«صراع الغابة» يقلق مدرب إنجلترا في المونديال

الصحافة الإسبانية بمرارة: وقعنا بين كماشتي هولندا والبرازيل

جانب من مراسم قرعة كأس العالم 2014 في البرازيل (أ.ف.ب)
جانب من مراسم قرعة كأس العالم 2014 في البرازيل (أ.ف.ب)
TT

«صراع الغابة» يقلق مدرب إنجلترا في المونديال

جانب من مراسم قرعة كأس العالم 2014 في البرازيل (أ.ف.ب)
جانب من مراسم قرعة كأس العالم 2014 في البرازيل (أ.ف.ب)

نشرت صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية أمس السبت صورة لروي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم على صفحتها الخلفية وهو في حالة من التأثر بينما الإيطالي ماريو بالوتيللي والأوروغواياني لويس سواريز يحتفلان من خلفه، تحت عنوان «صراع في الغابة».
ولخصت هذه الصورة رد الفعل الإنجليزي بعد أن أسفرت قرعة مونديال البرازيل عن وقوع الفريق في المجموعة الرابعة بجوار أوروغواي وإيطاليا وكوستاريكا، دون أن تنسى الصحيفة أن تشير إلى أن منتخب الأسود الثلاثة سيخوض مباراته الأولى في المونديال في ماناوس، بغابات الأمازون.
وأعرب هودجسون بالفعل عن قلقه من أن المنتخب الإنجليزي سيضطر للعب وسط الرطوبة ودرجات الحرارة العالية في ماناوس، مما أدى إلى حدوث مشاحنة سخيفة دفعت عمدة ماناوس للقول، إنه لا يريد إنجلترا بل فريق ذات مدرب أكثر احتراما يقدم أداء أفضل في كرة القدم.
ولكن الآن يتحتم على هودجسون أن يتحلى بالدبلوماسية، كذلك أعرب تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي عن قلقه من درجات الحرارة المرتفعة التي من المتوقع أن تصل إلى نحو 35 درجة مئوية، مع رطوبة عالية أيضا، مما دفعه لاقتراح إدخال نظام الوقت المستقطع على المباريات من أجل منح الفرصة للاعبين لشرب المياه.
وعبر الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم جريج ديك عن رد فعله إزاء قرعة المونديال عبر تحريك إصبعه على رقبته، في دلالة على الذبح، الذي تعرض له منتخب بلاده وفوجئ ديك بعد ذلك بأنه تم نقل إيماءته عبر شاشات التلفاز.
واحتفظ هودجسون بتفاؤله رغم أنه تم وصف هذه المجموعة، بمجموعة الموت، وقال المدرب الإنجليزي: «أعتقد أنها ستكون في منتهى الصعوبة، إذا كان سيطلق عليها هذا الاسم، فينبغي التفكير في أن وجودنا يساهم في ذلك، لأن الناس لن تهز رؤوسها في حالة من السعادة لأنهم سيواجهون إنجلترا».
وأضاف هودجسون: «لا أستطيع أن أنكر أنها ليست المجموعة التي كنا نفضلها لأنفسنا، إنني سعيد بأن (المدربين الآخرين) أطلقوا كل الأسماء الممكنة لوصف المجموعة، أما أنا فأسميها المجموعة الرابعة».
وبعد مواجهة إيطاليا في ماناوس، يلتقي المنتخب الإنجليزي نظيره أوروغواي في ساو باولو ثم يواجه كوستاريكا في بيلو هوريزونتي، وهي المدينة التي خسر عليها الفريق أمام نظيره الأميركي بهدف دون رد في كأس العالم 1950.
وأوضح هودجسون: «(الأوروغواياني) لويس سواريز لاعب من طراز فريد، وكذلك أدينسون كافاني، مثلهما مثل بالوتيللي وبيرلو، والكثير من اللاعبين الآخرين».
وختم هودجسون حديثه بالقول: «أود التفكير في أننا لدينا واحد أو اثنان (لاعب من طراز فريد) في فريقنا أيضا، تم سؤالي من قبل محطة تلفزيونية إيطالية بشأن كيفية سد المنافذ على بالوتيللي وبيرلو، ولكن ربما عليهم هم أن يبدأوا التفكير في كيفية إيقاف ستيفين جيرارد وواين روني».
