بن دغر يشدّد على توحيد العملين الأمني والعسكري تحت مظلة الشرعية

تفعيل الجهود الرامية لمنع تكرار الهجمات الإرهابية في المناطق المحررة

يمنيان يضعان حزم الحطب التي اشترياها في سيارة بصنعاء أمس في ظل ندرة الغاز في السوق (إ.ب.أ)
يمنيان يضعان حزم الحطب التي اشترياها في سيارة بصنعاء أمس في ظل ندرة الغاز في السوق (إ.ب.أ)
TT

بن دغر يشدّد على توحيد العملين الأمني والعسكري تحت مظلة الشرعية

يمنيان يضعان حزم الحطب التي اشترياها في سيارة بصنعاء أمس في ظل ندرة الغاز في السوق (إ.ب.أ)
يمنيان يضعان حزم الحطب التي اشترياها في سيارة بصنعاء أمس في ظل ندرة الغاز في السوق (إ.ب.أ)

شدد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، أمس، على ضرورة توحيد عمل الأجهزة العسكرية والأمنية تحت مظلة وزارتي الدفاع والداخلية منعاً لأي ازدواج في المهام أو تضارب في الأداء، وذلك خلال ترؤسه اجتماعاً موسعاً للجنة العسكرية والأمنية العليا في العاصمة المؤقتة عدن.
وأمر رئيس مجلس الوزراء اليمني، خلال الاجتماع الذي حضره وزيرا الداخلية والإدارة المحلية وقادة المخابرات والشرطة العسكرية والمنطقة العسكرية الرابعة، بتفعيل العمل الاستخباراتي لمنع تكرار ما وصفها بـ«الأعمال الإرهابية والإجرامية»، وبما يحفظ الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة وبقية المحافظات المحررة من قبضة الميليشيات الحوثية.
وكان بن دغر أكد، في تصريحات سابقة، أن حكومته التي عادت إلى عدن الخميس الماضي، ماضية في توفير الخدمات ووضع الحلول لكافة الملفات، وقال إن المدينة لن تشهد تكرار أي مواجهات مسلحة أو إراقة للدماء، في إشارة إلى الأحداث الدامية التي اندلعت في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، بين قوات موالية للحكومة، وبين أخرى تابعة لما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يقوده محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي.
ووقف الاجتماع الموسّع للجنة العسكرية والأمنية العليا، الذي حضره أيضاً كل من القائم بأعمال محافظة عدن أحمد سالمين ومحافظي لحج وأبين، على أهم القضايا الأمنية والعسكرية، وناقش إيجاد الحلول المناسبة لها بالتعاون مع قيادة تحالف دعم الشرعية، والتنسيق معها بما يحقق الأمن والاستقرار في عدن والمحافظات القريبة منها.
وفي حين أشار بن دغر إلى المسؤوليات الوطنية الجسام التي تقع على الجميع في تطبيع الأوضاع، والحفاظ على حياة الناس، وتوفير الأمن والاستقرار، كشف عن تلقي حكومته توجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي «تقضي بالعمل على تفعيل غرفة عمليات مشتركة لتبادل المعلومات والعمل الاستخباراتي، وتوحيد الجهود للتصدي للخلايا الإرهابية، ومطاردة عناصرها أينما وجدت وتجفيف منابعها».
وكانت العاصمة المؤقتة عدن شهدت استمراراً لمسلسل الاغتيالات والهجمات الإرهابية التي طاولت المئات من العسكريين وعناصر الأمن وخطباء المساجد والقيادات المحلية، خلال العامين الأخيرين، عقب تحرير المدينة من ميليشيات التمرد الحوثي في يوليو (تموز) 2015.
