استمرار نزف قادة الانقلاب وسط هزائم في صعدة والساحل الغربي

TT

استمرار نزف قادة الانقلاب وسط هزائم في صعدة والساحل الغربي

توالت أمس الهزائم المذلة للميليشيات الحوثية على مستوى الخسائر الميدانية وتساقط كبار القادة الميدانيين، خلال المواجهات التي تخوضها قوات الجيش اليمني والمقاومة الوطنية في كل جبهات صعدة والساحل الغربي، وجراء الضربات المحكمة لطيران تحالف دعم الشرعية. وفي هذا السياق، أكدت مصادر ميدانية يمنية متطابقة مقتل أكثر من 10 من قادة الجماعة الحوثية، في الوقت الذي انهار فيه عناصرها في جبهات «كتاف» شمال صعدة، وفي جبهة الساحل الغربي؛ حيث تلقت ضربات موجعة وخسائر ميدانية واسعة على يد القوات التي يقودها طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، والوحدات العسكرية المساندة لها.
وأشارت المصادر إلى مقتل القيادي الحوثي البارز صبري عبد الكريم سالمين، المعين من قبل الجماعة قائدا للواء الثاني حرس حدود، في جبهة البقع التابعة لمديرية كتاف، شمال صعدة، جراء ضربة جوية لمقاتلات تحالف دعم الشرعية، أودت به مع عدد من مرافقيه. وجاء مقتل القائد الحوثي الذي يحمل رتبة عميد، غداة اعتراف جماعته بمقتل قائد أركانها للمنطقة العسكرية السابعة اللواء المنشق محمود النقيب، جراء ضربة أخرى أدت إلى مصرعه مع ثلاثة من معاونيه في محافظة البيضاء.
وأكدت المصادر مقتل القائد الحوثي أبو عبده القعود، المكلف بجبهة حيس، جراء المواجهات مع قوات طارق صالح، قرب منطقة مفرق البرح غرب تعز، إلى جانب أسر قائد الجماعة في جبهة الوازعية. كما لقي القيادي الحوثي علي أحمد محمد هاشم العزي هو أيضا مصرعه مع عدد من مرافقيه، جراء غارة جوية لمقاتلات التحالف استهدفته في منطقة الجر غرب مديرية عبس، بمحافظة حجة الحدودية، مع عدد من أتباعه، بالتزامن مع مقتل القيادي الموالي للميليشيات محمد عبد الله الجرب الشرفي في الحديدة، بغارة جوية أخرى.
إلى ذلك، نعى ناشطون حوثيون، القيادي في الميليشيات عبد الحفيظ الغماري، وهو المشرف المسؤول عن «الحي السياسي» في صنعاء، وأحد العناصر الذين قادوا الهجوم على منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وقاموا بقتله قبل خمسة شهور. ولم تشر المصادر الحوثية إلى ظروف مقتله؛ إلا أن مراقبين يرجحون مصرعه ضمن قادة آخرين للجماعة ما زالت تتكتم على ذكر مقتلهم، وذلك جراء ضربة جوية لتحالف دعم الشرعية، كانت استهدفت اجتماعا لهم قرب مبنى وزارة الداخلية في صنعاء.
في غضون ذلك، أفادت مصادر ميدانية بأن القوات الحكومية سيطرت على مواقع عدة في جبهة كتاف بصعدة، بالتزامن مع تقدمها غرب صعدة في جبهتي رازح والملاحيظ. ومساء أمس، تواترت أنباء متطابقة عن اندحار الميليشيات الحوثية من عشرات المواقع الاستراتيجية شمال شرق معسكر خالد بن الوليد، في منطقة البرح، على إثر عملية واسعة لقوات طارق صالح وطيران تحالف دعم الشرعية، دارت خلالها مواجهات ضارية، قبل أن تتكبد الجماعة الحوثية عشرات القتلى والجرحى وعددا من آلياتها القتالية.
ومن المتوقع، بحسب مراقبين عسكريين، أن تؤدي خسارة الجماعة الحوثية لهذه المواقع في منطقة البرح، حيث يقبع مفترق استراتيجي من طرق الإمداد، إلى انهيار شامل لعناصرها في الجنوب الغربي لتعز، في مناطق مقبنة والوازعية وموزع.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.