من جهتها، سلطت الصحافة الإسبانية الضوء على المجموعة المونديالية التي وقع بها منتخب الثيران في القرعة التي جرت أول من أمس في البرازيل.
ووقع منتخب إسبانيا في مجموعة نارية أيضا هي الثانية إلى جانب هولندا وتشيلي وأستراليا.
وقالت صحيفة «ماركا»: «لم يسبق لبطل العالم ووصيفه أن التقيا في الجولة الأولى من النهائيات التالية».
من جهتها تطرقت صحيفة «إس» إلى أنه في حال عدم إنهاء منتخب إسبانيا الدور الأول في صدارة مجموعته، فإن هناك خطرا أن يواجه المنتخب البرازيلي في إعادة لنهائي كأس القارات بينهما.
وعدت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكاتالونية أن المجموعة الرابعة هي مجموعة الموت.
من جهته تعرض السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي (يويفا) إلى انتقادات لاذعة، بعدما تم وضع المنتخب الفرنسي الذي تأهل إلى مونديال البرازيل عبر ملحق فاصل، في نفس مكانة إيطاليا والمنتخبات الأوروبية الأعلى تصنيفا.
ووقع المنتخب الفرنسي في مجموعة سهلة نسبيا، حيث يلعب بجوار سويسرا والإكوادور وهندوراس.
كما تعرض الفيفا لانتقادات لاعتماده على التصنيف الشهري للمنتخبات من شهر أكتوبر (تشرين أول) الماضي، عندما كان المنتخب الإيطالي بعيدا عن أحد المراكز السبعة الأولى.
وكتبت صحيفة «أل كوريري ديللو سبورت» تحت عنوان «بلاتر وبلاتيني يا له من احتيال»، في الوقت الذي هاجم فيه المعنيون بكرة القدم تأثيرات درجات الحرارة العالية في البرازيل والتي قد تؤثر على اللاعبين وجودة الأداء.
ويشعر الإيطالي ألبرتو زاكيروني المدير الفني للمنتخب الياباني بالقلق إزاء تأثير درجات الحرارة العالية في المونديال على فريقه، بعدما عانى الساموراي كثيرا خلال كأس القارات.
من جانبها، اعتبرت الصحف الفرنسية الصادرة أمس السبت أن قرعة مونديال 2014 في البرازيل أوقعت منتخب فرنسا في مجموعة سهلة (الثالثة) إلى جانب سويسرا والإكوادور وهندوراس.
وعنونت صحيفة «لو باريزيان» «الزرق، أبطال العالم في القرعة»، وأفردت ثلاث صفحات للقرعة، مضيفة «يحق لفرنسا أن تحلم»، مضيفة «منتخب فاز بمباراة واحدة في ثلاث نهائيات كبيرة (كأس أوروبا 2008 و2012 ومونديال 2010) لا يمكن أن يكون مرشحا»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن «هذا المنتخب الذي انتفض أمام أوكرانيا يحق له أن يحلم».
وكتبت صحيفة «لا ستامبا» في صفحتها الرئيسة «كأس عالم شاقة لإيطاليا» بجانب عناوين أخرى أكثر أريحية مثل «إنجلترا لم تعد مرعبة كما كانت» و«البعض في حالة أسوأ» في إشارة إلى المجموعات السبعة الأخرى بمونديال البرازيل.
وركزت صحيفة «أل كوريري ديللو سبورت» على الأحوال الجوية، وكتبت تحت عنوان «الظهور الأول لإيطاليا في الغابة. الأجواء الجهنمية في ماناوس».
ويخوض الآزوري مباراته الأولى في المونديال في مواجهة إنجلترا مساء 14 يونيو (حزيران) المقبل في أمازوناس، والتي تشتهر بدرجات الحرارة الخانقة. ولكن مواجهة كوستاريكا وأوروغواي في 20 و24 يونيو (حزيران) في الساعة الواحدة ظهرا في مواقع ساحلية ستكون درجات الحرارة فيها شديدة.