كما أدى تعدد الولاءات بين الفصائل الجنوبية المسلحة، التي كانت ساهمت إلى جانب القوات النظامية وقوات التحالف العربي في المعارك التي أسفرت عن طرد الحوثيين، إلى مشكلة لاحقة واجهتها الحكومة الشرعية. وعلى رغم محاولتها تسوية هذا الملف عبر دمج غالبية المقاتلين في قوام التشكيلات الرسمية، إلا أنها لا تزال تعاني بعض الصعوبات في استقطاب بعض الفصائل وكسب ولائها.
وقال بن دغر «إن عدن البوابة الاقتصادية لليمن واليمنيين فهي مدينة العلم والمعرفة والتاريخ والحضارة، وأمنها واستقرارها مسؤولية تقع على عاتق الجميع، وعلينا اليوم تجاوز خلافات الماضي والعمل بصورة مشتركة لمواجهة عدونا جميعاً الذي يتربص بأمننا واستقرارنا، وهو القضاء على المشروع الإيراني والميليشيات الحوثية الانقلابية، وتأسيس دولة العدالة والنظام والقانون والمواطنة المتساوية». وأفادت وكالة «سبأ» الحكومية بأن الاجتماع ناقش «عدداً من القضايا الأمنية والعسكرية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، والعمل على إيجاد خطة أمنية شاملة لتأمين المحافظات ومديرياتها، وإيجاد مناطق خضراء، واتخاذ كل التدابير الأمنية التي تحفظ للمواطن الأمن والاستقرار، وتكفل تشجيع عودة المنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية والشركات الاستثمارية، ورجال الأعمال اليمنيين وغير اليمنيين، وتسهيل إجراءات التعامل في المنافذ البرية والبحرية إلى العاصمة المؤقتة عدن، والتصدي لأي أعمال خارج النظام والقانون».
وذكرت الوكالة أن الاجتماع الأمني والعسكري أقر إزالة «العشوائيات والبسط على الأملاك العامة والخاصة في كل مديريات العاصمة المؤقتة عدن، وفقاً لما تعده السلطة المحلية بالمحافظة بمشاركة فاعلة من جميع الوحدات»، كما أكد على وحدة القرار العسكري والأمني تحت راية الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس هادي، وتفعيل عمل المؤسسات العسكرية والأمنية ودعمها بكل الإمكانات المتاحة».
وكانت مصادر حكومية ذكرت لـ«الشرق الأوسط»، في وقت سابق، أن قيادة تحالف دعم الشرعية نجحت في تذليل كل المعوقات والصعاب أمام عودة حكومة بن دغر إلى عدن، بعد شهرين من مغادرتها على خلفية الخلاف المتفاقم مع معارضيها الجنوبيين بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي سياق الأداء الحكومي نفسه، أفادت مصادر قريبة من محافظ تعز، أمين محمود، بأنه نجح أمس في نزع فتيل التوتر الذي حاولت بعض القوى إشعاله في المحافظة على خلفية تحريفها لتصريحاته الأخيرة، التي تزامنت مع مظاهرة دعت إليها رابطة أسر الشهداء والجرحى.
وأثنى المحافظ محمود على «البطولات التي سطرها الشهداء وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل الوطن وسيادته وكرامته، وإيماناً منهم بعدالة قضيتهم»، خلال لقاء أمس مع قيادة رابطة أسر الشهداء، مؤكداً أن قضية أسر الشهداء تحتل الأولوية لدى السلطة المحلية والحكومة، وأنه سيتم تدشين العمل بمكتب رعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية في المحافظة، الذي من خلاله سيتم حل كافة قضايا الشهداء. وذكرت وكالة «سبأ» أن المحافظ أمر «باستئجار مقر للرابطة واعتماد موازنة تشغيلية لها وتذليل كافة الصعوبات أمامها وفاءً وتكريماً لدماء الشهداء، كما ناقش مع قيادتها مجمل قضايا الشهداء وأسرهم، خصوصاً فيما يتعلق بالمرتبات والترقيم وظروف وطبيعة عمل الرابطة والصعوبات التي تواجهها».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».