ملتقى «بلاد الذهب» في القاهرة... إطلالة على تراث وفنون النوبة

يضم معرضاً للفن التشكيلي وعروضاً للمنتجات اليدوية

من العروض الفوتوغرافية للنوبة

«مشتاقين يا ناس للبيت.. لنبع الحبايب.. لبلاد النخيل والغيط.. مشتاقين يا ناس لبلاد الدهب»، مقطع من أغنية للفنان المصري النوبي الراحل أحمد منيب، يمكن لمسها على أرض الواقع مع زيارة «ملتقى بلاد الذهب»، الذي تحتضنه العاصمة المصرية القاهرة في الوقت الحالي، والذي يعد إطلالة على هذه المنطقة من أرض مصر، وإلقاء الضوء عليها تاريخياً وجغرافياً وثقافياً ومعمارياً وفنياً.
و«النوبة» هي المنطقة الواقعة في جنوب مصر على طول نهر النيل حتى شمال السودان، ويطلق عليها بلاد الذهب، كون اسم النوبة مشتق من لفظ‏ «‏نوب»،‏ الذي يعني باللغة المصرية القديمة الذهب.
ويضمّ الملتقى معرضاً للفن التشكيلي، يشتمل على أعمال للفنانين الذين رسموا النوبة والجنوب، إلى جانب أعمال خزفية ونحتية، وعرض فوتوغرافي للنوبة القديمة مشفوعاً بصور حديثة، فضلاً عن إتاحة المجال لعرض منتجات البيئة النوبية، كالحلي التقليدية والمصوغات والأغذية، وكذلك الفنون النوبية والمنتجات اليدوية.
يقول الفنان التشكيلي إيهاب لطفي، منسق الملتقى وصاحب فكرته: «منذ أكثر من 10 سنوات وأنا أعمل على إحياء التراث المصري القديم والنوبي تشكيلياً، حيث أقمت 10 معارض على التوالي توثق هذا التراث الزاخر، فالجنوب المصري هو مهد الحضارة والإنسانية، ومنه انساب إلى الشمال رويداً رويداً مع سريان مجرى النيل، فكان لزاماً علينا أن نلقي الضوء على هذا التراث، ونقدمه في عرض شامل يغطى كل النواحي، ويعطى فكرة كاملة عما تحويه النوبة من كنوز وأصالة وتاريخ وفنون، تقديراً للدور الذي أسهمت به في بناء تاريخ الحضارة المصرية القديمة، لذا جاءت فكرة هذا الملتقى».
ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «يضم الملتقى معرضاً للفن التشكيلي، يستعرض الفنانين الذين رسموا النوبة عبر تاريخ الحركة الفنية القديمة والمعاصرة خلال أجيال الرواد والمعاصرين والشباب، حيث يضمّ أعمالاً لـ20 فناناً، من بينهم فنانون راحلون، تكريماً لهم، مثل تحية حليم وأحمد عثمان».
ويلفت إلى أن برنامج الملتقى يضم ندوات كثيرة تستعرض النوبة تاريخياً وجغرافياً ومعمارياً، والمرأة النوبية وعلاقتها بالمجتمع، والزخارف والفنون النوبية، ومشاهدات ميدانية من النوبة، يحاضر فيها عدد من المتخصصين والباحثين في التراث النوبي، فيما يصاحب الندوات عرض صور تاريخية وأفلام وثائقية عن النوبة القديمة.
أما مجدي عثمان، مدير مركز سعد زغلول الثقافي الذي يحتضن فعاليات الملتقى، فيقول: «تحمسنا في المركز لفكرة الملتقى لكي نقدم عملاً يضيف للأجيال الجديدة ما يجعلهم يفخرون بتاريخهم وتراثهم الزاخر، فتراث النوبة هائل وممتع وفيه نوع من البكارة، ويتمثل ذلك في الزي والحلي والزخارف، والطقوس التي فيها تنوع وحفاظ على الهوية».
ويشير إلى أن حفل افتتاح الملتقى شهد احتفالية فلكلورية، عبر عروض فنية لفرق نوبية، بهدف إبراز جانب من الفنون التقليدية، إلى جانب تقديم بعض المأكولات الخاصة بالنوبة، وهو ما راق للحضور، حيث وجده أهل النوبة فرصة لعرض أفكارهم وإنتاجهم، فيما أبدى الزوار من خارج النوبة إعجابهم بالفعاليات، مؤكدين تميز النوبة وتراءي تراثها بشكل لا يوجد في أي مكان آخر.