وكيل «البيضاء»: لن نسمح لـ«القاعدة» بأن تكون بديلاً للحوثيين

العواضي متوسطاً مقاتلين في محافظة البيضاء («الشرق الأوسط»)
العواضي متوسطاً مقاتلين في محافظة البيضاء («الشرق الأوسط»)
TT

وكيل «البيضاء»: لن نسمح لـ«القاعدة» بأن تكون بديلاً للحوثيين

العواضي متوسطاً مقاتلين في محافظة البيضاء («الشرق الأوسط»)
العواضي متوسطاً مقاتلين في محافظة البيضاء («الشرق الأوسط»)

أكد الشيخ خالد عبد ربه العواضي، وكيل محافظة البيضاء أن أبناء محافظته منعوا وصول الحوثيين لمناطق النفط في المحافظات الشرقية (مأرب وشبوة، وحضرموت...)، لافتاً إلى أن تحرير البيضاء (250 كيلومتراً جنوب صنعاء) يعني قطع إمدادات عسكرية للحوثيين في أكثر من محافظة، ويعني أيضاً بدء معركة تحرير محافظة ذمار.
وفي تصريحات خص بها الوكيل «الشرق الأوسط» وتم إرسالها عبر البريد الإلكتروني، شدد العواضي على أن المعارك في محافظة البيضاء لم تتوقف على مدى ثلاثة أعوام، وقال: «شهدت معظم مديريات المحافظة مواجهات مع الميليشيات خلال الفترة الماضية، لكن المعارك ظلّت مشتعلة في مديريات: قيفة والزاهر وذي ناعم، وامتدت أخيراً إلى مديرية ناطع عقب استكمال تحرير محافظة شبوة».
ويحقق الجيش الوطني والمقاومة انتصارات مستمرة في المحافظة في سبيل استكمال تحرير المحافظة من الميليشيات، ويقول الوكيل إن المعارك الأخيرة شهدت تحرير سلسلة جبال «مسعودة والعر» والتقدم في سلسلة جبال اليسبيل، والتقدم مستمر نحو منطقة الوهبية، بالتزامن مع التقدم في مديرية ناطع. والميليشيات تتكبد خسائر موجعة في العتاد والأرواح وانهيارات متسارعة في صفوف مقاتليهم، الذين يفرون من مواقعهم ويسقطون قتلى وجرحى وأسرى.
وفي معرض حديثه عن تعقيدات الجماعات الإرهابية في المحافظة، يرى وكيل البيضاء أن «استهداف أبناء البيضاء ليس وليد اللحظة، بل مراحل ممتدة من الضيم والتشويه. ولقد بدأت الميليشيا الحوثية الانقلابية منذ وقت مبكر بشنِّ الحملات الإعلامية الكاذبة والترويج لوجود الجماعات المتطرفة في محافظة البيضاء، واستخدمت شعارات محاربة الإرهاب تمهيداً لدخولها عسكرياً... البيضاء مثلها مثل أي محافظة يمنية فيها مختلف التوجهات والانتماءات وهناك وجود للعناصر التخريبية، لكن للأسف، فإن أي حادثة في البيضاء يتم تضخيمها وتهويلها لخدمة أهداف سياسية واستغلالها في تحقيق مصالح معينة لجهات معينة، وما يجري تداوله عن انتشار (داعش) أو القاعدة في البيضاء فيه مبالغات وتهويل كبير».
ويتابع: «نؤكد أنه لا يمكن أن يكون هناك موطن للجماعات الإرهابية في محافظة البيضاء، ولن نسمح لتلك الجماعات أن تكون بديلاً لميليشيا الحوثي، وسيتم فرض سيطرة مؤسسات الجيش والأمن المنضوية تحت مظلة الشرعية ومؤسسات الدولة على المحافظة وقد بدأت الأجهزة الأمنية في العودة إلى ممارسة مهامها وواجباتها في بعض المناطق التي يتم تحريرها».
وفي إجابته عن سؤال يتعلق بأهمية الانتصارات الأخيرة، أوضح العواضي أن «أهمية المناطق المحررة تكمن في أنها تؤمن استمرار تقدم الجيش الوطني نحو منطقتي عفار والسوادية، اللتين تعتبران أهم معاقل الميليشيا الحوثية في المحافظة، وهما من المناطق الاستراتيجية التي وجدت الميليشيا من جغرافيتها مواقع مهمة للتمركز، ولذلك فهي تستميت على البقاء في تلك المواقع. وبتحرير عفار والسوادية تكون المعركة قد حُسِمت في البيضاء ولن يكون هناك خيار أمام الميليشيا سوى الانسحاب والفرار من بقية مناطق المحافظة».
ولأن الخلفية التاريخية تُسهِم في فهم الإصرار الحوثي على القتال في البيضاء، يشرح العواضي قليلاً من تجربة المحافظة خلال «ثورة الجمهورية»، ويقول: «تاريخياً عُرِفت البيضاء بمقاومتها للمشروع الإمامي، وقد سَطَّر أبناء البيضاء ملاحم بطولية في مواجهة الإمامة قديما، ولا تزال برجالها تقاوم الإماميين الجدد، وترفض مشاريع الموت والخراب وأحلام العودة للماضي البائد، وستظل درعاً حامياً للوطن وحارساً لأهداف ومكتسبات الثورة والجمهورية»، مضيفاً: «منذ وقت مبكر كانت المحافظة هدفاً لميليشيا الانقلاب الحوثي التي بدأت حروبها على المحافظة في محاولة لتطويعها، لأن تلك الميليشيا تدرك أن أبناء البيضاء لا يمكن أن يقبلوا بوجودها كميليشيا انقلابية على أرضهم ولا يمكن أن تكون هذه المحافظة حاضنة لمخلفات الإمامة والمشاريع الهدامة، وقد كان أبناء المحافظة من أوائل من وقفوا في وجه العصابات الحوثية وكان لهم دور كبير في كسر محاولاتها التمدد باتجاه المحافظات الشرقية مناطق النفط والثروة».
