سحب مرشح ترمب لوزارة المحاربين القدامى

عقب اتهامات له بسوء استخدام منصبه

TT

سحب مرشح ترمب لوزارة المحاربين القدامى

سحب طبيب البيت الأبيض روني جاكسون، أمس، ترشحه لتولي وزارة شؤون المحاربين القدامى بعد أن اختاره الرئيس الأميركي دونالد ترمب لها، وذلك على خلفية وابل من الاتهامات تفيد بأنه أفرط في وصف الأدوية وكان ثملا في بعض الأحيان أثناء ساعات العمل.
وقال جاكسون في بيان: «أسحب بكل أسف تعييني لمنصب وزير شؤون قدامى المحاربين»، إلا أنه نفى بإصرار جميع الاتهامات الموجهة إليه. وأضاف: «للأسف، وبسبب الطريقة التي تسير بها الأمور في واشنطن، تحولت هذه المزاعم الكاذبة إلى مصدر إرباك بالنسبة للرئيس، والمسألة الأهم التي علينا التعاطي معها هي كيف نوفر أفضل رعاية لأبطال أمتنا». وتابع أن «لاتهامات ضدي مفبركة وغير صحيحة. إذا كان لها أي أساس من الصحة، لما كان تم اختياري وترقيتي للعمل في هذا المنصب الحساس والمهم كطبيب لثلاثة رؤساء على مدار 12 عاما». وجاء انسحابه بعد يوم فقط من تأكيده بأنه سيواجه الاتهامات، حيث قال للصحافيين إن مسألة تعيينه المفاجئة «ستمضي كما كان مخططا لها».
من جهته، أفاد ترمب بأنه كان على علم بالانتقادات بشأن تعيين جاكسون، إلا أنه دافع عنه قائلا إنه «كان ليقوم بعمل عظيم». وقال الرئيس لشبكة «فوكس نيوز»، صباح أمس: «جميعها اتهامات باطلة (...) يحاولون تدمير الرجل». في المقابل، ذكر ترمب في المقابلة نفسها مع برنامج «فوكس أند فراندز» الصباحي أنه اختار مرشحا جديدا ذا تجربة سياسية ليشغل المنصب، دون إعطاء تفاصيل إضافية.
بدورها، أكّدت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض أن جاكسون ما زال يعمل في منصبه الحالي طبيب الرئيس ترمب، مشيرة إلى أنه عمل طبيبا لدى البحرية الأميركية وتم تعيينه للعمل بالبيت الأبيض، وهو يمارس عمله بشكل طبيعي. وعمل جاكسون طبيبا لكل من الرؤساء جورج دبليو بوش، وباراك أوباما، والرئيس الحالي. وجاء ترشيح ترمب لجاكسون بعد أن أقال في أواخر مارس (آذار) وزير شؤون قدامى المحاربين ديفيد شولكن، بعدما اتّهم بإنفاق 122 ألف دولار على رحلة إلى أوروبا مع زوجته مدتها تسعة أيام. وتضم هذه الوزارة 370 ألف موظف، إلا أنها تعاني من سوء في الإدارة، وأضعف النقص في التمويل شبكة المستشفيات المخصصة لصحة قدامى المحاربين، وهي مسألة تعهد ترمب بالاهتمام بها.
وتعرضت الوزارة إلى انتقادات من عدد كبير من قدامى المحاربين والمنظمات المدافعة عنهم لعجزها عن تقديم العناية المناسبة، خاصة فيما يتعلق بالرعاية النفسية لأولئك الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة لمشاركتهم في حروب.
وفاجأ ترمب حتى أقرب معاونيه قبل شهر عبر إعلانه عبر «تويتر» اختيار جاكسون لتولي وزارة شؤون المحاربين القدامى. وارتفعت أسهم جاكسون لدى ترمب، بعدما أعلن في يناير (كانون الثاني) أن صحة الرئيس البالغ من العمر 71 عاما «ممتازة». وبعد نشره نتائج الفحص الطبي الذي أجراه لترمب، قال جاكسون إن لدى الرئيس «جينات مذهلة، وهكذا خلقه الله».
ويحظى هذا الأدميرال في القوات البحرية الأميركية باحترام واسع في أوساط كثير من موظفي البيت الأبيض الحاليين والسابقين. لكنه اعتبر غير مؤهل لإدارة وزارة شؤون المحاربين القدامى، وكان يواجه معركة صعبة لتثبيته من قبل الكونغرس. وبعد إعلان ترشيحه، انتشرت سلسلة من الاتهامات بشأن سلوكه انطلاقا من فقدانه الوعي إثر إفراطه في تناول الكحول خلال أوقات العمل، مرورا بتوزيعه الأدوية على الموظفين، حتى إنه لقب بـ«رجل السكاكر»، ووصولا إلى تسببه بحادث مروري لسيارة حكومية.
ونشر ممثلو الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ قائمة مطولة من الاتهامات بحق جاكسون الأربعاء، نقلا عن «محادثات جرت مع 23 زميلا حاليا وسابقا». وتضمنت الاتهامات قيامه بتوزيع حبوب منومة على متن طائرة «إير فورس وان» الرئاسية، وإعطائه مواد شبه أفيونية لموظف واحد على الأقل في البيت الأبيض، ووصفه أدوية لنفسه. وبحسب وثيقة نشرها السيناتور الديمقراطي جون تيستر، فإنه «في إحدى المناسبات على الأقل، لم يتسن الوصول إلى الطبيب جاكسون لأنه كان ثملا».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».