مصر: حكم مبدئي بالإعدام على 36 «داعشياً»

مقتل ضابط وإصابة آخر ومجند في تبادل إطلاق نار مع مسلحين في جنوب البلاد

TT

مصر: حكم مبدئي بالإعدام على 36 «داعشياً»

أحالت محكمة الجنايات العسكرية، أمس، أوراق 36 «تكفيريا» من العناصر التابعة لتنظيم داعش في سيناء، لمفتى الديار المصرية لأخذ رأيه الشرعي، على خلفية ضلوعهم في التفجيرات التي استهدفت كنائس «البطرسية بالعباسية، وماري جرجس بطنطا، والمرقسية بالإسكندرية»... وحددت جلسة 15 مايو (أيار) المقبل لإصدار الحكم.
وتضم قضية «تفجيرات الكنائس» الثلاث 48 متهما، بينهم 36 محبوسا على ذمة القضية، و12 هاربا، وصدر ضدهم أمر ضبط وإحضار، بتهمة الانضمام وتولى قيادة جماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحريات الشخصية للمواطنين والحقوق العامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والأمن القومي.
وشهد أبريل (نيسان) من العام الماضي، أسوأ اعتداءات ضد الأقباط منذ سنوات، عقب استهداف كنيسة «مار جرجس» في مدينة طنطا الواقعة وسط دلتا النيل، والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصا وإصابة 112 بجروح، وتبنى «داعش» الإرهابي الهجوميين... كما تبنى التنظيم أيضا تفجير كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية في القاهرة ديسمبر (كانون الأول) 2016، أوقع 28 قتيلا. أعقبه نشر فيديو هدد فيه باستهداف المسيحيين.
ويشكل الأقباط قرابة 10 في المائة من عدد السكان بمصر... وتعرض الأقباط لعدة اعتداءات في السنوات الأخيرة، كان آخرها مقتل 7 في هجوم إرهابي نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي أمام كنيسة بحلوان جنوب القاهرة.
ونسبت النيابة العسكرية أمس، إلى عزت محمد حسن وشهرته «عزت الأحمر» المتهم الأول في القضية، إضافة إلى قيادة جماعة، الغرض منها، الدعوة إلى الإخلال بالسلام العام، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه إلى الخطر، وتعطيل أحكام الدستور والقانون، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة عملها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة، والإضرار بالوحدة والسلام الاجتماعي والأمن القومي، القيام مع آخرين بتأسيس وإدارة الجماعة المسماة «داعش» التي تدعو إلى تغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على القضاة وأفراد القوات المسلحة والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم واستهداف المنشآت العامة.
ونسبت النيابة لباقي المتهمين، الانضمام لهذه الجماعة وتمويلها، وتدريب أفراد على إعداد وصنع أسلحة ومتفجرات، واستخدام وسائل الاتصال اللاسلكية والإلكترونية والفنون الحربية، والأساليب القتالية من خلال دورات عقدوها لباقي المتهمين، والاشتراك مع الانتحاري محمود شفيق في تدبير تفجير الكنيسة البطرسية، من خلال رصد ومراقبة الكنيسة ومداخلها ومخارجها وأوجه تأمينها، والتخطيط لتفجير كنيسة «مارجرجس» بطنطا، الذي نفذه الانتحاري ممدوح أمين، فضلا عن تهم الهجوم على كمين النقب وقتل ضابط و7 أفراد شرطة وإصابة 14 آخرين باستخدام الأسلحة الآلية.
وفي قضية أخرى، ألغت محكمة النقض أمس الحكم الصادر من محكمة الجنايات بإعدام متهمين اثنين، ومعاقبة متهمين آخرين بالسجن المؤبد، ومعاقبة 4 متهمين بالسجن لمدة 5 سنوات، في قضية اتهامهم بتشكيل خلية إرهابية تقوم على ارتكاب أعمال عنف وقتل بمنطقة «الوراق» بالجيزة.
وأمرت المحكمة بإعادة محاكمة المتهمين من جديد أمام إحدى دوائر محكمة جنايات الجيزة، غير التي سبق أن أصدرت حكمها بالإدانة بحقهم، وذلك في ضوء الطعن المقدم منهم في القضية.
كما قررت محكمة جنايات جنوب القاهرة أمس، تجديد حبس 16 متهما في اتهامهم بالانضمام لتنظيم داعش في 4 قضايا مختلفة، لمدة 45 يوما على ذمة التحقيقات.
ويواجه المتهمون تهما منها، الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، وكان الإرهاب وسيلتها لتحقيق أغراضها، والتخطيط لعمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة، والتخطيط لخطف وقتل ضباط الشرطة، والتعدي على الممتلكات العامة.
في غضون ذلك، قالت مصادر أمنية، إن «ضابط شرطة قتل، وأصيب آخر ومجند في تبادل لإطلاق النار بين قوة أمنية و(إرهابيين) في حملة أمنية على قرية (حمرا دوم) التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا (جنوب مصر)».
من جهة أخرى، وافقت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب (البرلمان)، على عقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنية ولا تزيد على 300 ألف جنيه، أو إحداهما، لكل من أنشأ أو أدار أو استخدم موقعا إلكترونيا، أو حسابا خاصا على شبكة معلوماتية، يهدف إلى ارتكاب أو تسهيل ارتكاب جريمة معاقب عليها قانونا. جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة أمس، أثناء مناقشة العقوبات في الجرائم المرتكبة من مدير الموقع، بمشروع قانون الحكومة بإصدار قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.