وحول بطء سير المعارك، يقول الوكيل إن «من يتحدث عن بطء في سير معركة البيضاء يغيب عنه أن البيضاء ظلت تقاوم الحوثي لثلاثة أعوام بإمكانات ذاتية ودعم محدود جداً، وشكلت البيضاء ولا تزال جبهة استنزاف للميليشيا ماديّاً وبشرياً، وقد تكبدت الميليشيا ولا تزال خسائر موجِعة في صفوف مقاتليها وقياداتها الميدانية. لقد ظلت البيضاء صامدة أمام الحوثيين رغم ما لديهم من قوة ومخزون بشري، فهم يجندون الأطفال ولديهم خبراء، ومؤهلون من قوات الجيش اليمني السابق الذين يقودون المعارك وخبراء وعسكريين أجانب، مقابل مقاومة جل رجالها من المدنيين الذين يقاومون دون خبرة عسكرية ولا تدريب قتالي ولا عتاد عسكري استراتيجي»، كما يؤكد أن «العمليات العسكرية في محافظة البيضاء تسير وفق الخطط المرسومة، ونحن ندرك أننا أمام عدو يعمل بإمكانات دولة وخبرات محلية وخارجية، ويتلقى دعماً مستمرّاً من خارج الحدود».
وعن تأثير المعارك في المحافظة، أوضح العواضي أن تحرير البيضاء «يعني تأمين عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة الشرعية، خصوصاً المحافظات الشرقية، وقطع خطوط إمداد ميليشيا الحوثي في جبهة الضالع وتسهيل وتسريع حسم تلك الجبهة لصالح الشرعية، إضافة إلى أن تحرير المحافظة يعني انتقال المعركة إلى محافظة ذمار والاقتراب من محافظة إب وبعض وأطراف محافظة صنعاء، وبالتالي قطع خطوط إمداد الميليشيا إلى تعز والمحافظات الجنوبية والغربية وتقطيع عروق تلك الميليشيا، وستجد جبهتها مشتتة ومتناثرة مع صعوبة التنقل والاتصال فيما بينها، الأمر الذي سيعجل بانتصار اليمنيين في هذه المعركة المصيرية حتى استكمال تحرير كل شبر من الوطن الغالي من هذه العصابات الإرهابية».
وأبدى العواضي ثقته في أبناء المحافظة من «الذين في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيا الانقلاب، ومن خلال التنسيق والتواصل المستمر معهم يؤكدون أنهم يتوقون إلى وصول الشرعية وعودة الأمن والاستقرار ودحر تلك الميليشيات الجاثمة على صدورهم بعد أن عانوا من ظلمها ورأوا قبحها وظلمها وممارساتها الانتقامية بحق المواطنين وتسببها في قطع الخدمات العامة وارتفاع الأسعار وانعدام مصادر الدخل ونهبت الرواتب والممتلكات وفرضت الإتاوات والجبايات الجائرة»، مجدِّداً الدعوة لأبناء المحافظة إلى المزيد من وحدة الصف ومواجهة ميليشيا الحوثي والمشاركة في شرف تحرير المحافظة ورفع الظلم والمعاناة عن المواطنين وإنهاء الكابوس الحوثي، وأن يكونوا في الموقف والمكان الصحيح، وأضاف: «من لا يزال يراهن على الانقلاب فرهانه خاسر وحساباته خاطئة».
وأوضح الوكيل أن دول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية «يلعبون دوراً محورياً في مساعدة الشعب اليمني على استعادة دولته وشرعيته وأرضه وعرضه وكرامته»، مشيراً إلى أن الانتصارات التي تتحقق هي بفضل تضحيات وبطولات الجيش والمقاومة ودعم ومساندة قوات التحالف العربي، وأن الإسناد الجوي من طيران التحالف العربي يلعب دوراً حاسماً في المعركة.
وأضاف: «نثمن للأشقاء مواقفهم الأخوية وما يقدمونه من دعم وإسناد في المجال العسكري والإنساني واللوجيستي والإعلامي والسياسي... ولن ينسى اليمنيون هذه الوقفة الصادقة التي يعمدها الأشقاء بالدعم والدم وستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال»، وزاد: «إن إعلان (عاصفة الحزم) جاء في لحظة فارقة حين كاد اليمن يسقط بيد المشروع الإيراني، وأسهمت في إفشال محاولات انتزاع اليمن من حاضنته العربية وصد المخططات الرامية إلى زعزعة أمن المنطقة».
كما دعا الشيخ العواضي أبناء الشعب اليمني إلى مزيد من الالتفاف حول الشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، «ومواجهة الانقلاب الحوثي ومساندة الحكومة في بسط الأمن والاستقرار في المناطق المحررة والتي سيتم تحريرها»، مؤكداً أنه لا سبيل لليمنيين إلا بالخلاص من تلك الميليشيا من أجل بناء الدولة اليمنية الاتحادية، معتبراً بقاء الميليشيا الحوثية يهدد أمن واستقرار اليمن وأمن دول الجوار والمنطقة، وهو ما لا يمكن أن يقبل به اليمنيون ولن يرضى به الجيران.


