جاء عنوان الصفحة الأولى لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» الإيطالية متفائلاً بعض الشيء، حيث قال: «هيا روما، يمكنك القيام بذلك». وقد انتظر روما أربعة وثلاثين عاماً كاملة لكي يلعب مرة أخرى في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا، لكنه تعرض لهزيمة قاسية على يد لاعبه المصري الذي باعه قبل عشرة أشهر لليفربول الإنجليزي.
وقد انتعشت آمال روما بعض الشيء بعد الهدفين اللذين أحرزهما في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة التي أقيمت على ملعب «آنفيلد»، لكن هل يعتقد الإيطاليون أن الفريق الحالي لنادي روما يمكنه تكرار «الريمونتادا» التاريخية التي حققها أمام برشلونة في الدور ربع النهائي للبطولة عندما فاز على النادي الكاتالوني بثلاثية نظيفة على ملعب «الأوليمبيكو»؟ كتب لويجي جارلاندو في صحيفة «غازيتا ديلو سبورت» يقول: «عندما يدهسك قطار وتخرج من تحته بعدد قليل من العظام المكسورة تشعر حينئذ بأنك محظوظ».
وأضاف: «تبدو النتيجة النهائية للمباراة بالهزيمة بخمسة أهداف مقابل هدفين مشجعة بعض الشيء، والآن يمكن لروما أن يعود مرة أخرى بالفوز بثلاثة أهداف في ملعب الأوليمبيكو، ويتأهل للدور التالي. لكن في حقيقة الأمر، يبدو الأمر معقداً للغاية، لأنه خلال الفترة التي شهدت البداية الجيدة بعد اصطدام تسديدة كولاروف بالعارضة والنهاية الجيدة بإحراز هدفين في نهاية اللقاء شهدت المباراة تدميراً كاملاً لنادي روما».
ولعل الأمر الذي زاد الجرح إيلاماً هو أن هذه الهزيمة القاسية قد جاءت بسبب لاعب الفريق السابق محمد صلاح. وعلق ماتيو بينشي في صحيفة «لا ريبوبليكا» على عدم احتفال صلاح بعد إحرازه الهدفين في مرمى فريقه السابق، قائلاً: «هذه الأيدي التي وضعت معاً طلباً للمغفرة لن تجعل الأهداف أقل مرارة». وأشارت هذه الصحيفة، وغيرها من الصحف الأخرى، إلى أن اللاعب المصري يستحق الحصول على لقب أفضل لاعب في العالم. وكتب ماوريسيو كروسيتي في صحيفة «لا ريبوبليكا» يقول: «الماضي قاس وله أظافر طويلة وجدها روما فجأة تنهش لحمه وتمزقه عن طريق محمد صلاح. إنه أسوأ كابوس يخشونه، الذي وصل في الوقت المحدد تماماً».
وحتى الأرقام والإحصاءات تبدو وكأنها تسخر من روما، لأنه «باع صلاح مقابل 42 مليون يورو»، حسب ديفيد ستوبيني الذي كتب في صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» يقول: «اللاعب نفسه تجاوز حاجز الـ42 هدفاً أمام روما، وكأنه يريد أن يظهر أنه يستحق أكثر من ذلك، بل أكثر من بذلك بكثير وكثير». وفي الصحيفة نفسها، دعا فابيو ليساري القراء إلى النظر إلى ما هو أبعد من الحقائق والأرقام اللطيفة، قائلاً: «لا يمكن للأرقام أن تخبر القصة الكاملة. لقد بدا صلاح مثل ليونيل ميسي ولديه السرعة نفسها». كما أشادت وسائل الإعلام الإيطالية بلاعبين آخرين بنادي ليفربول، على رأسهم النجم البرازيلي روبرتو فيرمينيو. ومع ذلك، وجهت مقالة على موقع صحيفة «المساجيرو» انتقادات لاذعة لفشل روما في إعداد خطة جيدة للقضاء على خطورة صلاح الذي يفترض أن النادي يعرف طريقة لعبه جيداً.
وقالت المقالة: «كم مرة سمعنا فيها تصريحات بأن ليفربول ليس صلاح وحده؟ مرات عديدة، ومن جميع مسؤولي النادي، بدءاً من المدير الفني إيزيبيو دي فرانشيسكو ومن يأتي بعده في التسلسل الإداري. والآن، وضع صلاح قدماً في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في كييف. ولا يزال لدينا مباراة أخرى في (الأولمبيكو)، وربما نسمع أحدهم يقول هذه المرة: نحن بحاجة إلى إيقاف صلاح». وكان رئيس تحرير صحيفة «كوريري ديلو سبورت»، أليساندرو فوكيلي، أكثر المتفائلين بقدرة روما على العودة في المباراة الثانية، حيث كتب في الصفحة الأولى للجريدة يقول: «إذا كان صحيحاً أن هذه النتيجة كانت ثقيلة، فقد أظهر روما مرة أخرى أنه ما زال على قيد الحياة، وأنه يمتلك مديراً فنياً بشخصية قوية، وأنه يمكنه معاقبة لاعبي الفريق الإنجليزي على شعورهم بالاسترخاء».
كما وجهت الصحيفة انتقادات لحكم المباراة، فيلكس بريش، ووصفته بأنه «كارثة». وكتب فوكاليلي يقول: «كان هناك خطأ واضح ضد ستروتمان في اللعبة التي أسفرت عن الهدف الأول في المباراة، كما جاء هدف ليفربول الثالث من تسلل واضح، وهما خطآن واضحان في وقت لم تكن نتيجة المباراة قد حسمت فيها». كما تطرقت صحف أخرى إلى الهدف الثالث لليفربول، وقالت إنه من تسلل واضح. وكتب جياني مورا في صحيفة «لا ريبوبليكا» يقول: «ظهر فريق روما بشكل سيئ بطريقة لا يمكن تصديقها»، لكنه اعترف بأن الفريق الإيطالي قد أظهر شخصية قوية بعض الشيء في نهاية المباراة. وتساءل في النهاية: «كم مرة تتكرر فيها المعجزات؟».
من جانبه قال أوسيبيو دي فرانشيسكو مدرب روما إن فريقه فقد السيطرة على نفسه خلال الخسارة 5 - 2 أمام ليفربول لكنه أكد ضرورة أن يثق اللاعبون في إمكانية التعويض وتحقيق انتفاضة في لقاء الإياب. وأبلغ المدرب الصحافيين «بدأنا المباراة بشكل رائع لكن بعد ذلك فقدنا السيطرة وأخفقنا في البقاء في أجواء المباراة، وجعلنا الأمور صعبة على أنفسنا».
وكان روما خسر 4 - 1 في ضيافة برشلونة في ذهاب دور الثمانية لدوري الأبطال، لكنه تأهل بعد الفوز 3 - صفر على أرضه، حيث لم يستقبل أي هدف في ملعبه بدوري الأبطال هذا الموسم. وقال دي فرانشيسكو «لا أريد الاستماع عن المعجزات لأن الأمر يتعلق بالثقة في عملك وما تفعله. سيكون الأمر مختلفاً عن مباراة برشلونة. سيكون الأمر أصعب لكن من لا يؤمن بإمكانية تحقيق ذلك فعليه الجلوس في منزله».
الصحافة الإيطالية بين الأمل والإحباط بعد فضيحة «الذهاب»
جميعها تساءلت بعد خماسية ليفربول المثيرة... كم مرة تتكرر {المعجزات}؟
الصحافة الإيطالية بين الأمل والإحباط بعد فضيحة «الذهاب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة