القطاع العقاري البريطاني يوفر فرصاً استثمارية للمستثمرين الخليجيين

مصرف أبوظبي الإسلامي أكد ارتفاع وتيرة الصفقات من جانب المستأجرين بنسبة 20 %

تزايد طلب الخليجيين الباحثين عن استثمارات عقارية في بريطانيا على منتجات التمويل وخدمات الاستشارات («الشرق الأوسط»)
تزايد طلب الخليجيين الباحثين عن استثمارات عقارية في بريطانيا على منتجات التمويل وخدمات الاستشارات («الشرق الأوسط»)
TT

القطاع العقاري البريطاني يوفر فرصاً استثمارية للمستثمرين الخليجيين

تزايد طلب الخليجيين الباحثين عن استثمارات عقارية في بريطانيا على منتجات التمويل وخدمات الاستشارات («الشرق الأوسط»)
تزايد طلب الخليجيين الباحثين عن استثمارات عقارية في بريطانيا على منتجات التمويل وخدمات الاستشارات («الشرق الأوسط»)

أشار تقرير صدر مؤخراً إلى أن القطاع العقاري في المملكة المتحدة يوفر حالياً فرصاً استثمارية مجزية، وهو ما يعكسه تزايد طلب المستثمرين الخليجيين الباحثين عن استثمارات عقارية تجارية وسكنية في المملكة المتحدة، على منتجات التمويل وخدمات الاستشارات العقارية.
وقال «مصرف أبوظبي الإسلامي المملكة المتحدة» في تقرير له إنه في تزايد الحديث عن دخول سوق العقارات السكنية في لندن مرحلة تصحيح في الأسعار، لم يحظَ الأداء القوي للأسواق الإقليمية الستة الكبرى للعقارات المكتبية في المملكة المتحدة - مانشستر، برمنغهام، إدنبره، غلاسكو، ليدز، وبريستول - بنفس القدر من التركيز والاهتمام.
وذكرت التقارير أن سوق العقارات المكتبية الإقليمي شهد أداءً قياسيا في العام الماضي، حيث ارتفعت وتيرة الصفقات من جانب المستأجرين بنسبة 20 في المائة مقارنة بالعام 2016. ونتيجة للطلب القوي على المساحات المكتبية، ومحدودية المعروض في الأسواق الستة الكبرى.
وسجلت أسعار إيجارات المكاتب في عدد من المناطق المذكورة ارتفاعاً ملحوظاً في عام 2017، وتصدَّرت بريستول القائمة بزيادة قدرها 14 في المائة خلال العام الماضي ليبلغ سعر الإيجار فيها 32.50 جنيه إسترليني للقدم المربعة، ومن المُتوقَّع في عام 2018 أن تواصل أسعار الإيجارات ارتفاعها مع احتمال استمرار نقص المكاتب المعروضة للإيجار.
وسجلت أحجام الاستثمار في الأسواق الإقليمية الستة الكبرى للمكاتب في عام 2017 أعلى مستوى لها منذ ما يزيد على عقد من الزمان، وتظهر البيانات الصادرة عن شركة «جونز لانغ لاسال» أن قيمة صفقات الاستثمار في العقارات المكتبية في المناطق الستة الكبرى قد بلغت 2.9 مليار جنيه إسترليني في عام 2017، بزيادة قدرها 49 في المائة عن عام 2016.
وتصدَّرت مانشستر القائمة طيلة السنة، مسجلة استثمارات بقيمة 908 ملايين جنيه إسترليني، لتستأثر بـ30 في المائة من إجمالي قيمة صفقات سوق المساحات المكتبية في المملكة المتحدة، تلتها برمنغهام التي حلت ثانياً بصفقات بلغت قيمتها 762 مليون جنيه إسترليني.
وبين التقرير أن هذا النشاط القياسي يؤكد استمرار جاذبية الأسواق الإقليمية للمكاتب بين المستثمرين الأجانب الذين يسعون إلى الاستفادة من ارتفاع العائد الذي توفره العقارات المكتبية في المناطق المذكورة مقارنة مع سوق لندن والأسواق الأوروبية الأخرى.
وقال برونو مارتورانو، الرئيس التنفيذي لمصرف أبوظبي الإسلامي المملكة المتحدة: «نلاحظ على وجه الخصوص طلباً قوياً من جانب المستثمرين المُقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي ممن يسعون إلى تنويع محافظهم الاستثمارية، وشراء العقارات كاستثمارٍ عائلي طويل الأمد. ويمكن للدخل الآمن وطويل الأمد الذي توفره العقارات في المملكة المتحدة، سواءً في لندن أو في المراكز الإقليمية الكبرى التي تشهد طلباً متزايدا، أن يشكل جزءاً رئيسياً من محفظة استثمارية متوازنة».
وأضاف: «نتطلع إلى توسيع نطاق عملياتنا ومجموعة خدماتنا على مدى السنوات القادمة لتلبية الطلب المتزايد الذي نشهده من جانب المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط».
وقال بول مايسفيلد، رئيس وحدة الخدمات العقارية في مصرف أبوظبي الإسلامي المملكة المتحدة: «شهدنا ارتفاعاً في الطلب على شراء العقارات في المملكة المتحدة، لا سيّما في قطاع الأسواق الإقليمية للمكاتب، من جانب المستثمرين الذين يبحثون عن أصول عالية الجودة يمكن أن توفر لهم مصادر دخل ثابتة وقابلة للتوقع، ولا يزال توفر المنتجات العقارية المناسبة يشكِّل التحدي الرئيسي الذي يواجهه المستثمرون في ظل نقص المعروض لدى البائعين المتحمسين».
وتأتي هذه التقارير في ظل أظهر تقرير نشره «المعهد الملكي للمساحين القانونيين» في بريطانيا خلال فترة سابقة استقرار أسعار المساكن في بريطانيا خلال مارس (آذار) الماضي، في حين كان الخبراء يتوقعون ارتفاع الأسعار بنسبة 2 في المائة خلال الشهر الماضي بعد أن سجلت استقرارا تاما خلال فبراير (شباط) الماضي.
وقال التقرير: لا توجد عوامل قوية يمكن أن تدفع إلى تحسن نشاط سوق الإسكان في بريطانيا في وقت قريب، في الوقت الذي أوضح «سيمون روبنسون» كبير المحللين الاقتصاديين في «المعهد الملكي للمساحين القانونيين» أن استمرار ضعف نشاط سوق الإسكان يمكن أن يؤدي إلى تراجع أكبر في الإنفاق الاستهلاكي في بريطانيا. وأشار إلى أن هذه الأوضاع يمكن أن تدفع بنك إنجلترا المركزي إلى مناقشة زيادة أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقرر في شهر مايو (أيار) الجاري. وكان وزير الخزانة البريطاني قد ألغى رسم الدمغة على من يشتري عقارا لأول مرة على ألا تزيد قيمته على 300 ألف جنيه إسترليني، وذلك في إطار مشروع موازنة العام الجديد الذي طرحه الوزير في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ولكن المعهد الملكي للمساحين القانونيين قال إن هذه الخطوة لم يكن لها تأثير ملموس على الطلب ككل في السوق.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».