ولم يقل برانديللي الكثير عن قوة منافسيه، وبدا واثقا في قدرات فريقه، مشددا في الوقت ذاته على أهمية الاستعداد للبطولة.
وقال برانديللي «سنحتاج إلى القوة الجسدية. عملية الإعداد بالنسبة لنا ستأخذ في الاعتبار الأحوال البيئية التي سنواجهها. منافسينا سوف يخشوننا أيضا».
كما نقلت وسائل الإعلام عن الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الروسي، حديثه عن المجموعة المبشرة التي وقع فيها فريقه، في مواجهة بلجيكا والجزائر وكوريا الجنوبية في المجموعة الثامنة، ولكنه انتقد إجراءات القرعة نفسها.
وقال كابيللو: «لسوء الحظ، مجموعة إيطاليا صعبة ولكنه وضع سخيف. غير أنه لا يصدق بأنه لم يتم وضع المنتخب الإيطالي ضمن الفرق المصنفة رغم فوزه بلقب كأس العالم أربع مرات».
وفي إسبانيا ورغم ما أكده فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني لكرة القدم عن الصعوبة الكبيرة لمجموعة الفريق في الدور الأول لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، سيطرت حالة من التفاؤل الحذر على إسبانيا أمس السبت بشأن فرص الفريق في الدفاع عن لقبه بالمونديال البرازيلي.
وعلق دل بوسكي، على المجموعة الثانية التي وقع فيها فريقه مع منتخبات
هولندا وتشيلي وأستراليا طبقا للقرعة قائلا «مجموعة صعبة تماما».
ويستهل المنتخب الإسباني حملة الدفاع عن لقبه بمواجهة نظيره الهولندي في مواجهة مكررة لنهائي المونديال الماضي الذي تغلب فيه المنتخب الإسباني على نظيره الهولندي 1 / صفر عام 2010 بجنوب أفريقيا.
وقال دل بوسكي «لن تكون مجموعة سهلة بالنسبة لنا. إنها صعبة تماما. لا أصفها بأنها مجموعة الموت ولكنها صعبة».
وإضافة لصعوبة المجموعة، سيجد الفريق الذي يحتل المركز الثاني بها نفسه في مواجهة تحد هائل بالدور الثاني (دور 16) حيث ينتظر أن يلتقي المنتخب البرازيلي صاحب الأرض والمرشح لصدارة المجموعة الأولى.
وحاول دل بوسكي ارتداء قناع الشجاعة وقال «علينا أولا أن نضمن صدارة المجموعة. هذا هو الأهم الآن».
وجاءت ردود وسائل الإعلام مزيجا من القلق والسخط حيث أشارت معظم الصحف إلى أن المنتخب الفرنسي، الذي خسر أمام إسبانيا في التصفيات، حظي بقرعة أفضل وأسهل رغم تأهله للنهائيات بصعوبة ومن خلال الملحق الأوروبي الفاصل.
وكان عنوان صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية هو «حتى (القرعة) أكثر صعوبة» في إشارة إلى الصعوبات الأخرى التي تواجه المنتخب الإسباني بغض النظر عن القرعة مثل الضغوط الواقعة عليه والتي تطالبه بأن يكون أول منتخب أوروبي يدافع عن لقبه في أرض أميركية علما بأن آخر منتخب دافع عن لقبه كان المنتخب البرازيلي في 1962 كما لم يسبق لأي منتخب أوروبي أن توج باللقب العالمي على أرض أميركية. بينما كانت صحيفة «إس» الرياضية هي صاحبة العنوان الأكثر جرأة وشجاعة حيث تساءلت «من ذكر الخوف؟».
وأوضحت «هناك أسباب رائعة للتفاؤل بدلا من التشاؤم. إذا أنهينا الدور الأول في صدارة المجموعة، لن نواجه المنتخب البرازيلي إلا في النهائي».
إضافة لهذا، لدينا فريق رائع، من أفضل الفرق في التاريخ».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».