لأول مرة، يلتئم شمل القمة العربية داخل أيقونة للمعرفة، ومركز للإثراء الثقافي وحاضنة للفنون والعلوم والابتكار.
ويمثل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، المعروف باسم «إثراء»، في الظهران الذي دُشّن بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في ديسمبر (كانون الأول) 2016، صرحاً للتواصل الثقافي والحضاري مع العالم تماشياً مع «رؤية المملكة 2030» في التحوّل لمجتمع المعرفة.
ومن المقرر أن تُعقَد القمة العربية الـ29 في قاعة «السعودية» بمركز «إثراء»، وتعتبر القاعة تحفة معمارية فريدة التصميم، تجمع بين الحداثة، والزخارف التاريخية، وتم صنع أرضيتها من خشب نبات البامبو المعاد تدويره، وتتمتّع بزوايا منحنية وإضاءة باهرة من الألواح النحاسية المثقوبة.
ودأبت الدول المستضيفة للقمة العربية، على تنظيمها داخل قاعات اجتماعات رسمية، في قصر المؤتمرات، لكن ينظر إلى الخطوة السعودية باستضافة القمة في مركز مرموق للثقافة باعتبارها اعترافاً بدور المعرفة في صياغة مستقبل قائم على الإثراء الفكري وتشييد اقتصاد المعرفة، وتقديراً للعلم والثقافة في بناء التواصل بين الشعوب.
يقع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بالقرب من البئر «رقم 7»، الذي بات يُعرف باسم «بئر الخير»، وهو الموقع الجيولوجي التاريخي الذي تم اكتشاف البترول فيه لأول مرة في المملكة بكميات تجارية عام 1938. وكانت البئر الأولى التي يتدفّق منها البترول بكميات تجارية، وترمز الصخور التي تسند بعضها، والتي صممت لتشكل الطراز المعماري الفريد للمبنى، إلى تعاضد الطاقة والمعرفة، ويجمع «إثراء» بين التصميم المعماري ذي الدلالات الرمزية القوية والتقنية الحديثة، كما يجمع بين أساليب التعليم الفريدة والبرامج الإثرائية، وهو منصة ملهمة للمستكشفين والمتعلمين والمبدعين والقادة. ومن منطلق كونه مركزاً حيوياً للمعرفة والابتكار والتفاعل عبر الثقافات سيساعد على التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة.
وقد صمم المركز من قبل شركة «سنوهيتا»، وهي شركة معمارية نرويجية عالمية شهيرة حصلت على مقاولة التصميم بعد فوزها بها من خلال مسابقة دولية شاركت فيها كبرى شركات التصميم السعودية والعالمية.
الجدير بالذكر أن «(سنوهيتا) صممت صروحاً ثقافية مميزة كمكتبة الإسكندرية في مصر ودار الأوبرا في أوسلو بالنرويج».
أهم مكونات المركز «برج المعرفة» الذي يتكون من 18 طابقاً من المرافق التعليمية، ويعرض أحدث الدورات التعليمية في عدد كبير من المواضيع الدراسية، كما يحتضن ورش العمل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بالإضافة إلى الفنون والوسائط المتعددة، وبرامج بناء المهارات، وسيتم تطوير المحتوى المقدم في هذه الورش بالشراكة مع أفضل المؤسسات التعليمية العالمية التي ستعمل جنباً إلى جنب مع المؤسسات المحلية المتخصصة، ويدار التعلُّم وتبادل المعارف بشكل يعزِّز قيمة المواطنة، ويحترم التنوع ويحتفي به، ويعزِّز ثقافة التطوع، ويغذِّي الفضول وحب المعرفة في المجتمع».
ولا يقتصر المركز على ما يقدمه في العالم الواقعي، بل سيمتدُّ حضوره إلكترونياً وذلك من خلال صفحاته ومدوناته الإلكترونية، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي ستمكّن من هم خارج المنطقة الشرقية من التفاعل مع المركز والاستفادة من معرفته وأنشطته الثقافية.
ومن مكونات المركز، مختبر الأفكار، الذي يوفر مساحة للمخترعين والمبتكرين الشباب لتطوير أفكارهم وترجمتها إلى نماذج أولية ومنتجات يمكن تسويقها. ويمكن للمبتكرين وروّاد الأعمال والمخترعين صقل وتطوير أفكارهم وترجمتها إلى نماذج أو منتجات قابلة للتسويق في مختبر الأفكار.
ويضم المركز، المتحف، الذي يوفّر رؤية بانورامية لأفضل ما في الثقافة السعودية والعالمية من خلال أربعة معارض، يركز كل منها على موضوع معيّن ويجهز العقول لاستقبال أفكار وأشكال جديدة من التعبير الثقافي. سينطلق الزوّار في رحلة اكتشاف عبر آلاف السنين تبدأ بالفن السعودي المعاصر يليه الهوية والتراث السعودي، والفن والتراث الإسلامي، ويختتم بالتاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية. تصاحب المعارض الأربعة برامج ومحاضرات وورش عمل وجولات إرشادية تستعرض المواضيع المختلفة بترتيب زمني من المعاصر إلى القديم.
قمة العرب في كنف «إثراء» المعرفة
مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي بالقرب من «بئر الخير»
قمة العرب في كنف «إثراء» المعرفة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة