كشفت هيئة المفاوضات السورية، عن اتصالات تجريها مع جهات ودول بما فيها تلك التي تقف ضدها، من أجل تحريك العملية السياسية بديلاً للحل العسكري الذي يقوده النظام بدعم روسي وإيراني لا محدود، مؤكدة تماسكها رغم تباينات في مكوناتها.
وأكد الدكتور يحيى العريضي المتحدث الرسمي باسم هيئة المفاوضات السورية في اتصال هاتفي من إسطنبول مع «الشرق الأوسط»، أن هيئة المفاوضات تقوم بزيارات لجهات ودول عدة بما فيها التي تدعم النظام أو تحميه أو حتى تلك التي أبقت علاقة مع النظام رغم إجرامه، لتوضيح طبيعة الأمر والحل السياسي، مشيراً إلى أن «الهيئة» مصممة على الالتزام بالثوابت الوطنية التي تضمن بقاء سوريا والتخلص من الأسد وحلفائه.
وشدد على رفض «هيئة المفاوضات» العرض الروسي الذي قدمه أحد جنرالاتها لبعض الفصائل المسلحة، المتمثل في البقاء في القلمون ومناطق جنوب دمشق من أجل محاربة «داعش». وتابع: «الهيئة ترفض هذا العرض جملة وتفصيلاً، لما ينطوي عليه من حيلة تستهدف إنهاء الفصائل المعارضة المسلحة عبر مواجهة (داعش)».
وأوضح العريضي أن الهيئة تسعى بكل جدية للتحرك في الفضاء الممكن من أجل إيجاد فرصة عادلة للتفاوض ينتهي بإقرار الحل السياسي بناءً على القرارات الدولية، بدلاً من الحل العسكري، غير أن نظام الأسد يتهرّب من المفاوضات لخشيته من الحل السياسي الذي يرى فيه نهايته.
وتطرق إلى أن نظام الأسد يسعى بكل ما يملك من جهود لعرقلة مساعي هيئة المفاوضات والدول التي تقف إلى جانبها، تنفيذاً لعملية تكتيكية روسية تستهدف إفشال أي تقارب أو مقاربات للحل السياسي، إلا إذا كان يناسبها ويناسب الأسد وإيران ويحقق مخططها لتفتيت المنطقة.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم هيئة المفاوضات السورية أن الهيئة تسعى لتعزيز الجهود في مواجهة المد الاستبدادي الروسي الإيراني، وتفعيل وتنشيط التحرك الدولي من خلال الأمم المتحدة والجهات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن الروس يريدون حلاً يناسبهم عبر زيادة النزيف السوري، ولكن مقاربتهم فاشلة، وما لم تخضع للقرارات الدولية فسيكون مزيد من المستنقع الأسدي الإيراني.
واعتبر العريضي أن الضربة الأميركية البريطانية الفرنسية لمواقع السلاح الكيميائي للنظام، فضحت المجتمع الدولي الذي تجاوب بشكل مربك وخجول، منوهاً بأن الضربة أصابت موقع السلاح للنظام ولكنها لم تنل من النظام والفاعل الحقيقي. وقال: «كان المفترض في الضربة تقريب وتحريك العمل السياسي لأن المقاربة العسكرية أثبتت فشلها، ولكن إصرار الروس على تفصيل حل يناسبهم يُبقي على آلة الاستبداد».
وعمّا بدت عليه هيئة المفاوضات من تباينات في مكوناتها وفقاً للحديث الذي ورد على لسان رئيسها الدكتور نصر الحريري، مؤخراً، قال العريضي: «تباينات الرؤى في مكونات الهيئة أمر طبيعي لأن الهيئة ليست حزباً سياسياً واحداً بل جسد مؤلف من مكونات سياسية من مختلف التيارات السياسية»، لافتاً إلى أن مكونات الهيئة تختلف في طريقة التعبير تجاه إيجاد حل سياسي للأزمة، وما يجمعها هو الإصرار على تطبيق القرارات الدولية لتخليص سوريا من الاستبداد. وتابع: «الهيئة رغم التباينات لا تزال متماسكة ومتواصلة بنفس واحد مع الجهات ذات التأثير».
ونوّه بأن المعارضة ليست منتخبة ولا تدّعي تمثيل كل السوريين وليست طامعة بكرسي الحكم بديلاً عن النظام، ولكن من أجل السوريين وبلد حر آمن يسهم أبناؤه في الحضارة الإنسانية كما كانوا سابقاً.
«هيئة التفاوض» متماسكة وتُجري اتصالات لحل سياسي
الناطق باسمها اعتبر دعوة موسكو لمحاربة «داعش» مناورة
«هيئة التفاوض» متماسكة وتُجري اتصالات لحل سياسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة