لبنان: أهالي موقوفين إسلاميين يتوعدون بعرقلة الانتخابات

مقاطعتها تمثل ضغطاً على «تيار المستقبل» في الشمال والجنوب

TT

لبنان: أهالي موقوفين إسلاميين يتوعدون بعرقلة الانتخابات

هدد أهالي الموقوفين الإسلاميين بعرقلة العملية الانتخابية بقطع الطرقات في يوم الانتخابات النيابية المزمع عقدها في 6 مايو (أيار) المقبل، في حال لم يقر قانون العفو العام الذي يتوقع أن يشمل أبناءهم، وذلك قبل الانتخابات، كما توعدوا بمقاطعة الانتخابات المقبلة، وهو ما من شأنه أن يشكل ضغطاً انتخابياً على تيار «المستقبل» الذي يتوقع أن يلتقي رئيسه وفداً من أهالي الموقوفين قريباً لإطلاعهم على التطورات الجديدة التي أفضت إلى إسقاط قانون العفو قبل الانتخابات.
وسقط قانون العفو العام الذي كان ينتظر أن يصدر في شهر أبريل (نيسان) الحالي، إثر إعلان وزير العدل سليم جريصاتي أول من أمس إثر لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه «ليس هناك الآن مشاريع على النار تتعلق بالعفو العام»، لافتاً إلى أنه «في الوقت المناسب ستكون وزارة العدل جاهزة لتضع مشروع عفو عام»، معتبراً أن ذلك «يجب أن يكون بعد الانتخابات النيابية».
ومثّل هذا الإعلان صدمة في صفوف أهالي الموقوفين الإسلاميين الذين كانوا قد تلقوا وعوداً من رئيس الحكومة في وقت سابق بالعمل على إنجاز قانون العفو قبل الانتخابات، وتوعد هؤلاء بتحركات على ضوء التطورات «تتحدد بعد اللقاء بالرئيس الحريري».
وقال رئيس «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ سالم الرافعي: «إننا بصدد طلب موعد للقاء الرئيس الحريري ليوضح لنا ما حصل، حتى لا نحكم بالباطل على أي طرف»، لافتاً إلى أن الحريري «على اتصال بالسياسيين ويعرف أين التغير المفاجئ الذي حصل».
وجزم الرافعي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأنه «لن تكون هناك ردة فعل قبل أن نعرف ماذا حصل»، وهو «ما قلته للإخوة الذين يتصلون بنا بغرض استشارتنا حول التطورات».
وأشار إلى «إن الأمور كانت تسير على ما يرام في اللقاء الأخير مع الرئيس الحريري الذي شكل وفداً من المختصين لدراسة المسودة مع القضاة والأخذ بملاحظات هيئة العلماء المسلمين»، لكنه لفت إلى «إننا لم نعرف ماذا حصل فجأة». وقال: «يجب أن نعرف ماذا تغير، ومن هو الطرف الذي يعرقل القانون، وبناء عليه نتواصل لنرى من هم المعرقلون، ونتخذ الموقف المناسب والإجراءات المناسبة».
وفيما دعا الرافعي للتريّث قبل الشروع في أي خطوة تصعيدية، قال المحامي محمد صبلوح وكيل عدد كبير من «الموقوفين الإسلاميين» إن الأهالي بدأوا بوضع خطة تصعيدية، تبدأ من مقاطعة الانتخابات، وقد تصل إلى قطع الطرقات في يوم الانتخابات لعرقلة عملية الاقتراع.
وقال صبلوح لـ«الشرق الأوسط» إنهم يرون أن التصعيد قبل الانتخابات «هو التحرك الأكثر تأثيراً لأنهم يدركون أن إرجاء القانون إلى ما بعد الانتخابات، سيدفعهم للانتظار أربع سنوات» (مدة ولاية مجلس النواب الجديد). وأوضح: «إن لم يأتِ القانون قبل الانتخابات، لن يأتي بعدها. أصلا، لولا الانتخابات لما طرح قانون العفو، وإرجاؤه يعني الانتظار أربع سنوات أخرى إلى حين وصول موعد الانتخابات الجديد»، مضيفاً: «تحول القانون إلى سلعة انتخابية، ولم يطرح أساساً إلا لأسباب انتخابية، وبالتالي فإنه مع تأجيله ستنتفي حظوظ إقراره قبل انتهاء ولاية مجلس النواب».
ومن شأن مقاطعة الانتخابات أن تؤثر على شعبية الرئيس الحريري وتيار «المستقبل» رغم أن صبلوح يقر بأن الحريري كان يدفع باتجاه إقرار قانون العفو، وحاول جهده لإقراره، وكان متجاوباً مع مطالب أهالي الموقوفين الإسلاميين، لكن الطرف المعرقل هو طرف آخر.
وتستند التقديرات بأن يؤثر التأجيل انتخابياً على «المستقبل» إلى أن أهالي الموقوفين الإسلاميين الذين يناهز عددهم 1300 شخص، إضافة إلى المتعاطفين معهم «يقدرون بالآلاف»، وينتخب هؤلاء في دوائر حساسة مثل طرابلس والمنية (شمال لبنان)، وصيدا (الجنوب). وتشير مصادر مواكبة إلى أن الأهالي «أصيبوا بصدمة أمس (الأول) إثر سقوط مشروع قانون العفو قبل الانتخابات، وكان القرار العفوي بألا يشاركوا في عملية الانتخابات المزمعة بعد ثلاثة أسابيع».
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد حسم في الشهر الماضي قراره باستثناء المتورطين بقتل عسكريين في الجيش والقوى الأمنية اللبنانية من أي قانون عفو، وهو الموقف الذي يلاقيه فيه الرئيس الحريري. وكان من المتوقع أن يشمل قانون العفو 1300 من السنة، إضافة إلى نحو 2000 من الشيعة وهم من المطلوبين بآلاف مذكرات التوقيف القضائية للاتجار بالمخدرات وإطلاق النار، ومعظمهم من البقاع (شرق لبنان).
وهدد أهالي المطلوبين في البقاع الأسبوع الماضي في حلقة تلفزيونية عرضتها قناة محلية بأنهم سيتخذون خطوات تصعيدية في حال لم تقر الدولة اللبنانية قانون العفو العام، قائلين إن الاتجار بالمخدرات «ليس جريمة».
وكان اجتماع عقد في منطقة الميناء في طرابلس الأسبوع الماضي ضم وفداً من الأمم المتحدة وعدداً من المشايخ في طرابلس وذلك للتباحث في موضوع العفو العام عن الموقوفين الإسلاميين. وشرح الشيخ سالم الرافعي للوفد أوضاع الموقوفين الإسلاميين وحيثيات توقيفهم. ووعد الوفد الأممي المشايخ بمتابعة الموضوع مع السلطات اللبنانية والهيئات الدولية للوصول إلى نتيجة وخاصة لمن تصدر أحكام بحقهم بعد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.