دزيكو يعود للتألق ويقود روما في نصف نهائي دوري الأبطال

أثبت أن خروجه من مانشستر سيتي ليس دليلاً على فشله في الدوري الإنجليزي

دزيكو أكد جدارته  بمكانة مرموقة  بين المهاجمين الكبار (أ.ف.ب) - دزيكو يسجل في مرمى برشلونة ليمنح روما التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)
دزيكو أكد جدارته بمكانة مرموقة بين المهاجمين الكبار (أ.ف.ب) - دزيكو يسجل في مرمى برشلونة ليمنح روما التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)
TT

دزيكو يعود للتألق ويقود روما في نصف نهائي دوري الأبطال

دزيكو أكد جدارته  بمكانة مرموقة  بين المهاجمين الكبار (أ.ف.ب) - دزيكو يسجل في مرمى برشلونة ليمنح روما التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)
دزيكو أكد جدارته بمكانة مرموقة بين المهاجمين الكبار (أ.ف.ب) - دزيكو يسجل في مرمى برشلونة ليمنح روما التأهل لنصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)

من بين المتع التي يشعر بها المرء لدى متابعته كرة القدم الأوروبية أنها كثيراً ما تستعين بوجوه مألوفة كانت قد ابتعدت بعض الشيء عن بؤرة الضوء منذ رحيلها عن إنجلترا لكنها تعاود التألق مرة جديدة في مكان جديد.
وينطبق هذا القول بدرجة أقل على النجوم العالميين أمثال غاريث بيل ولويس سواريز، اللذين يشاركان في ناديين دائماً ما يحتلان صدارة الأخبار، بينما ينطبق بدرجة أكبر على اللاعبين الأجانب أصحاب الشخصيات الغريبة بعض الشيء، مثل أصحاب المواهب اللافتة الذين يحظون بشهرة واسعة وإعجاب بالغ رغم أنهم على أرض الواقع لم يحققوا قط إنجازات ترقى لمستوى سمعتهم، أو من يختفون فجأة عن الأنظار ليعاودوا الظهور مرة أخرى خلال مقابلة صحافية ليشتكوا من الطعام والناس والطقس وجميع عناصر «حياة الجحيم التي يعيشها في إنجلترا».
وإذا ما رغبنا في تذكير أنفسنا بالعالم القائم فيما وراء الدوري الإنجليزي الممتاز، يكفينا إلقاء نظرة على فوز مارسيليا الفرنسي في دور ربع النهائي من بطولة الدوري الأوروبي أمام لايبزيغ الألماني. خلال المباراة، استعان الفريق الفرنسي بكوستاس ميتروغلو في مركز متقدم، بجانب عدد من العناصر الأخرى التي تثير ذكريات من الماضي في نفوس المشجعين الإنجليز. خلال المباراة، سجل فلوريان توفان، الذي سبقت له محاولة إبهار جماهير نيوكاسل، هدفاً في الدقيقة 38، ونجح ديميتري باييه، الذي جرى النظر إليه كبطل داخل وستهام يونايتد قبل أن يرحل بصورة رديئة عن النادي، في تسجيل هدف حاسم معتمداً على مهاراته الرفيعة.
وتدفقت ذكريات الماضي أكثر فأكثر بعد اللحظة السحرية التي سجل خلالها باييه الهدف. وسار الحال على منوال مشابه على أرض الملعب الأولمبي (أولمبيكو) في إيطاليا، حيث نجح روما في إلحاق الهزيمة ببرشلونة والدفع به خارج بطولة دوري أبطال أوروبا، مع بلوغ فدريكو فازيو مستوى من الإبداع الدفاعي لم نره منه أبداً في أثناء مشاركته في صفوف توتنهام هوتسبر. كما أثبت ألكسندر كولاروف وإدين دزيكو أن ثمة حياةً بعد الرحيل عن مانشستر سيتي.
وليس المقصود هنا توجيه النقد إلى قرار جوسيب غوارديولا ببيع كولاروف الصيف الماضي، أو إخفاقه في العودة بآلة الزمن إلى عام 2015 للحيلولة دون رحيل دزيكو عن مانشستر سيتي عام 2015. بالتأكيد، كان ثمة قدر كبير من سوء الحظ بالنسبة إلى غوارديولا أن يسحق دزيكو برشلونة في ذات الليلة التي سقط فيها مانشستر سيتي أمام ليفربول، لكن هذا ربما يسهم في إقرار سابقة خطيرة إذا ما أُجبر غوارديولا على تحمل اللوم عن الأشياء التي حدثت قبل توليه مسؤولية تدريب مانشستر سيتي. وأين قد ينتهي بنا ذلك؟ ربما قريباً سيجد نفسه مضطراً إلى الاعتذار عن الهدف الذي سجله جيمي بولوك في مرماه وقرار ضم رودني مارش للنادي.
