ديزل أقل ضرراً على البيئة عشر مرات عن التقليدي

شركة «بوش» الألمانية تعيد الحياة للسيارات التي تستخدم هذا الوقود

TT

ديزل أقل ضرراً على البيئة عشر مرات عن التقليدي

في وقت تعيد فيه شركات إنتاج السيارات النظر في إنتاج سيارات الديزل، بسبب ضررها على البيئة، وبينما يهدد الاتحاد الأوروبي بمنع سيارات الديزل في المدن الأوروبية الكبيرة، أعلنت شركة «بوش» الألمانية عن إنتاج ديزل يقل ضرره على البيئة 10 مرات عن الديزل التقليدي.
وقال فولكمار دينر، مدير إدارة شركة بوش، في مؤتمر صحافي عقده في شتوتغارت، بأن زمن الديزل الذي يطلق الكثير من غاز أكسيد النتروجين، القاتل الأول لطبقة الأوزون في الجو، قد ولى.
تحدث دينر عن قرب إنتاج ديزل جديد سينهي الجدل الدائر حول وقف إنتاج سيارات الديزل، وحول قرارات منع سيارات الديزل من تلويث أجواء المدن الكبيرة. وأشار إلى تطوير نوع من الديزل لا يطلق سوى القليل جداً من غاز أكسيد النتروجين.
وتوقع أن تضع شركة «بوش» الديزل الجديد تحت تصرف شركات إنتاج السيارات خلال أربع سنوات من الآن. ويعمل عشرات العلماء في الشركة، بحسب تصريحه، على تطوير الديزل الجديد الذي لن يختلف سعره عن سعر الديزل التقليدي.
ولم يجر العلماء الكثير على بنية الديزل، لكنهم غيروا المواد التي تخلط به بهدف رفع كفاءته، وهي في العادة مواد غالية الثمن، كما أن كلفة مزجها بالديزل مكلفة.
ووعد دينر بديزل من طراز جديد يطلق 13 ملليغراما من غاز ثاني أكسيد النتروجين لكل كيلومتر تقطعه السيارة. ووصف المتحدث هذا الإنجاز بالثورة في عالم الديزل، لأنه لا يرتفع إلى أكثر من 10 في المائة مما يطلقه الديزل التقليدي من الغاز الضار بالبيئة.
ومعروف أن محكمة الاتحاد الأوروبي أقرت سنة 2017 السماح بإنتاج محركات ديزل لا يزيد انبعاث غاز أكسيد النتروجين منها عن 168 ملغم لكل كيلومتر. ويخطط الاتحاد الأوروبي إلى خفض انبعاث هذا الغاز إلى 120 ملغم لكل كيلومتر كحد أقصى حتى سنة 2020. ولا يبدو أن شركات السيارات تقترب من تحقيق هذا الشرط خلال سنتين من الآن.
وأكدت شركتا «مرسيدس بنز» و«بي إم دبليو» ما قاله دينر عن اهتمام شركات إنتاج السيارات الألمانية منذ الآن بالديزل الجديد. وقال متحدث باسم «بي إم دبليو» بأن الشركة تتابع تطورات إنتاج الديزل الجديد عن كثب، وأضاف أنه يسعده أن يجري حل مشكلة انبعاث أكسيد النتروجين عن محركات الديزل تقنياً.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.