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

«قمة فلسطين» بالقاهرة ترفض «التهجير» وتدعو ترمب لدعم مسار السلام

TT

«قمة فلسطين» بالقاهرة ترفض «التهجير» وتدعو ترمب لدعم مسار السلام

صورة جماعية للقادة والرؤساء وروؤساء الوفود المشاركين في اجتماع القمة العربية الطارئة بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
صورة جماعية للقادة والرؤساء وروؤساء الوفود المشاركين في اجتماع القمة العربية الطارئة بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

مؤكدين رفض «تهجير» الفلسطينيين، وآملين في تعاون وثيق مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق السلام في المنطقة، اجتمع قادة وزعماء الدول العربية، الثلاثاء، بالقاهرة، في «قمة غير عادية» حملت عنوان «قمة فلسطين».

وجاء انعقاد «القمة الطارئة» بناءً على طلب فلسطين؛ بهدف الخروج بخطة بديلة، رداً على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع «ريفييرا الشرق الأوسط».

في هذا الصدد، اعتمدت مسودة البيان الختامي للقمة «الخطة المصرية لمستقبل غزة»، ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى «تقديم دعم سريع للخطة المصرية»، بحسب ما نشرته قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية.

وفي إطار مواجهة مخططات «التهجير»، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته، إنه «بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، تم تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من الفلسطينيين الإداريين والتكنوقراط توكل لها إدارة قطاع غزة والإشراف على الإغاثة مؤقتاً»، مشيراً إلى أن «القاهرة تعكف على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية لتولي مهام الأمن في المرحلة المقبلة».

وأضاف السيسي أن «مصر عملت بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية المعنية على بلورة خطة لإعادة الإعمار تتضمن الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر وصولاً لإعادة الإعمار»، داعياً إلى «اعتماد الخطة المصرية».

وأشار السيسي إلى أنه «بالتوازي مع خطة إعادة الإعمار، لا بد من إطلاق مسار خطة للسلام من الناحيتين الأمنية والسياسية»، داعياً إلى «اعتبار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل نموذجاً لتحويل حالة العداء والحرب والرغبة في الانتقام إلى سلام». وقال: «مصر دشنت السلام منذ خمسة عقود وحرصت عليه، وهي لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل وعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيهم».

