الأحمر يحتوي خلافاً طارئاً بين «الإصلاح» و«الناصري»

TT

الأحمر يحتوي خلافاً طارئاً بين «الإصلاح» و«الناصري»

أفادت مصادر حزبية مطلعة في الرياض لـ«الشرق الأوسط» بأن جهودا ناجحة قادها نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر لاحتواء الخلاف الطارئ بين بعض القوى الحزبية المساندة للشرعية في محافظة تعز على خلفية التباينات في المواقف السياسية بشأن الأوضاع الميدانية في المحافظة.
وقالت المصادر إن الأحمر شدد على إنهاء التوتر والتراشق الإعلامي الذي تصاعد في الأسبوع الأخير بين الناشطين الموالين لحزب التجمع اليمني للإصلاح من جهة، والناشطين المنتمين إلى حزب التنظيم الوحدوي الناصري من جهة أخرى، وهما حزبان رئيسيان في التكتل المساند للشرعية اليمنية في مواجهة الانقلاب الحوثي.
وكانت أطراف تابعة لحزب «الإصلاح» دعت إلى التظاهر في تعز الجمعة الماضي رفضا لمشاركة القوات التي يقودها نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل طارق صالح في تحرير تعز من الحوثيين، وسط اتهامات للمحافظ أمين محمود المحسوب على الناصريين ولبعض القادة العسكريين بأنهم ينسقون لتسليم تعز إلى قوات طارق الذي يرون فيه خصما لدودا رغم انشقاقه عن الحوثيين. وفيما اتهم الناشطون الناصريون حزب الإصلاح بأنه لا يقبل بالتعايش مع القوى الأخرى ويسعى للاستئثار بأي مكاسب سياسية، رد ناشطو الإصلاح في حملاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية من حجم تأثير الحزب الناصري وثقله في الشارع اليمني. وكشفت المصادر عن أن جهود نائب الرئيس الأحمر القريب من حزب الإصلاح أثمرت عن وعود من الطرفين بوقف تأجيج الخلاف الحزبي في تعز والتركيز على توحيد الجهود لاستكمال تحريرها من ميليشيا الحوثيين بالاستفادة من كل الدعم المقدم من دول التحالف الداعم للشرعية. وفي هذا السياق، كشفت المصادر الرسمية للحكومة عن لقاء جمع الأحمر أمس في الرياض بقيادات الناصري، وفي مقدمهم الأمين العام للحزب عبد الله نعمان، والقيادي في الحزب سلطان العتواني الذي يشغل أيضا منصب مستشار رئيس الجمهورية.
وأفادت وكالة «سبأ» بأن الأحمر أكد خلال اللقاء «أهمية وحدة موقف الأحزاب السياسية تجاه القضايا الوطنية وفي مقدمتها الموقف من انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية وإرادة الشعب اليمني، وأشاد بمواقف الأحزاب الداعمة للشرعية ومنها التنظيم الوحدوي الناصري». وناقش الأحمر مع القياديين الناصريين، بحسب ما ذكرته الوكالة «المستجدات والأوضاع الميدانية والسياسية وجهود استعادة الدولة والمتطلبات الأساسية لبناء اليمن الاتحادي القائم على الشراكة والعدالة والمساواة وما يواجه هذا المشروع الوطني من عراقيل».
ويبدو أن جهود الأحمر في نزع فتيل التوتر بين الإصلاح والناصري في تعز آتت أكلها على الفور، إذ يرجح أن الاجتماع الذي عقده أمس المحافظ أمين محمود مع تحالف القوى السياسية في المحافظة، وهو التحالف الذي يضم مختلف الأحزاب بما فيها الإصلاح والناصري، جاء تتويجا لهذه الجهود.
وذكرت المصادر الرسمية أن المحافظ محمود أشاد بدور تحالف القوى السياسية في المحافظة المساند للشرعية الدستورية واستشعاره المسؤولية الوطنية واستيعابه للواقع والظروف الاستثنائية التي تعيشها المحافظة كما ناقش مع التحالف الحزبي، تطورات الأوضاع في المحافظة في ظل الحرب والحصار التي تفرضها الميليشيا الحوثية الانقلابية على تعز.
وأفادت «سبأ» بأن تحالف القوى السياسية في تعز استعرض مع المحافظ مصفوفة من المقترحات تتضمن رؤيته تجاه مختلف القضايا والحلول والمعالجات وتنفيذ أهداف التحرير وتفعيل مؤسسات الدولة، وحشد الخطاب الديني والإعلامي الذي يهدف إلى تحرير المحافظة وتطبيع الحياة فيها، كما أشاد بجهود المحافظ في تطبيع الحياة، وبموقف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى جانب الشرعية في دحر الانقلاب.
وأبدى محافظ تعز استعداده لدعم التحالف الحزبي وتنفيذ المصفوفة التي تقدم بها باعتبارها برنامج عمل مشترك، كما وعد بتوفير مقر خاص بالتحالف وتوفير المستلزمات لأداء عمله، داعياً الجميع إلى العمل تجاه هدف تحرير المحافظة وتخليصها من شرور الانقلابيين. وطبقا للمصادر الرسمية، أشار محمود إلى ما تم تحقيقه في المحافظة (تعز) من إنجازات في مختلف المجالات العسكرية والأمنية وتفعيل المؤسسات والمشروعات المستقبلية التي ستنعكس إيجابا على مستوى الأداء وضبط الاختلالات أينما وجدت. وكانت مصادر حزبية يمنية متطابقة نفت أن تكون مدينة تعز هي الهدف لقوات طارق صالح التي كانت وصلت طلائعها الضخمة قبل أيام إلى مدينة المخا الساحلية غرب تعز، وقالت إن وجهتها الأولى هي الساحل الغربي لاستكمال تحرير محافظة الحديدة في المرحلة الأولى من خطتها الرامية إلى المشاركة في القضاء على المشروع الحوثي الانقلابي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».