رئيس مجلس النواب الليبي يتوقع حكومة وحدة قبل نهاية العام

TT

رئيس مجلس النواب الليبي يتوقع حكومة وحدة قبل نهاية العام

أعلن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي (طبرق)، أنه طلب رسمياً من الحكومة المغربية حث الأطراف الليبية، وأيضاً مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، على تسريع وتيرة حل الأزمة، والتقدم بالاقتراح المطلوب لتعديل الاتفاق السياسي (اتفاق الصخيرات)، لتخرج ليبيا من أزمتها الراهنة.
وقال صالح، أمس، قبيل مغادرته الرباط، في ختام زيارة رسمية للمغرب على رأس وفد مهم، إن المغرب «سيكون له دور ريادي أكبر فيما يخص تسريع وتيرة تسوية الأزمة الليبية»، وعبر عن اعتقاده أن الأوضاع في ليبيا «تسير بخير»، متوقعاً أنه سيتم حل المشكلات بليبيا قبل نهاية هذا العام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأبرز المسؤول الليبي أن زيارته للمغرب جاءت بناء على دعوة من رئيس مجلس النواب المغربي، وقال بهذا الخصوص: «لقد كانت زيارة ناجحة، وجدت فيها تفهماً وانشغالاً من المغرب الشقيق بالشأن الليبي، كما لمست رغبة في المساعدة على حل الأزمة الليبية». وبالإضافة إلى العلاقات الثنائية، أبرز المسؤول الليبي أن مباحثاته مع المسؤولين المغاربة تمحورت أيضاً حول العلاقات التاريخية والاجتماعية بين البلدين، ومسألة دخول الليبيين للمغرب.
كان رئيس مجلس النواب الليبي قد صرح، مساء أول من أمس، بأن «اتفاق الصخيرات» يعد الإطار الكفيل بتسوية الخلاف السياسي بين فرقاء الأزمة في ليبيا. كما أشاد صالح، في لقاء صحافي أعقب مباحثاته مع ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب والتعاون الدولي، بـ«اتفاق الصخيرات» الذي يعد إطاراً ملائماً لتسوية الصراع الليبي، بيد أنه شدد على أن المرحلة الراهنة والظروف السياسية التي تمر بها البلاد تملي ضرورة إدخال بعض التعديلات على الاتفاق لجعله يستجيب لتطلعات كل الأطراف.
وأوضح عقيلة أن هذه التعديلات البسيطة تهم على الخصوص تعديل تركيبة المجلس الرئاسي من 9 أشخاص إلى 3 أشخاص، على اعتبار أن ليبيا تنقسم إلى 3 أقاليم، مبرزاً أن هذا المجلس، الذي يتولى السلطة التنفيذية ويحل مكان رئيس الجمهورية، ويكلف أيضاً رئيس الوزراء ويشكل الحكومة، سيمكن في مرحلة لاحقة من توحيد مؤسسات البلاد.
وشدد صالح على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي في أسرع وقت ممكن من أجل «إنقاذ ليبيا، وتوحيد مؤسساتها، وضمان العيش الكريم لمواطنيها»، علماً بأن البلاد تملك جميع المقومات الكفيلة بمساعدتها على بلوغ أهدافها الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.
من جهته، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي إن «اتفاق الصخيرات»، الموقع بين الفرقاء السياسيين في ليبيا في المغرب، «يشكل اليوم الأرضية الوحيدة التي يجتمع حولها كل الليبيين»، كما يشكل «إطاراً سياسياً لمرحلة انتقالية تمكن ليبيا من المرور نحو إحداث مؤسسات شرعية قوية».
وأضاف الوزير المغربي أن «اتفاق الصخيرات» هو «اتفاق انتقالي يحتاج إلى تكييفه مع مختلف التغيرات والتطورات، ومع آراء كل الأطراف الليبية»، مشدداً على ضرورة الإسراع في استكمال المرحلة الانتقالية، والمرور إلى الانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية، التي تتيح إفراز المؤسسات الشرعية.
وذكر بوريطة أن المباحثات، التي أجراها مع رئيس مجلس النواب الليبي، تناولت الوضع في ليبيا، ومدى تقدم المسلسل السياسي، الذي من شأنه تحقيق استقرار وازدهار هذا البلد المغاربي. كما جدد بوريطة التأكيد على الدعم الثابت والمواقف الواضحة للمملكة المغربية حيال الوضع في ليبيا، التي ترتكز على 3 نقاط أساسية، وهي: إن «حل الأزمة بيد الليبيين فقط، باعتبار أنهم الأدرى بمصلحة ليبيا»، وإن المغرب منخرط في إطار المجهودات الأممية الرامية إلى بلوغ تسوية سياسية متفق بشأنها من قبل جميع الأطراف.
وثالثاً، يضيف بوريطة، أن «مصلحة المغرب الوحيدة هي استقرار هذا البلد المغاربي، ومن ثم فإن المملكة تظل على مسافة واحدة من جميع الأطراف، كما أن أرضها مفتوحة للجميع من أجل الدفع نحو حل هذه الأزمة، بما يضمن تحقيق طموحات الشعب الليبي».
وفي غضون ذلك، قال خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى الليبي (طرابلس)، أول من أمس، إن المغرب لعب دوراً «نموذجياً وإيجابياً» لحل الأزمة الليبية، على خلاف دول أخرى أعطت الأولوية لمصالحها الخاصة على حساب ليبيا.
وقال المشري، عقب محادثاته مع الوزير بوريطة، إن «المغرب لعب في هذه الأزمة دوراً نموذجياً وإيجابياً، على عكس كثير من الدول الأخرى التي أعطت الأولوية لمصالحها الخاصة على حساب ليبيا».
وأبرز المشري أن هذه الدعوة الجديدة من المغرب تندرج في هذا السياق، وتروم الجمع بين وجهات نظر مختلف الأطراف، وأضاف: «إننا لم نكن أبداً قريبين على هذا النحو من الإجماع على كثير من نقاط الخلاف»، مؤكداً أن هناك اليوم «إرادة واضحة» للخروج من الأزمة الليبية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.