8 منظمات دولية تحذر من عدم تحقيق أهداف مؤتمر بروكسل حول سوريا

TT

8 منظمات دولية تحذر من عدم تحقيق أهداف مؤتمر بروكسل حول سوريا

حذرت ثماني منظمات دولية رائدة من عدم تحقيق أهداف مؤتمر بروكسل الثاني حول سوريا الذي يعقد الثلاثاء والأربعاء المقبلين، وقالت إنه يجب على الجهات المانحة والحكومات التي ستجتمع في المؤتمر اغتنام الفرصة لإحداث تغيير لملايين السوريين المستضعفين في بلدهم الذي مزقته الحرب وفي دول الجوار، وذلك من خلال الوفاء بالتزاماتها السابقة لحماية النازحين ولتمويل المساعدات الإنسانية.
وذكرت المنظمات الإنسانية كيف أن الأطراف المتقاتلة داخل سوريا قد منعت وصول المساعدات بشكل منهجي ومتعمد، ملحقة بذلك الضرر بالمدنيين ومحولة العاملين في المجال الإنساني إلى أهداف حية. وفي عام 2017، وافقت الحكومة السورية على 47 مطلباً من أصل 172 لقوافل مساعدات الأمم المتحدة (27.3 في المائة)، وهو انخفاض ملحوظ عن عام 2016 عندما تمت الموافقة على 117 مطلباً من أصل 258 (45.3 في المائة).
أما في الدول المجاورة، فلا يزال هنالك 2.7 مليون طفل سوري خارج المدرسة. ولا تزال الحماية القانونية لملايين السوريين غائبة داخل البلاد وخارجها؛ مما يقيد الالتزامات التمويلية المتعلقة بالمساعدة والتعليم وخلق فرص العمل. وفي الوقت نفسه، قد يجبر مئات الآلاف من السوريين على خطر العودة إلى أحياء غير آمنة ومدمرة وملغومة تفتقر إلى الخدمات الأساسية، أو لا يزال بها قتال ناشط.
وقالت مارتا لورنزو، المديرة الإقليمية لمنظمة «أوكسفام» بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «إن السياسيين يقدمون الوعود علي عجالة، لكن يتباطأون عن التنفيذ. عليهم الالتزام بوعودهم تجاه الشعب السوري. في مؤتمر العام الماضي تم وصف إعادة التوطين بأنها خيار حيوي بالنسبة إلى اللاجئين المستضعفين، رغم أن عدد السوريين الذين أعيد توطينهم قد شهد تراجعاً، بينما استقر أقل من 3 في المائة فقط من اللاجئين السوريين في البلدان ذات الدخل المرتفع - ولدينا أمثلة كالولايات المتحدة التي قبلت فقط 11 لاجئاً سورياً هذا العام».
من جهته، قال توم كريفت، المدير الإقليمي لمنظمة إنقاذ الطفل: «تظهر أحدث البيانات أنه على الرغم من تعهدات المؤتمرات السابقة بضم جميع الأطفال اللاجئين إلى المدارس، فإن ثلث الأطفال السوريين ما زالوا محرومين من حقهم في التعليم. نحن في حاجة إلى مجهود أكبر في متابعة الالتزامات السياسية والمالية، والتأكد من جديتها وأنها تؤدي إلى تغيير ملموس للأطفال على أرض الواقع».



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.