حثت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس، إسرائيل، على منع قواتها من الاستخدام «المفرط» للقوة ضد المتظاهرين الفلسطينيين في قطاع غزة، طالبة معاقبة المسؤولين عن مثل هذه الأفعال.
وقال المفوض السامي زيد رعد الحسين، في بيان، أمس، «نشهد في كل أسبوع حالات استخدام القوة المميتة ضد متظاهرين عُزّل»، مشيراً إلى مقتل 42 شخصاً، من بينهم أربعة فتيان، وإصابة نحو 5500 آخرين بجروح.
وتابع رعد الحسين موضحاً: «من الصعب تصور أن حرق الإطارات، أو رمي الحجارة، أو حتى قنابل المولوتوف من مسافات بعيدة على قوات أمن محصنة بشكل كبير في مواقع دفاعية، قد تشكل مثل هذا التهديد»، مشدداً على أن «عمليات القتل الناجمة عن الاستخدام غير القانوني للقوة في سياق مناطق محتلة، كما هو الحال في غزة، تعدّ أعمال قتل متعمدة، وتشكل انتهاكاً جسيماً لاتفاقية جنيف الرابعة».
وأضاف المفوض السامي: «يقع على عاتق كل دولة التزام أساسي بموجب قانون حقوق الإنسان في ضمان التحقيق في جميع الخسائر في الأرواح، والإصابات الخطيرة، ومحاسبة المسؤولين عنها بموجب القانون الجنائي، ويجب أن يؤدي أي تحقيق في الأحداث الأخيرة في غزة إلى هذا الغرض».
إلا أنه أشار إلى أنه و«لسوء الحظ، يبدو في سياق هذا الصراع الدائم وغير المتكافئ، أن التحقيقات الجادة تحدث عندما يتم جمع الأدلة المصورة بشكل مستقل. في حين يبدو أن هناك جهوداً ضئيلة، أو انعداماً للجهود، في تطبيق سيادة القانون في العديد من عمليات القتل المزعومة لمدنيين غير مسلحين من قبل قوات الأمن الإسرائيلية، حينما تجري بعيداً عن عدسات الكاميرات».
كما انتقد رعد الحسين إسرائيل «لإخفاقها» المستمر في محاسبة ومقاضاة أفراد قواتها الأمنية، لأن ذلك «يشجعهم» على استخدام القوة المميتة ضد «بشر غير مسلحين حتى عندما لا يشكلون تهديداً».
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد وثقت اعتداءات لجنود إسرائيليين على ثلاثة أسرى بالضرب المبرح، وذلك خلال عملية اعتقالهم والتحقيق معهم في مراكز التوقيف الإسرائيلية في سجني عوفر ومجدو. وأوضحت الهيئة، في بيان لها، أمس، أن جنود الاحتلال اعتدوا على المعتقل أكرم الأطرش (23 عاماً) من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم، بالضرب المبرح في كافة أنحاء جسده بعد مداهمة منزله ليلاً، واقتيد بعدها إلى معتقل عوفر للتحقيق معه. وأشارت إلى أن الأسير الأطرش أصيب منذ ستة أشهر برصاص قوات الاحتلال، وأنه لا يزال يعاني من وجود شظايا بعدة أماكن في جسده، ما يتسبب له في آلام حادة في صدره ورئته اليسرى ومعدته وكتفه، وقد تم منذ فترة إخضاعه لفحوصات في مشفى هداسا عين كارم، لكن جرت إعادته على الفور من دون تقديم علاج حقيقي لحالته الصحية.
مفوضية حقوق الإنسان تندد بالاستخدام «المفرط» للقوة في غزة
مفوضية حقوق الإنسان تندد بالاستخدام «المفرط» للقوة في غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة