراهيم، عضو المجلس التأسيسي لتنظيم «أبناء العراق»، ساحات الاعتصام مسؤولية مقتل ليث الهايس. وقال إبراهيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ساحات الاعتصام أعلنت قبل يومين باب التطوع للجهاد، وهو ما يعني بالنسبة لنا أنهم أعلنوا ما سموه جهادا على أبناء الأنبار، وها هي أولى بوادر ذلك باستهداف نجل زعيم المجلس التأسيسي لأبناء العراق»، معتبرا أن «إزالة الخيام من الطريق السريع أصبحت امرا حتميا ولا مناص منه». وشدد إبراهيم على أن «أبناء العشائر وشيوخها الذين يوجدون في مجلس العزاء اتخذوا قرارا بذلك وسيعلن عبر وسائل الإعلام».
على صعيد متصل، فشلت قوة أمنية مشتركة في اعتقال إمام وخطيب صلاة الجمعة في الفلوجة أمس. وطبقا لمصدر أمني فإن «قوة من شرطة الطوارئ والرد السريع (سوات) داهمت منزل خطيب صلاة الجمعة في ساحة اعتصام الفلوجة الشيخ فاخر الطائي الواقع في منطقة حي نزال، وسط الفلوجة، وعبثت بمحتوياته»، مبينا أن «الطائي لم يكن في المنزل لحظة مداهمته». وكان الطائي كشف خلال صلاة الجمعة الماضية أن المعتصمين في الفلوجة لهم وقفة واجتماع مهم لاتخاذ قرارات وخطوات مهمة، مطالبا مرجعيات أهل السنة والجماعة بأن تضع مشروعا واضحا لتنفيذ المطالب لحماية السنة من الميليشيات والحكومة.
غير أن مسؤول العلاقات العامة في ساحات الاعتصام بالأنبار الشيخ عبد الرزاق الشمري نفى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «يكون أي اتفاق على عقد مثل هذا الاجتماع»، مؤكدا «استمرار المفاوضات مع الحكومة عن طريق محافظ الأنبار شريطة ارتباطها بسقف زمني معقول».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.