الجيش المصري يعلن مقتل قائد كبير في «داعش سيناء»

محكمة النقض ترجئ طعن مرسي وبديع و1552 مواطناً على إدراجهم في قوائم «الإرهابيين»

آليتان عسكريتان في نقطة حراسة في شمال سيناء بعيد بدء عملية طرد المتشددين منها في فبراير الماضي (إ.ب.أ)
آليتان عسكريتان في نقطة حراسة في شمال سيناء بعيد بدء عملية طرد المتشددين منها في فبراير الماضي (إ.ب.أ)
TT

الجيش المصري يعلن مقتل قائد كبير في «داعش سيناء»

آليتان عسكريتان في نقطة حراسة في شمال سيناء بعيد بدء عملية طرد المتشددين منها في فبراير الماضي (إ.ب.أ)
آليتان عسكريتان في نقطة حراسة في شمال سيناء بعيد بدء عملية طرد المتشددين منها في فبراير الماضي (إ.ب.أ)

أعلن الجيش المصري، أمس، مقتل قائد كبير في تنظيم «داعش سيناء»، فيما أرجأت محكمة النقض نظر الطعن الذي أقامه 1554 مواطناً بينهم الرئيس الأسبق، محمد مرسي، ومرشد جماعة «الإخوان»، محمد بديع، على قرار إدراجهم في قوائم «الإرهابيين»، وقررت تحديد الثاني من يوليو (تموز) المقبل موعداً للنطق بالحكم في القضية.
وقال الجيش المصري في بيان، أمس: «إنه استمراراً لجهود القوات المسلحة في إحكام السيطرة على مناطق مكافحة النشاط الإرهابي بشمال ووسط سيناء، قامت قوات الجيش الثالث الميداني بمداهمة عدد من المناطق الجبلية الوعرة وسط سيناء، وأسفرت عملية المداهمة عن القضاء على (ناصر أبو زقول) أمير التنظيم الإرهابي بوسط سيناء، وذلك بعد تبادل كثيف لإطلاق النيران».
وأفاد بيان الجيش بأن عناصره عثرت بحوزة القيادي الكبير في «داعش» على «بندقية آلية، وقنبلتين يدويتين، وكمية كبيرة من الذخائر، و6 خزائن بندقية آلية، وجهاز اتصال لاسلكي».
وشدد الجيش على أن قواته وعناصر الشرطة ستواصل «جهودها للقضاء على العناصر التكفيرية والإجرامية بوسط سيناء».
وتواجه مصر منذ 5 سنوات تقريباً هجمات «إرهابية» مختلفة طالت مدنيين وعسكريين من قوات الجيش والشرطة في مناطق مختلفة من أنحاء البلاد، وكانت أكثر عنفاً في الفترة التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، في أجواء «ثورة 30 يونيو» (2013) التي واكبتها مظاهرات شعبية حاشدة ضد استمراره في الحكم.
من جهة أخرى، حددت محكمة النقض 2 يوليو المقبل موعداً للنطق بالحكم في الطعون المقدمة من 1554 شخصاً من المدرجين على قوائم الإرهابيين، ومن بينهم الرئيس الأسبق مرسي، ومرشد جماعة «الإخوان» محمد بديع، ونائبه الأول خيرت الشاطر، ورئيس مجلس الشعب المنحل سعد الكتاتني، وقائد منتخب مصر لكرة القدم السابق محمد أبو تريكة، ورجل الأعمال صفوان ثابت.
وشهدت جلسة، أمس، حضوراً كثيفاً من المحامين عن المتهمين، وكان أبرزهم رئيس البرلمان السابق القيادي في الحزب الوطني (المنحل) فتحي سرور. وطالب عدد من أعضاء هيئة الدفاع بأن يتم إعادة نظر القضية أمام محكمة الجنايات، في حين طالب آخرون محكمة النقض أن تقضي بإلغاء القرار من تلقاء نفسها.
وقال بعض أعضاء هيئة الدفاع إن «المدرجين بقائمة الإرهابيين غير منتمين إلى أي جماعة أو تنظيم محظور، علاوة على أنهم لم يوجه إليهم أي اتهام في جريمة جنائية.
وتضمن رأي النيابة (غير الملزم) في القضية إلغاء قرار الإدراج في قوائم «الإرهابيين»، وإعادة القضية إلى محكمة جنايات القاهرة، لتصدر فيه دائرة أخرى قراراً جديداً.
وكانت الجريدة الرسمية قد نشرت في 4 يونيو (حزيران) 2017، قرار محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار خليل عمر، الصادر بإدراج المتهمين في قضية «تمويل الإخوان» التي تحمل الرقم 653 لسنة 2014. على قوائم الإرهابيين لمدة 3 سنوات تبدأ من تاريخ صدور القرار في 12 يناير (كانون الثاني) 2017 مع ما يترتب على ذلك من آثار وفقاً لقانون الكيانات الإرهابية رقم 8 لسنة 2015.
ومن بين العقوبات المترتبة على إدراج شخص في قائمة «الإرهابيين» في مصر: «منعه من السفر، وفقدان شرط حسن السمعة والسيرة، وتجميد أمواله متى استخدمت في ممارسة نشاطه الإرهابي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.