وأعرب الرئيس المصري عن ثقته في قدرة نظيره الأميركي دونالد ترمب على تحقيق السلام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن «القاهرة سوف تستضيف مؤتمراً لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل».

وأكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمته، رفض بلاده «أي محاولات للتهجير والاستيطان»، مشيداً بـ«مبادرة مصر بشأن قطاع غزة»، داعياً إلى «دعم الخطة المصرية التي تسهم في تقوية روابطنا الأخوية وحماية أمننا القومي وتعزيز قدرتنا على مجابهة التحديات بما يحفظ مكتسباتنا التنموية».

وقال إنه «تأكيداً على ما جاء في (قمة البحرين)، فإن التمسك بمسار السلام الدائم والشامل، هو الضامن لينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير المصير استناداً لحل الدولتين كما أكدت المبادرة العربية للسلام وجميع القرارات الدولية في هذا الشأن».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (على اليمين) يرحب بملك الأردن عبد الله الثاني قبل «القمة العربية» بشأن غزة (أ.ف.ب)

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن اجتماع القاهرة يستهدف التأكيد على أربعة محاور، وهي الرفض التام للتهجير والتأكيد على دعم خطة واضحة لإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني تُعرض على الشركاء الفاعلين لكسب الدعم والتأييد الدولي، وثانياً دعم جهود السلطة الفلسطينية في الإصلاح وإدارة قطاع غزة وربطها بالضفة وتوفير الخدمات وتحقيق الأمن.

وأضاف أن «المحور الثالث يتعلق بوقف التصعيد الخطير في الضفة لمنع تفجير الأوضاع، ورابعاً التأكيد على أن حل الدولتين لتحقيق السلام العادل والشامل».

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نظيره الأميركي إلى «دعم خطة إعادة إعمار غزة». وقال إن «دور دولة فلسطين مهم في قطاع غزة من خلال المؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية للسلطة التي ستتسلم مسؤوليتها بعد هيكلة وتدريب كوادرها في مصر والأردن». وأكد أهمية «اعتماد الخطة المصرية - العربية لإعادة إعمار غزة، وتشكيل صندوق ائتمان دولي لإعادة الإعمار وإنجاح المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار في مصر».

ودعا إلى «تكليف اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية بإجراء اتصالات وزيارات لعواصم العالم لشرح خطة إعادة الإعمار والتأكيد على دور السلطة الفلسطينية في غزة والعمل من أجل انسحاب إسرائيل من غزة».

وفي سياق الداخل الفلسطيني، أعلن عباس تعيين نائب للرئيس ولمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقال عباس «قررنا استحداث منصب جديد وتعيين نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين». وأكد الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام القمة إصدار عفو عام عن جميع المفصولين من حركة «فتح»، كما أعلن جاهزيته لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال العام المقبل حال توفرت الظروف الملائمة لذلك، في غزة والضفة والقدس الشرقية.

فلسطينيون نازحون من وسط قطاع غزة يعودون إلى منازلهم في شمال القطاع (أ.ب)

بدوره، عدَّ الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، القمة «حدثاً مهماً في تاريخ القضية، قضية شعب ظُلم ولا يصح أن يظلم مرة أخرى بأن يقتلع من أرضه»، وهي قمة عنوانها «ألا ترتكب في حق الفلسطينيين نكبة جديدة وأن يحفظ للشعب حقه في الاستقلال والحرية والعيش الكريم وتقرير المصير».

وقال أبو الغيط إن «إعادة إعمار غزة نضال نختار أن نخوضه، وإعمار غزة ممكن بوجود أهلها... ممكن إن صمت السلام وانسحبت إسرائيل من القطاع»، معرباً عن «تقديره لكل جهود السلام ولدور الولايات المتحدة التاريخي والحاضر». وأضاف، لكن «القبول بمشروعات غير واقعية يزعزع استقرار المنطقة ويقوض هيكل السلام الذي استقر فيها لعقود»، مجدداً «رفض منطق تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه».

ورحَّبت المسودة بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة الشهر المقبل. ودعا القادة العرب، وفق المسودة، إلى إجراء انتخابات في المناطق الفلسطينية كافة خلال عام واحد إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك.