الأهم عن ذلك، أن دزيكو ربما لم يكن ليتوافق مع مانشستر سيتي بوجهه الحالي، ذلك أن اللاعبين الذين يشاركون في مركز «المهاجم الواحد الصريح» نادراً ما يلفتون أنظار غوارديولا. ومع أنه سبق أن فكر في الاستعانة بلاعب في هذا المركز في أثناء تدريبه برشلونة، فإن الحال انتهى به إلى الاعتماد على زلاتان إبراهيموفيتش، بجانب أنه لم يتوافق تماماً مع روبرت ليفاندوفسكي داخل بايرن ميونيخ. وعليه، فإنه ربما في نهاية الأمر كان المدرب سينظر إلى دزيكو باعتباره لاعباً تقليدياً على نحو مفرط.
ومع هذا، تظل الحقيقة أن هناك أكثر من أسلوب للعب كرة القدم، حتى وإن كان الأسلوب الذي يطرحه غوارديولا الأكثر دقة وإثارة للمتعة. كان من الرائع مشاهدة دزيكو وهو يسحق برشلونة، خصوصاً أنه من الصعب تذكر لحظة قدم خلالها المهاجم البوسني مثل هذا المستوى الرفيع من الأداء القوي عندما كان في صفوف مانشستر سيتي. في الواقع، سجل اللاعب عدداً لا بأس به من الأهداف المهمة خلال فترة وجوده في الدوري الإنجليزي، منها هدف التعادل الذي سبق هدف الفوز الحاسم الذي سجله سيرغيو أغويرو في مرمى كوينز بارك رينجرز عام 2012. بجانب اضطلاعه بدور فاعل كلاعب بديل. كما عاون دزيكو مانشستر سيتي في الفوز ببطولات، وسجل 72 هدفاً على امتداد 4 أعوام ونصف العام ولاقى قبولاً كبيراً من جانب الجماهير. ومع هذا، ظل هناك دوماً شعور بوجود إمكانات غير مستغلة لدى اللاعب، وكان مستحقاً لأن يكون عنصراً بالتشكيل الأساسي للفريق.
ودعونا لا ننسى أن دزيكو جرى وصفه باعتباره ماركو فان باستن الجديد عندما انضم إلى مانشستر سيتي في يناير (كانون الثاني) 2011. وكان قد عاون فولفسبرغ على تحقيق إنجاز تاريخي باقتناص بطولة الدوري الألماني الممتاز عام 2009. وتمكن اللاعب من تأكيد مكانته باعتباره أعظم هداف تنجبه منطقة البوسنة والهرسك، وبدا قادراً على التألق في إطار بطولة الدوري الإنجليزي. ومع هذا، فإنه إذا ما أردت التعرف على السبب وراء سماح مانشستر سيتي برحيله، فإن حقيقة تسجيله 3 أهداف فقط على مدار 4 مواسم في بطولة دوري أبطال أوروبا ربما تشكل نقطة بداية جيدة.
وبحلول وقت انضمامه إلى روما، بدا أن سحره تلاشى. وبالفعل، بدا أنه يواجه صعوبات شديدة خلال عامه الأول في الدوري الإيطالي. وخلال موسمه الثاني هناك، تمكن من إحراز 39 هدفاً في جميع المسابقات، ثم سرعان ما ارتقى بأدائه هذا العام إلى مستوى مبهر تجلى بشكل خاص في صولاته وجولاته في دوري أبطال أوروبا. وقد سجل هدفاً متميزاً خلال المواجهة أمام تشيلسي والتي انتهت بالتعادل 3 - 3 على أرض معلب ستامفورد بريدج في أكتوبر (تشرين الأول) خلال مباريات دور المجموعات، علاوة على تسجيله هدفاً حاسماً في شباك شاختار دونتيسك، ونجح في بث الحياة في فريقه في وقت قاتل منذ أسبوعين فقط داخل استاد كامب نو.
وحقق روما حلمه الذي كان بعيد المنال وخارج التوقعات، بوصوله إلى نصف النهائي رغم خسارته ذهاباً خارج ملعبه أمام العملاق الإسباني برشلونة 1 – 4، قبل أن يحقق الإنجاز إياباً بفوزه بين جماهيره بثلاثية نظيفة.
لقد كانت لحظة التألق الحقيقية لدزيكو، حيث أظهر اللاعب مهارات قيادية مميزة ونجح في تشتيت انتباه مدافعي برشلونة غيرارد بيكيه وصامويل أومتيتي بقوته ومهارته الملحوظة في التعامل مع الكرات العالية قبل أن يمنح روما زخماً هائلاً بفوزه بركلة جزاء خلال الشوط الثاني.
ويستعد دزيكو، البالغ 32 عاماً، لمواجهة الغد في الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا، حيث سيكون على موعد مع مواجهة ليفربول وزميله السابق محمد صلاح، ومن يدري ربما قصته كانت لتتخذ منحى مغايراً تماماً لو أن تشيلسي نجح في ضمه من جديد إلى الدوري الممتاز في يناير الماضي.
مونتشي المدير الرياضي للنادي أشار إلى أهمية دزيكو وقال: «نعم، بفضل تألقه بإمكاننا التفكير بدوري الأبطال، التفكير في الوصول للنهائي. الآن هو وقت الحلم، لأن الأحلام التي تبدو مستحيلة لا تحقَّق إلا خلال اليقظة. إلى الأمام روما».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».