وتتضمن «الخطة المصرية»، بحسب مسودة البيان الختامي نشرتها قناة «القاهرة الإخبارية»، قبل ساعات من انعقاد القمة، أن «تتولى لجنة غير فصائلية إدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر كفترة انتقالية».

ووفق الخطة، «ستكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية (تكنوقراط) تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية»، و«سيجري تشكيل لجنة إدارة غزة خلال المرحلة الحالية تمهيداً لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني»، وتشير الخطة إلى أن «مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرها في القطاع». وأشارت الخطة إلى أنه «من المطروح دراسة مجلس الأمن فكرة الوجود الدولي بالأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وغزة». ودعت إلى «إصدار قرار بنشر قوات حماية حفظ سلام دولية بالأراضي الفلسطينية في سياق متكامل لإقامة الدولة الفلسطينية».

فلسطينيون في سوق أقيمت في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمَّرتها الضربات الإسرائيلية (رويترز)

وكانت قمة البحرين التي عُقدت بالمنامة في مايو (أيار) الماضي، قد تضمنت دعوة مماثلة لـ«نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين».

وقالت «الخطة المصرية» إنه «يمكن التعامل مع معضلة تعدد الجهات الفلسطينية الحاملة للسلاح إذا أزيلت أسبابها من خلال عملية سياسية ذات مصداقية»، مؤكدة «ضرورة أن تصبّ الجهود المبذولة في تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية». ودعت إلى «إبرام هدنة متوسطة المدى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لفترة زمنية محددة بالمناطق الفلسطينية كافة».

وأكدت «الخطة المصرية» أن «حل الدولتين هو الحل الأمثل من وجهة نظر المجتمع والقانون الدوليين، وأن القطاع جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية»، كما أدانت «قتل واستهداف المدنيين، ومستوى العنف غير المسبوق والمعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب على غزة».

«الخطة المصرية» حثَّت كذلك على «ضرورة مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وبقائه على أرضه دون تهجير»، مشددة على «ضرورة تكاتف المجتمع الدولي من منطلق إنساني قبل كل شيء لمعالجة الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب». وركزت الخطة على الإشارة إلى أن «محاولة نزع الأمل في إقامة الدولة من الشعب الفلسطيني أو انتزاع أرضه منه لن تؤتي إلا بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار».

مراسلون عرب يشاهدون شاشة تظهر الرئيس المصري (على اليمين) يستقبل رئيس السلطة الفلسطينية (أ.ب)

وفي شأن الهدنة في القطاع، طالبت «الخطة المصرية» بـ«ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة». وقالت: «سيكون من أبرز آثار انهيار وقف إطلاق النار إعاقة الجهد الإنساني وعملية إعادة الإعمار»، مشيرة إلى أن «تنفيذ إعادة الإعمار يتطلب ترتيبات للحكم الانتقالي وتوفير الأمن بما يحافظ على آفاق حل الدولتين».

وذكرت أن هناك «أهمية كبيرة للعمل على مقترح تدريجي يُراعي الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، فضلاً عن ضرورة مراعاة حقه في تحقيق تطلعاته المشروعة بإقامة دولته مُتصلة الأراضي بقطاع غزة والضفة»، ومطالبة بضرورة «التعاطي مع القطاع بأسلوب سياسي وقانوني يتسق مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن». وطالبت الخطة المصرية بضرورة «بدء التفكير في كيفية إدارة المرحلة المقبلة للتعافي المبكر بما يضمن الملكية الفلسطينية». وأكدت أهمية «استمرار جهود السلطة الفلسطينية لاتخاذ مزيد من الخطوات لتطوير عمل المؤسسات والأجهزة الفلسطينية».

ووفق «الخطة المصرية»، سيتم توفير سكن مؤقت للنازحين في غزة خلال عملية إعادة الإعمار، ومناطق داخل القطاع في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون فرد، بحسب ما نقلته «القاهرة الإخبارية». وتتكون «الخطة المصرية» من نحو «112 صفحة تتضمن خرائط توضح كيفية إعادة تطوير أراضي غزة وعشرات الصور الملونة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمشاريع الإسكان والحدائق والمراكز المجتمعية، وميناء تجاري ومركز للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ، بحسب وثيقة حصلت عليها «رويترز»، أشارت إلى أن تكلفة إعادة الإعمار ستبلغ 53 مليار دولار.